TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير دولي: الأهوار تشكو تلوث المياه.. ومخاوف من تفشي الأمراض

تقرير دولي: الأهوار تشكو تلوث المياه.. ومخاوف من تفشي الأمراض

نشر في: 10 يوليو, 2023: 12:02 ص

  ترجمة: حامد أحمد

تحدث تقرير دولي عن تعرض منطقة اهوار العراق، المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي (لليونسكو)، لخطر كارثي يتمثل بتناقص مناسيب المياه فيها وتلوثها مع زيادة الملوحة فيها، محذراً من الحاق اضرار بالغة بالنظام البيئي فيها وتعرض السكان المحليين لأمراض ونفوق الحيوانات والماشية.

وذكر تقرير لموقع (ذي ناشنال) الاخباري ترجمته (المدى)، أن "رسول نوري 27 عاماً، أحد سكان منطقة الاهوار، شهد كما هو الحال مع آخرين العواقب المدمرة لحالات التلوث هذه والتي اشتملت على نفوق المواشي وانتشار امراض جلدية وغياب لمياه نظيفة صالحة للشرب".

وقال نوري بحسب التقرير، إن "الوضع سيئ جداً"، موضحاً أن "أزمة المياه لم تؤثر فقط على مواشينا واسماكنا، بل انها تؤثر علينا ايضا كسكان المنطقة".

وأشار التقرير، إلى أن "الاهوار في جنوبي العراق على مدى قرون كانت عبارة عن منطقة غنية بتنوعها البيولوجي البيئي وتوفر مصدرا فريدا للعيش بالنسبة لسكانها وملاذا لأصناف لا تحصى من الطيور والاسماك والحيوانات".

واستدرك، أن "مجموعة من أنشطة بشرية مثل التنقيبات النفطية وعوامل طبيعية أخرى دفعت بهذه الاهوار لحافة الانهيار، عبر العقود القليلة الماضية".

ويعود نوري ليتحدث، بقلب مكسور عما يشاهده من تغييرات ملحوظة تطرأ على ارض الواقع، بالقول، "أتذكر في وقت عندما كانت مياه الاهوار تمتد على مدى البصر، اما الان فهي مجرد جزء بسيط مما كانت عليه".

ونوه التقرير، إلى أن "العامل الرئيسي المساهم لجفاف الاهوار هو التناقص في كمية المياه القادمة من نهري دجلة والفرات".

ورأى، أن "ذلك يتسبب بزيادة معدلات الملوحة بالمياه المتبقية في الاهوار، والتي ستكون غير صالحة بالنسبة للمواشي وبقية المستهلكين من الحياة البرية".

ويواصل التقرير، أن "زيادة معدلات الملوحة والتناقص الكارثي في المياه النقية الصالحة للشرب أديا الى وقوع خسائر بالماشية التي تعتمد على الاهوار في استهلاكها للماء".

وأضاف، أن "العام الماضي في منطقة هور الحويزة حيث يعيش المواطن، نوري، نفق هناك ما يقارب من 150 رأس جاموس من بين 500، ومنذ ذلك الوقت شهد نوري تناقصاً في أعداد الماشية التي يمتلكها من 30 رأسا الى ستة فقط لغاية الوقت الحاضر".

 ويسترسل التقرير، أن "وزارة البيئة حذرت في وقت سابق من هذا الشهر من كارثة قد تحصل في هور الحويزة بسبب الجفاف، وهو أحد أكبر الاهوار المحاذية للحدود العراقية الإيرانية، وطلبت من وزارة الموارد المائية زيادة الاطلاقات المائية للأهوار لا سيما هور الحويزة".

ويجد، أن "الحكومة تضع في أولوياتها الاحتياجات الزراعية وتوفير مياه الشرب للمواطنين". 

ويقول نوري، الذي يعيش على مقربة من الهور مع 13 شخصاً آخر من افراد العائلة، إن "الوضع أصبح لا يحتمل".

وذهب التقرير، إلى أن "الشيء الذي جعل الامر أكثر سوءاً هو ان المياه الراكدة أصبحت مكانا خصبا لنشر الامراض بسبب قلة تدفق المياه النقية مع تواجد جثث الحيوانات الميتة التي غالبا ما تترك وسط المياه".

وذكر، أن "قلة المياه النظيفة التي تستخدم لأعمال الغسل والنظافة أدت الى تفشي امراض جلدية بين السكان مزيدة بذلك الوضع سوءاً". 

ويقول نوري، إن "المياه المتبقية أصبح لونها اخضر وذات رائحة كريهة، لا نستطيع استخدامها للغسل او تنظيف الملابس، وكذلك الحيوانات أيضا أصيبت بأمراض جلدية". 

وأفاد التقرير، بأن "خبراء البيئة أشاروا الى مجموعة عوامل ساهمت بتدني منسوب تدفق المياه، من بينها انشاء السدود وتحويل مجرى الأنهر على امتداد نهري دجلة والفرات في تركيا وفي إيران، هذا بالإضافة الى عوامل التغير المناخي التي قللت تدفق المياه الى الاهوار على نحو حاد".

 ويقول الناشط البارز في المجال البيئي، جاسم الاسدي، بحسب التقرير، إن "الاهوار اليوم في وضع سيئ جداً".

وتابع الأسدي، أن "ذلك لتناقص تدفق المياه على نحو سريع، شهرا تموز وآب سيكون وقعهما قاسيا على الاهوار؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي الى حالة تبخر وسط تدني بمنسوب المياه القادمة للأهوار".

وقال الاسدي، وهو مدير منظمة طبيعة العراق غير الحكومية، إن "هذا الصيف سيكون وقعه صعبا على الزراعة والاهوار بسبب توقعات بارتفاع درجات الحرارة".

وأشار التقرير، إلى أن "الاهوار كانت قد أدرجت في العام 2016 ضمن لائحة التراث الدولي لمنظمة اليونسكو وذلك لتنوعها البيئي وتاريخها القديم".

واستدرك، أن "الوضع المتردي الذي تتعرض له الأهوار العراقية قد حفز منظمات محلية ودولية على تحشيد الجهود واتخاذ إجراءات عاجلة".

وتحدث التقرير، عن "تعاون في الوقت الحالي بين منظمات غير حكومية وجهات حكومية أخرى لمناقشة الازمة وإيجاد حلول لها من اجل استعادة الاهوار لألقها السابق".

وأضاف، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه الأربعاء الماضي بإرسال صهاريج محملة بمياه شرب للمناطق المتضررة عبر البلاد من بينها الاهوار".

وشدد التقرير، على أن "حماة البيئة يحثون الحكومة والمنظمات الدولية والجمعيات المحلية على رص جهودهم والتعهد بخطط طويلة الاجل تضع في اولوياتها استعادة الاهوار العراقية والحفاظ عليها".

ودعا نوري وهو ينظر الى الاهوار المنكمشة بحجمها، إلى "التحرك بسرعة، لأن الاهوار ليست مسكننا فقط، بل هي تراثنا وهويتنا، بدون الاهوار نشعر وكأن جزءا منا قد مات أيضا".

وأشار نوري، إلى "استمرار التنقل من مكان الى اخر ضمن الاهوار فليس عندي نية بالانتقال الى المدينة".

وانتهى نوري، إلى أن "المشكلة هي انني قد ولدت في الاهوار، ومن الصعب جدا بالنسبة لي ان أعيش في مدينة، وقد اشعر بالاختناق فيها".

عن موقع (ذي ناشنال) الإخباري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل
سياسية

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل "العفو العام": الغضب سيتوسع

بغداد/ تميم الحسن انطلقت تظاهرات في الموصل ضد إيقاف قانون العفو العام، ويتوقع سياسيون سُنّة أن الغضب سيتوسع.وفي المقابل، تجري محاولة شيعية لـ"تطويق الأزمة"، حيث دعا الإطار التنسيقي إلى اجتماع طارئ لكل القوى السياسية.ومساء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram