بغداد/ المدى
أصدر وزير الصحة صالح الحسناوي، أمس الأربعاء، توصيات للمواطنين بشأن الحمى النزفية، مشدداً على أهمية الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية خاصة مع اقتراب العيد.
وقال الحسناوي في كلمة له، عقب اجتماعه بلجنة الصحة النيابية ووزارة الزراعة ومديرية البيطرة ومستشار رئيس الوزراء، إنه "بناءً على تسجيل حالات للحمى النزفية في بلادنا تم عقد اجتماع اللجنة الوطنية العليا للحمى النزفية وبحضور رئيس لجنة الصحة والبيئة ونائب رئيس لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي وحضور وكيل وزير الزراعة ووكيل وزير الصحة، إضافة إلى مدير عام دائرة الصحة العامة ومدير عام البيطرة ومدير قسم الأمراض الانتقالية ومدير قسم الإعلام بمشاركة من مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصحة صالح ضمد".
وأضاف الحسناوي: "بعد أن تداول المجتمعون الواقع الوبائي والحالات ونسب الإصابة وتعامل وزارة الصحة ووزارة الزراعة والجهات الأخرى، مع هذا الوباء؛ أصدرنا عددا من التوصيات".
وأوضح، ان "التوصيات تتضمن قيام القصابين عند التعامل مع الحيوانات وعند الذبح بارتداء الملابس الواقية وارتداء الكفوف، وغسل المكان وتنظيفه من مخلفات الحيوانات بشكل جيد، وتجنب التعامل مع الدماء".
وتابع الحسناوي، "نوصي ربات البيوت بغسل اليدين بشكل جيد قبل وبعد التعامل مع اللحوم وارتداء الكفوف عند المباشرة بالتعامل مع اللحوم، وكذلك تعقيم السكين واللوح الخشبي بالمواد المعقمة كالقاصر مثلاً قبل وبعد الاستخدام، وكذلك الطهي الجيد للحوم".
وأوضح، "نوصي المواطنين بمراجعة المؤسسات الصحية عند الشعور بالحمى وحالات الإعياء، لاسيما مربي الحيوانات والمواشي، والقصابين وربات البيوت".
وانتهى إلى ضرورة، "التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، نظرا لوجود بعض حالات الحمى النزفية، والالتزام بهذه الإجراءات من الناحية الطبية والصحية هو واجب".
ويقول المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، إن "الإصابات خلال العام الحالي اقل من الإصابات في العام 2022، وهذا لا يعني ان المرض لا يشكل خطورة".
وأشار، إلى أن "المئات من الحالات المصابة، تماثلوا للشفاء؛ نتيجة انتباههم على اعراض المرض بشكل مبكر، ومراجعتهم المراكز الصحية والمستشفيات".
ولفت، الى أن "البروتوكول العلاجي المعتمد من قبل وزارة الصحة هو بروتوكول عالمي، وتوجد في كل مستشفى ردهة خاصة بالمصابين بالحمى النزفية".
وأوضح البدر، أن "أغلب المصابين بالحمى النزفية هم من مربي المواشي والجزارين وكل من لديه احتكاك مع الحيوانات".
وبين، أن "الوفيات السابقة والتي بلغت أكثر من 20 حالة، جميعهم تأخروا في التشخيص ومراجعة المستشفيات مما أدى الى تأزم حالتهم، فيما سجلت وزارة الصحة أعدادا من الإصابات منذ بداية العام الحالي"، مشيرا الى أن "اغلب أسباب تأخير مراجعة المستشفيات تتمثل بقلة الوعي".
ودعا البدر، الى "عدم التهويل بالمرض"، لافتا الى أن "جزءا من المسؤولية يقع على عاتق وزارة الصحة، من ضمنها مكافحة حشرة القراد الناقلة للمرض، وكذلك مكافحة الرعي العشوائي للحيوانات".
وعلى صعيد متصل، قال مدير عام دائرة البيطرة في وزارة الزراعة ثامر حبيب حمزة في تصريح صحفي تابعته (المدى)، إن "عدد الإصابات بالحمى النزفية بلغ 194 إصابة مع 29 وفاة، عازياً أسباب زيادة الإصابات خلال العامين الماضيين إلى ارتفاع نسبة التصحر وعدم استخدام المبيدات خلال أزمة كورونا".
وأوضح حمزة أن "تاريخ الحمى النزفية في العراق يعود لعام 1979 ومنذ ذلك الحين تقوم دوائر البيطرة برش وتعقيم الأماكن التي يوجد فيها القراد الناقل للمرض".
وأشار، إلى أنه منذ أزمة كورونا "توقفت إجراءاتنا لمدة عام ونصف العام، مما أدى إلى ازدياد إصابات القراد بشكل كبير، فضلاً عن أن زيادة نسبة التصحر وقلة الأمطار كان لهما دور في القضاء على القراد، إضافة إلى قلة الوعي الصحي للمصابين وعدم مراجعة المراكز الصحية وشراء اللحوم من المجازر العشوائية".
منظمة الصحة العالمية كانت قد ذكرت ان انتقال «حمى القرم - الكونغو النزفية» إلى البشر يحدث إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة.
ولا لقاح لهذا المرض عند الإنسان أو الحيوان، أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولاً إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي الى الوفاة.
وتؤدي الإصابة بفايروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يتراوح من 10 إلى 40 بالمائة من المصابين، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويعدّ العراق من بين بلدان شرق المتوسط التي تتوطّنها حمى القرم - الكونغو النزفية، وفق المنظمة.