بغداد/ فراس عدنان
أفادت وزارة الموارد المائية بوضع خطتين للتعامل مع الأزمة المائية، وتحدثت عن نتائج ايجابية تخص الحوارات مع تركيا وإيران ستظهر اثارها خلال الايام المقبلة على الايرادات التي تصل إلى نهري دجلة والفرات.
وقال المتحدث باسم الوزارة علي ثامر، إن ملف «المياه يعد من أبرز الملفات الحكومية وقد حظي بدعم كبير من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني».
وتابع ثامر، أن «الحديث عن ملف المياه يعني أننا نتحدث عن خزين مائي محدود مع مواسم الشحة المتكررة التي عانى منها العراق نتيجة قلة الايرادات المائية أو التغيرات المناخية التي حصلت مؤخراً».
وأشار، إلى أن «الوزارة لديها على الجانب الداخلي خطتين لمواجهة الشح الأولى أن تكون هناك إطلاقات من السدود والخزانات وفق الحاجة الفعلية التي تلبي المتطلبات الرئيسة».
وأوضح ثامر، أن «أولويات الحاجة تكمن في توفير المياه الخام لمحطات الاسالة لمياه الشرب والبستنة والاستخدامات الصناعية والصحية، مع محدودية الكميات المؤمنة للقطاع الزراعي».
ولفت، إلى أن «الجانب الآخر الذي تعمل عليه الوزارة هو خطة توزيعات المياه التي تؤمن وصولها كماً ونوعاً وعلى عموم المحافظات».
وأورد ثامر، أن «هذه الخطة تستهدف تأمين تطبيق مبدأ المراشنة ومنع التجاوزات ورفعها واستخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من المياه الجوفية واستخدامها على النحو الامثل ومنع التجاوز عليها».
ويرى، أن «هذا سوف يضمن وصول الحصص المائية لكل المستفيدين ولاسيما المحافظات الجنوبية التي تقع فيها ذنائب الأنهر وهي المناطق الأكثر تأثراً بكمية ونوعية المياه الواصلة إليها بسبب التجاوزات».
وأفاد ثامر، بأن «الحملة الكبيرة التي تقوم بها وزارة الموارد المائية تتلقى دعماً حكومياً ودعماً من مجلس القضاء الاعلى والجهات الأمنية والعسكرية».
وشدد، على أن «هذا الدعم اثر ايجاباً في وصول المياه إلى منطقة الأهوار وكذلك محافظة البصرة لتحسين مياه شط العرب».
وأكد ثامر، أن «بعض المحاصيل تستهلك كميات كبيرة من المياه ومنها الشلب (الرز العنبر) لذلك فأن خطتنا مع وزارة الزراعة تتضمن تحديد مساحات محدودة لا تتجاوز 5 آلاف دونم للحفاظ على هذه البذور وقد قسمت على محافظات تعتمد زراعة هذا النوع من المحصول، وتحديداً محافظتي النجف والديوانية».
وأردف، أن «الخطط التي وضعت بالتنسيق مع وزارة الزراعة الغاية منها الحفاظ على الخزين المائي المتوفر وتأمين كل المتطلبات لنهاية الموسم الحالي».
وزاد ثامر، أن «الخطط الزراعية سواء للموسم الصيفي أو الشتوي توضع بالاتفاق بين وزارتي الموارد المائية والزراعة على وفق ما متوفر من خزين مائي، لذلك فأن حجم هذه الخطط يتغير بحسب الكميات المائية المتوفرة وطبيعة السنة المائية ومقدار الايرادات المائية».
ويسترسل، أن «حملة التجاوزات التي قامت بها الحكومة شملت جميع الأنواع سواء التجاوز على مقطع النهر أو الحصص المائية وبحيرات الاسماك أو التجاوزات البيئية من خلال تلويث النهر، وهذه قد اثرت بالتخفيف من الاستهلاك وقد نجحنا في إيصال المياه إلى ابعد نقطة».
ونوه ثامر، إلى أن ملف «المياه له ملف آخر وهو خارجي من خلال التفاوض مع دول المنبع الذي شهد بعد تشكيل الحكومة فتح صفحات جديدة سواء مع الجانب الايراني أو التركي».
وتابع، أن المباحثات مع الجانب الايراني تمخضت عن ايرادات مستمرة بنهر الكارون اثرت بنحو كبير في تخفيف نسبة الملوحة في شط العرب وهذا خفف العبء من ايرادات نهر دجلة».
ومضى ثامر، إلى أن «وفداً فنياً عالي المستوى أجرى مباحثات مع الجانب التركي قبل أسبوعين وآلية تشغيل السدود التركية وتبادل المعلومات وكانت النتائج ايجابية يمكن أن تظهر بنحو واضح خلال الايام المقبلة بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات».
من جانبه، ذكر المختص بالشأن المائي عادل المختار، أن «العراق بحاجة إلى تأسيس خلية أزمة أو فريق طوارئ بشأن المياه لأن الوضع اصبح خطرا جداً في هذه المرحلة».
وأضاف المختار، أن «وزارة الموارد المائية صرحت بنحو رسمي بأن الخزين المائي قد لا يكفي العراق لنهاية العام الحالي، وهذا موقف خطير».
وأشار، إلى أن «الوضع سوف يزداد سوءاً إذا جاء الشتاء المقبل جافاً أيضاً، حينها سنعيش في كارثة حقيقية».
وبين المختار، أن «العراقيين قد دخلوا أصعب الشهور خلال فصل الصيف، وهو تموز، ونحتاج إلى زيادة الاطلاقات بمعدل 100 إلى 150 متر مكعب في الثانية من الخزين حتى نوازن الوضع المائي في المحافظات لاسيما الواقعة في ذنائب الأنهر».
وشدد، على أن «هذه الزيادة لأشهر الصيف فأنها بين 250 مليون إلى 500 مليون متر مكعب ولن تؤثر في الخزين الحالي الذي يصل بنحو 10 ملايين متر مكعب لكنها سوف تساعد في تجاوز الوضع الحرج».
ومضى المختار، إلى أن «التعامل مع تداعيات الأزمة المائية ينبغي أن يحصل على أساس سرعة الاستجابة، وكان من المفترض أن تحصل الزيادة في الاطلاقات قبل شهر لأننا أمام زيادة بالتلوث في المحافظات الجنوبية وهو وضع خطير للغاية».