ذي قار/ حسين العامل
كشف تقرير برلماني عن انهيار البنى التحتية وتدني مستوى الخدمات الصحية في مستشفى بنت الهدى التعليمي بالناصرية المتخصص في حالات الولادة والاطفال، معربا عن خشيته على حياة الاطفال الخدج من فتك الحشرات والجرذان والقطط التي يقول انها منتشرة في كل مكان.
وأصدر عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية النائب علاء الركابي تقريرا مفصلا عن واقع المستشفى عقب جولة ليلية قام بها إلى مستشفى بنت الهدى التعليمي في الناصرية.
وذكر الركابي في تقريره، "ضمن جولاته التفقدية أجرى زيارة إلى مستشفى بنت الهدى التعليمي في الناصرية وتم الاطلاع وزيارة جميع أقسام المستشفى الذي يعود إنشاؤه الى مطلع ثمانينيات القرن العشرين وافتتح في عام 1986".
وأشار الركابي، إلى "الاستماع إلى الكادر الطبي والمرضى ومرافقيهم وتسجيل الاحتياجات والمشاكل التي تعيق العمل".
وأدرج في تقريره جملة من المشاكل التي تواجه المشفى التخصصي الوحيد في محافظة ذي قار التي يقدر عدد نفوسها بأكثر من مليونين و300 ألف نسمة من بينها ان "بناية المستشفى بكل مفاصلها متهالكة وخارج العمر الافتراضي للتشغيل بكثير مما لا يدع أية جدوى من أعمال الصيانة مستقبلاً".
وأشار، إلى أن "المستشفى لم يتم بناؤه بهيكل كونكريتي وإنما بجدران (فايبر كلاس) و(سندويش بنل) جاهزة".
وأكد الركابي، أن "دورات المياه في جميع أقسام (المستشفى) بحالة سيئة جدا وان الحشرات والقطط والجرذان تنتشر في السقوف الثانوية والأرضيات لأغلب أقسام وردهات (المستشفى)، بما يعرض المنتسبين والمرضى وخصوصا الأطفال الخدج إلى الأذى".
وتابع، "وأحيانا تلجأ إدارة المستشفى إلى استخدام مبيدات للقوارض والقطط بدل صيدها مما يتسبب في نفوقها داخل السقوف الثانوية ويتسبب برائحة كريهة ووضع صحي بائس".
وأوضح الركابي، أن "المساحات المخصصة أن تكون حدائق جميلة داخل وخارج بناية المستشفى عند إنشائها وضمن المساحة الكلية للمستشفى تحولت أغلبها الى مساحات جرداء تنتشر فيها الكلاب والقطط".
ونوه، إلى أن "صالة الولادة تعمل بعدة أسرة مخصصة للولادة الطبيعية، غير ان جميعها عاطلة".
وذكر الركابي، "لا يوجد أي تجهيز للماء الصالح للشرب للمرضى ولا للمنتسبين الخفر لا بشكل برادات ومنظومات تصفية RO ولا بشكل مياه معبأة".
وتابع، أن "دار الأطباء بوضع سيئ جدا ومتهالكة ولا تصلح أبدا ولا تليق بسكن الأطباء".
ونوه الركابي، إلى أن "بعض الأدوية المهمة والمنقذة للحياة غير متوفرة ويضطر المرضى لشرائها من خارج المستشفى وبعضها غير متوفر حتى في القطاع الخاص".
وأكد، "عدم تواجد الاطباء الاختصاص الخفر في طوارئ الأطفال وعددهم اثنان". وكشف الركابي ان "الإشراف على المرضى في وحدة الإنعاش الرئوي من قبل الكادر التمريضي وليس أطباء التخدير الاختصاص في حين الكادر التمريضي ليست له أية خبرة ولا مسؤوليته تشغيل أجهزة الفنتيليتر في ردهة الإنعاش الرئوي".
وذكر ايضاً، أن "أغلب حاضنات الأطفال الخدج تعاني من الخلل في شمعات العلاج الضوئي مما يتسبب في بطء الاستجابة للعلاج بحالات اليرقان الولادي ويضطر الأطباء لعملية تغيير لدم الطفل".
ونوه الركابي، إلى أن "بعض الحاضنات بوابات دخول أيدي الكادر الطبي للطفل الخديج مكسورة ويعرض الطفل إلى دخول الحشرات والصراصر المنتشرة إلى داخل الحاضنة ويعرضه إلى التغيرات في درجات الحرارة".
وأكد، أن "ردهة الخدج المعقمة لا تتوفر فيها أبسط شروط التعقيم وردهات طوارئ الأطفال بوضع سيئ جداً"، مشيرا الى ان "هناك 3 سيارات إسعاف وسائق خفر واحد".
وتحدث الركابي عن جانب اخر من نقص الخدمات بالقول، إن "المستشفى يقدم خدمات نسائية وأطفال وفي الحالتين تحتاج المريضة أو الأم إلى الخصوصية في حين لا توجد حواجز (ستائر) بين المرضى حتى في ردهات الطوارئ".
وأفاد، "بعدم وجود ردهة خاصة لعزل الأطفال المصابين بأمراض معدية مثل التهاب الكبد الفايروسي أو السحايا ويتم إدخال هؤلاء المرضى مع المرضى الآخرين بنفس الردهات الاعتيادية وهذه مخالفة وكارثة طبية وإنسانية".
وأضاف الركابي، أن "التبريد المركزي متوقف بسبب نقص امدادات المياه بسبب التجاوز على خط تجهيز المستشفى".
وقال ايضاً، إن "قسماً من دافعات الهواء عاطل أصلا والمنظومة متهالكة بالكامل والتأسيسات الكهربائية متهالكة وتنتشر بشكل غير نظامي فوق السقوف الثانوية وتتدلى منها ومع وجود أعداد كبيرة من الجرذان والقطط في السقوف الثانوية فقد يحصل تماس كهربائي وكارثة في أي وقت".
وذهب الركابي، إلى أن "منظومة الحريق والإنذار المبكر في المستشفى عاطلة بشكل كامل ووضع الدفاع المدني في المستشفى ضعيف جدا وبائس عددا وعدة وبوسائل بدائية وبسيطة".
وأشار، إلى أن "أغلب أقسام المستشفى تعتمد على نصب وحدات التبريد ورأي القسم الهندسي أنه لم يعد ممكنا نصب وحدات إضافية لأن المنظومة الكهربائية للمستشفى أجهدت ولن تتحمل أكثر".
ونبه الركابي، إلى "تجهيز وحدة متكاملة للفحوصات الشعاعية للمرضى في الردهات، ولكن لم يتم تشغيلها لعدم وجود منتسبين ما يضطر المرضى للذهاب مسافة طويلة لقسم الأشعة في الطابق الأرضي".
ويجد، أنه "والأطباء والمنتسبون ورغم كل ذلك، يقومون بعمل جبار في ظل هذه الظروف الفندقية والفنية التعيسة من أجل تقديم الخدمة الممكنة لآلاف الأطفال والنساء شهريا ويتم إجراء العمليات والولادات الطبيعية يوميا".
وأكد، أن "المستشفى بحاجة ماسة إلى تدخل وزاري طارئ لانتشاله من الخراب".
ومضى الركابي، إلى "عزمه على تقديم طلب إلى وزارة الصحة لإخلاء المستشفى ودمجه مؤقتا مع المستشفى التركي تمهيداً لإزالته بالكامل وبناء مستشفى حديث".
وكان مسؤولون في ذي قار وصفوا في (مطلع حزيران الجاري) الواقع الصحي في قضاء سوق الشيوخ (29 كم جنوب الناصرية) بالمنهار، لافتين إلى افتقار مستشفاه لكل مقومات الخدمات الصحية والتمريضية، داعين رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني الى التدخل العاجل.