ترجمة: حامد أحمد
كشف تقرير عن قيام قياديين ونشطاء مسيحيين من خمسة أحزاب سياسية بإصدار بيان بشأن أنشطة واسعة النطاق تجري في ملف عقارات منطقة لأبناء المكون في سهل نينوى، محذرين من أنها تهدف الى احداث تغيير ديموغرافي يهدد الإرث والطابع المسيحي للمنطقة.
وذكر تقرير لموقع (كاثوليك نيوز) الاخباري ترجمته (المدى)، أن "خمس مجاميع سياسية مسيحية وهي الحركة الديمقراطية الاشورية، والاتحاد الوطني لبيت نهرين، وحزب أبناء النهرين، والمجلس الشعبي الكلداني الاشوري السرياني، وقعوا على الوثيقة لإدانة الخطة ضمن محافظة نينوى".
وتعتبر منطقة سهل نينوى تاريخيا بانها منطقة ذات غالبية مسيحية من أطياف ومذاهب مسيحية مختلفة أهمها الكلدانية والاشورية والسريانية والتي تتبع كنائس مختلفة.
يذكر ان حزباً سياسياً مسيحيا كبيراً يتمثل بحركة بابليون بزعامة ريان الكلداني، والذي يشغل أربعة مقاعد من مجموع خمسة مقاعد برلمانية من حصة المسيحيين، لم يؤيد الوثيقة.
وجاء في بيان مجموعة الأحزاب السياسية بأنهم تلقوا معلومات من مصادر رسمية ومصادر مجتمعية مسيحية بان دوائر بلدية محافظة نينوى تروج لمعاملات بيع ونقل ملكية أراضي سكنية في منطقة تلكيف، وهي احدى مناطق سهل نينوى المسيحية، لأشخاص هم ليسوا من المنطقة وليسوا من المكون المسيحي.
وقالت هذه المجاميع بان هذه المبادرات والخطوات تعد، انتهاكا واضحاً، للدستور وقرار المحكمة الاتحادية العليا لعام 2013 .
وجاء في البيان انه استنادا الى الدستور بخصوص هذا الامر، فان قرار المحكمة الاتحادية العليا يحظر أي استحواذ على عقار او ارض او سكن بهدف تغيير التوازن الديموغرافي بين المكونات المختلفة للشعب العراقي. مؤكدين بان هذا النشاط يتم تنفيذه وفق (عقلية طائفية).
ودعا البيان كلا من رئيس الوزراء ووزير الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة بالتدخل العاجل وتوجيه السلطات المعنية لإيقاف أية إجراءات تهدف الى فرز وتوزيع أراضي في المناطق التي تعود تاريخيا لأبناء الطائفة المسيحية في العراق.
واستنكرت المجموعة أيضا موقف الحكومة المحلية التي ادعت بضرورة تأسيس مديريات بلدية جديدة ووحدات إدارية جديدة في منطقة سهل نينوى لتعزيز نشاط تطوير البنى التحتية والخدمات.
وقالت الأحزاب السياسية في بيانها بان هذه الحركة تهدف الى تحريض المسيحيين للهجرة وعرقلة عودة كثير من المسيحيين الذين هربوا من بيوتهم ومناطقهم بسبب الاضطهاد الوحشي الذي تعرضوا له على يد تنظيم داعش الإرهابي.
ودعت الوثيقة أيضا المسيحيين بان يقفوا بوجه الممارسات العنصرية والطائفية والعقليات التي تقوض أسس التجانس والتعايش السلمي والشراكة الوطنية الاصيلة.
وكانت النشاطات الإرهابية التي مارسها تنظيم داعش الارهابي على المسيحيين في الموصل وسهل نينوى قد أدت الى نزوح العديد الى مناطق مجاورة أخرى في حين هاجرت عوائل كثير البلاد، واستنادا لبحث اجراه الاتحاد الأوروبي فان تعداد المسيحيين في العراق تناقص الى ما دون 500 ألف بعد ان كان تعدادهم قبل العام 2003 أكثر من 1.5 مليون شخص.
وأشار التقرير الى انه على الرغم من طرد مسلحي داعش من المنطقة فان 45% فقط من المكون المسيحي الأصلي قد عاد الى منطقة سهل نينوى، منوها إلى أنه كان هناك 102 ألف مسيحي يعيشون في هذه المنطقة قبل العام 2014، ولكن أعدادهم انخفضت الى 36 ألف تقريبا ومن المتوقع ان يهبط العدد أكثر بحلول العام 2024 لأسباب تعود لعدم استقرار سياسي وافتقار إلى الأمن ولأسباب اجتماعية واقتصادية أيضاً.
وكان بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، قد دعا الجهات والمنظمات الغربية المسيحية الى زيارة المسيحيين في العراق واسنادهم وتشجيعهم على البقاء في بلدهم.
وقال الكاردينال ساكو في مؤتمر صحفي خلال زيارة له للمملكة المتحدة بدعوة من منظمات مسيحية خيرية هناك للفترة من 16 الى 26 حزيران الحالي ولقائه بأعضاء منظمة (ايد تو كرسجيانس)، لمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط "تعالوا لزيارة العراق وتشجيع المسيحيين للبقاء في بلدهم، اذهبوا وتحدثوا مع الحكومة العراقية، ان زيارتكم هي أكثر من كونها طلب مساعدات مالية."
وكان بابا الفاتيكان فرانسيس قد زار العراق للفترة من 5-8 آذار عام 2021، وزار بيت النبي إبراهيم في مدينة اور ومدينة قره قوش في سهل نينوى واربيل والموصل وكذلك النجف وأدى صلاة القداس في اطلال أربع كنائس دمرها تنظيم داعش الارهابي في الموصل.
ودعا البابا جميع الأطياف الدينية بالعمل سوية من اجل السلم والتسامح والتعايش المشترك.
عن: موقع (كاثوليك نيوز) الإخباري