علاء المفرجي
هل كانت نبوءة كيت ونسليت (المرشحة للاوسكار 5 مرّات)، في دورها المسلسل الكوميدي اكستراس (قناة البي بي سي 2005)، على سبيل الدعابة: ((سيأتي يوم يكون ثلاثة لهم الحظ الأكبر في الفوز بالأوسكار: المعوّقون، اليهود، المثليين الجنسيين.)) وينسليت تمثل دور شخصيتها الحقيقية في المسلسل الذي يستضيف نجم من نجوم السينما في كل حلقة.
ومع اجتياح دعوات (إنصاف) المثليين والتي توجها الرئيس الأميركي جو بايدن بأكبر احتفال في تاريخ البيت الأبيض.. وإعلانه بايدن أمريكا (أمّة المِثليين)، أصبح الامر في حيازة مواقع السوشيل ميديا في كل مكان وفي كل لغة، بل أصبح علم ألوان الطيف الشمسي، وهو رمز المثلية، أيقونة للشباب ممن هم ضد أو مع المثلية والشواذ. وأثارت مثل هذه الدعوات كثيرا من الجدل، حيث بات الاميركيون ينتقدون بعضهم الخلط المُتعمّد بين تفهّم المِثليّة وعدم الاعتداء على من يُمارسونها، أو فرضها على المُجتمع الأمريكي، وتحويل الأطفال إلى شواذ جنسيّاً، وهو ما يجري ترويجه في مدارس الأمريكيين، وكأنّ المِثليّة هي الفِطرة.
السينما وهي الأسرع في تمثل كل ظاهرة تعم البشر خاصة في الوقت الحاضر الذي يميز بالتورة الرقمية الكبرى.. تناولت هذا الموضوع، الذي كان في زمن ما مجازفة لصناع السينما، يصبح اليوم موضوعا عاديا، بل فرضا على صناع الأفلام.
فبعد إعلان أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المختصة بتوزيع جائزة الأوسكار، معايير المنافسة للحصول على جائزة أفضل فيلم، وجهت للجنة اتهامات حول محاولتها فرض المثلية الجنسية على الفن والإبداع.
حيث وضعت الأكاديمية أربعة معايير تأمل أن تعزز التمثيل المتنوع والشمول أمام الكاميرا وخلفها، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية bbc وتلك تعديلات من أجل وجود تنوع وشمولية لا تقصى المرأة والأقليات وبعض فئات الجنس المختلفة ليكون الفيلم مؤهلًا للفوز بجائزة الأوسكار اعتبارًا من عام 2024، وبالنسبة إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 96 المقرر عقده فى عام 2025، فإن الأفلام التى حققت معيارين على الأقل من هذه المعايير ستكون مؤهلة للحصول على الجائزة.
فراح الإنتاج السينمائي وخاصة الأميركي، الى إدخال هذه الموضوعة بشكل واسع في الإنتاج إياه.. فقد جدد النقاش حول بث فيلم "بوز ليكلير" الموجه إلى الأطفال، الذي يتضمن مشاهد مثلية، النقاش حول توجه شركة "ديزني" إلى دعم وترويج المثلية، مؤكدة أنها ستكون ضمن 50 بالمائة من انتاجاتها المقبلة.
وعقب منع الفيلم في أكثر من 15 دولة، تم تداول فيديو لمديرة "ديزني" تؤكد فيه أن إنتاجات الشركة ستدعم وتروج من الآن فصاعدا مواضيع المثلية، لافتة إلى أنها أم لطفلين "أحدهما متحول جنسيا والثاني ثنائي الجنس".
وقالت كايتي بيرك، رئيسة "ديزني": "سنتجه لجعل محتوانا أكثر شمولا"، متابعة: "من الآن فصاعدا، سنزيد من المحتوى المتعلق بالمثليين، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسيًا، واللا جنسيين".. وكشفت: "أنا أم لطفلين مثليين؛ أحدهما متحول جنسيا، والثاني ثنائي الجنس. وأحد مسؤولينا التنفيذيين قال إنه لدينا عدد بسيط من الأبطال المثليين في محتوانا، فاجأني الأمر ثم أدركت أن ذلك صحيح فعلا".
ولانطمح في هذا الحيز أن نذكر الأفلام التي كان موضوعها الشواذ والمثلية.. سواء ما خص الإنتاج الأميركي، أو النتادات العالميى الأخرى..
وهنا نقول هل كانت نبوءة وينسليت استشرافا لما سيطبع أفلام السنوات الأخيرة أم تحذير من اجتياح هذه الموضوعة للأفلام في كل مكان.