علاء المفرجي

يروي كتاب (الحياة الجنسية للمشاهير) الصادر عن المدى والذي شارك في تأليفه عائلة والاس، الاب والام والابناء وترجمه محمد حنانا، الحياة الجنسية لمجموعة متنوعة من الناس عبر التاريخ، نظمتها المهنة: من الفنانين إلى العلماء إلى السياسيين إلى الملوك إلى النشطاء وما إلى ذلك.

أتمنى لو تم تعريف المزيد من الأشخاص غير الغربيين، على أية حال. الكتاب مكتوب بنبرة موسوعية محترفة للغاية. يحتوي كل إدخال على رسم سيرة ذاتية للشخص، وصورة له، ومعلومات عن جنسه وحياته العاطفية، واقتباس منه حول هذا الموضوع، واقتراحات لمزيد من القراءة.

يتكون الكتاب من سير ذاتية قصيرة لأكثر من مائة شخص مشهور من التاريخ، بدءا من القيصر ألكسندر الثاني ملك روسيا إلى إميل زولا، مع إيلاء الاهتمام لأي صنم أو خصوصيات يتمتع بها كل شخصية (بالنسبة إلى الإسكندر كانت مجموعته من الشبقية، بينما كان زولا متعددة الزوجات. يحاول المؤلفون إظهار أنه بدون معرفة الحياة الجنسية للمشاهير، كيف يمكننا أن نفهم تماما أفعالهم العامة. حسنا، لقد أعطاني بالتأكيد فهما أكثر تقريبا لبعض الأشخاص المشهورين.

يقول المترجم (محمد حنانا): لا يهدف هذا الكتاب الى نبش ما يعتقد الكثيرون انها فضائح جنسية ولا الى التشهير بالشخصيات الادبية والفنية والفكرية التي تكن لها الاعجاب والحب والتقدير. انه ببساطة يسلط الضوء على جوانب من حياتهم كثيراً ما جرى طمسها وتجاوزها هي جوانب مهمة تقودنا معرفتها الى فهم أعمق لإنتاجهم الادبي او الفني او الفكري وبالتالي تشكل مواضيع للدراسة والتحليل.

يقول سومرست موم: " تعجبت كثيراً من هذه الرغبة الشديدة التي تدفع الناس الى التعرف بالمشاهير " لقد تعجب موم وهو الكاتب المجرب المحنك الذي عركته الحياة طويلاً والذي يقول ايضاً انه مازال بعد اربعين عاماً من عمله في الطب جاهلاً جوانب كثيرة من الطبيعة البشرية.

اعتقد ان تلهف الناس الى معرفة السير الذاتية للشخصيات الشهيرة ليس مثيراً للعجب انه ميل طبيعي لدى البشر فدائماً ما يدفعنا الفضول الى معرفة احوال الاشخاص الذين تقابلهم ولو لأول مرة يدفعنا الفضول الى معرفة ما يعملون، وماذا يحبون وماذا يكرهون وكيف تسير حياتهم كما نحاول الغوص أكثر في تفاصيل حيواتهم الخاصة، هذا فيما يتعلق بالناس العاديين فكيف لا يتشوق الناس اكثر الى معرفة ما هو عام وخاص في حياة المشاهير خصوصاً الجانب الجنسي.

لقد جرى تجاهل الجنس والوظيفة الجنسية وتقليدياً نظراً الى الجنس على انه كريه وقذر ينبغي تجنبه وعدم الحديث عنه. وهذا ما يفسر إحاطة النشاط الجنسي بالسرية والكتمان وهذا ما يفسر ازدياد تلهف الناس الى معرفة بعضهم اسرار بعض.

الكتاب شاركت فيه عائلة أل ولس الزوج والزوجة وابنائهما الاثنين، و (أيرفينغ والاس) الأب وُلد في شيكاغو، لأبوين روسيين، كانت العائلة يهودية وأصلها من روسيا. بدأ والاس في بيع القصص للمجلات عندما كان مراهقًا. في الحرب العالمية الثانية استمر في الكتابة للمجلات. ما تحول والاس إلى وظيفة مربحة أكثر ككاتب سيناريو في هوليوود. تعاون في أفلام مثل قصة ويست بوينت (1950)، وانقسام الثانية (1953)، و قابلني في المعرض (1953)، وغيرها من الأفلام. حققت اعماله نجاحًا هائلاً، حيث نشر والاس 33 كتابًا خلال حياته، ترجمت إلى 31 لغة.

أما أبنته (آمي والاس) فقد اشتهرت بقوائمها والكتب التي تراوحت موضوعاتها من ما هو نادر وفضولي وغير مألوف إلى الجريمة والرعب. في عام 1977، عاشت في بيركلي في بلدية شقيقها وخلال فترات الراحة المدرسية، وعملت معه ومع والدهما على كتاب (الحياة الجنسية للمشاهير) الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا. تزوجت والاس من الموسيقار جوزيف مارك لمدة سبع سنوات. كرست له سيرة حياة وليام جيمس سيدس، المعجزة. طلقوا في عام 1986. وفي عام 1990، دخلت في علاقة مع عالم الأنثروبولوجيا كارلوس كاستانيدا، والتي كتبت عنها في مذكراتها، الساحر المبتدئ: حياتي مع كارلوس كاستانيدا، الذي نُشر في عام 2003. كان الكتاب أول من كشف عن الحياة الخاصة لكاستانيدا.