اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > حمادي كيروم: السينما حركتها كما حركة الفكر، والفكر يتحرك كما تتحرك السينما

حمادي كيروم: السينما حركتها كما حركة الفكر، والفكر يتحرك كما تتحرك السينما

نشر في: 10 يوليو, 2023: 11:48 م

يرى أن العالم العربي يعيش الان أكبر انحطاط عرفه على مستوى المهرجانات السينمائية

حاوره /علاء المفرجي

حصل الناقد والأكاديمي بالسرديات السينمائية المغربي د. حمادي كيروم على دكتوراه في جماليات السرد السنيمائي والروائي،

وأستاذ السينما بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وأستاذ زائر بعدة جامعات مغربية وعربية ودولية. من المناصب التي شغلها: مؤسس ومدير مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، مدير الملتقى الدولي للسينما والرواية بالدار البيضاء، ومدير الملتقى الدولي للسينما وحقوق الانسان. عضو المنظمة المغربية لحقوق الانسان، عضو مؤسس للجمعية المغربية لنقاد السينما، عضو اتحاد كتاب المغرب، عضو تحرير مجلة الدراسات السينمائية ورئيس نادي العمل السينمائي، رئيس المركز المغربي للتربية على الصورة. عضو لجنة تحكيم بعدة مهرجانات وطنية ودولية. من مؤلفاته: الاقتباس من المحكي السينمائي الى المحكي الفيلمي، أجنحة الرغبة، وفهم السينما، وكتابات سينمائية متعددة.

 في البدء حدثنا طفولتك والنشأة الأولى، والتي تقاطعت مع تفاصيل واحداث، ومراجع ومصادر التي غذت ميلك الى الصورة وتحديدا الى السينما؟

- طفولتي هي طفولة قرية ومن حسن حظي اني ولدت في قرية جميلة قرب النهر؛ وكنت مشغولا في طفولتي بصيد السمك، وصيد العصافير، والتأمل، وكنت بالطبع حريصا في الذهاب الى الجامع لدراسة القرآن الكريم، وفي يوم من تلك الفترة سمعنا إعلانا عن عرض افلام في ساحة القرية، ومنذ ذلك الزمن صارت الخيالات تسكنني إضافة الى خيالات أخرى، عن الأساطير وعن عنترة بن شداد، وكل الأزليات، وكان صديق والدي يرحمهما الله يملأ طرف جلبابه بالليمون، يحكي لنا قصة (الأمير المسحور)، ومن هذه الحكاية بدأ بناء عالمي التخيلي. وعندما حصلت على الشهادة الابتدائية، وذهبت الى المدينة للدراسة، أنشأت مكتبة صغيرة من القصب، وكانت أمنيتي أن املأ هذه المكتبة بالكتب. هكذا كانت علاقتي بالكتب والقصص وبالسينما، ثم بعد ذلك بدأت مرحلة القراءات الكبرى، التي اقترنت بذهابي الى الدراسة الثانوية، حيث كنا نقرأ الكتب بالفرنسية، وكذلك القصص المأخوذة للسينما، وهكذا في تلك الفترة قرأنا فلوبير، وستاندال، وهوغو، وكنا دائما نذهب الى البعثات الأوربية، لحضور النشاطات الثقافية التي تقام هناك. واختلطت الرواية بالمسرح، ولم نعد نعلم أي وسائل التعبير أجدى فأصبحت بالنسبة لنا كل هذه الوسائل تعني الخيال.

 في معرض دفاعك عن السينما كفن خالص، كيف برأيك نستعيد جمهور السينما مرة أخرى الى صالات السينما، وسط اجتياح الثورة الرقمية التي طالت حتى مشاهدة الأفلام؟

- المشكلة هو السؤال: أين هذه القاعات، فعندنا مثلا بالمغرب أغلقت كل قاعات السينما، في وقت كان لدينا اكثر من 500 قاعة عرض سينمائي، وبعد الاستقلال لم يتبق منها سوى 10-11 قاعة.

هذا التهميش أو التفكك يجب أن يكون موضوعا لدراسة اجتماعية وعقلانية وإحصائية، لمعرفة الجيل الجديد في القاعات التي غادرها أصلا بسبب التطورات الرقمية، التلفون والمنصات المتاحة في كل وقت. وفي يدي الان تجربة او دراسة شاركت فيها، باعتباري أستاذا جامعيا حيث وجدت عند فرنسا نموذجا سموه (المدرسة في السينما او السينما في المدرسة) فكانوا يأخذون الأطفال والتلميذ الى قاعات السينما لمشاهدة الافلام، وأيضا يأخذون الافلام الى قاعات الدراسة، وبرمجوا عدد من الافلام ببطاقات تقنية ويتم كتابة بحث أو مناقشة عن الفيلم، وهذه التجربة شاركت فيها وزارة الداخلية ووزارة السياحة، ووزارة الثقافة ووزارات اخرى وخلقت الان ملايين من عشاق السينما نراهم الان في قاعات السينما في فرنسا.

اذن هو مشروع تربوي جمالي فني ينبغي ان تتبناه الدولة، وتعد له كل العدة لكي تعود قاعة السينما الى بهائها.. مثلما عندنا الان المسجد او كما هي الكنيسة، امكنة للفرجة والتعبد، والتطهير.

 كيف تفهم العلاقة الملتبسة بين الرواية والفيلم؟

- هذه مشكلة واعتبر نفسي في خطأ حتى لو كانت معي الدكتوراه.. فأني أرى ليست هناك علاقة بين الاثنين بالشكل المتعارف عليه، واشير في هذا الصدد الى ان (دلوز) هذا الرجل العظيم، عندما اشتغل على ديستوفسكي وعلى كيرساوا اكتشف ان تكون هناك فكرة سينمائية عند ديستوفسكي، وفكرة روائية عند كبروساوا.. فاذا كانت هناك فكرة او شخصية معينة موجودة في هذا العمل او ذاك ممكن نشتغل عليها.. ولا نفكر فيما يخص الخيانة او الامانة، وأظن هناك الان من السينمائيين من يكتب الرواية البصرية، وهي كتابة قوية وعميقة جداً فلم تعد الكاميرا نقلا لصور واحداث، بالمعنى الحقيقي للكتاب.

 أن السردي خارق للسينمائي، من حيث اتصاله بالمسرح أو القصة أو حتى المحادثة اليومية، فالأنظمة السردية كانت قد صيغت خارج السينما قبل ظهور الأخيرة بكثير، كما يقول جاك أومون.. بما يمكن ان يتجلى السرد السينمائي بوصفه مستقلا؟

- انت تتكلم عن موضوع عميق جدا، فبالاصل أن الانسان باعتباره حيوان يحكي، فهو عندما يحكي، يخلق ما يسمى بالنداء، فعمر يحب الاله، وعلي يحب الاله، وهذا الحب يجعلنا نحرك القصة، الى ما لا نهاية، فالاصل في الحكي والصراع سواء كان صراعا نحو الخير، او صراعا نحو الشر، وهو موجود استعملته الروايات واستعملته السينما فيما بعد، مثلما استعملته السينما السوفييتية والسينما الاوروبية غير اننا عندما نتكلم فيما تكلمت عنه في البداية، من اللغة الصافية فاغلب الناس يتكلمون عن لا سينما، ولا سينما هي عندما تستعمل الكاميرا لتصوير الاحداث، والوقائع التي تجري امامنا، كما انها تصور الواقع، كما ان السينما والخروج من الفيلم الى السينما، تتكلم عن لغة حقيقية وهذه اللغة الحقيقية، ربما توجد في فنون تشكيلية أكثر مما توجد في فنون الحكي، الفنون التشكيلية لا تحكي جملة زائد جملة، او لفظة زائد لفظة، ولكن تحكي جملة بجانب جملة. وهذا التجانب، والتحول الذي يخلق التجاذب والذي سماه ايزنشتاين بالحوار الجواري، التنازع الذي يخلق له دلالة وصور ومعنى الى آخره. السينما الصاخبة هي السينما التي تقول لك: ما هو موجود في الصورة لتراه، لا ماذا سيأتي في الصورة اللاحقة.. وهذا هو الفرق بين السينما الحقيقية وسينما الحكي.

 السينما نحتت تحديدا أدواتها الخاصة بها وصورها وهي تحاول قص حكايات.. وهذا يعني اغتراب السينما السردية في أنماط أخرى.. كيف ترى ذلك؟

- ان غريفث هو من خلق الحكاية، وكان قد أخذها من بلزاك واخرين ولكن.. بعد ذلك جاء اخرون مع الموجة الجديدة، مع غوادر، وتوفو، وتاركوفسكي، قالوا: ان السينما تشبه الموسيقى ولا تشبه الحكايا اذا اعتبرنا ان السينما هي حكاية، فهو تقليل من قيمتها العلمية، والمعرفية لان السينما حركتها، كما حركة الفكر، والفكر يتحرك كما تتحرك السينما هناك ميكانزم.. لذلك فهؤلاء الذين بدأوا يدفعون السينما الى مستوى آخر، اعادة الالق السينمائي للفكر، كي لا تظل مجرد حكي او حدوته واظن انها قابلة لذلك. فدلوز يقول: ان هناك من السينمائيين مفكرين فعندما تشاهد المشهد الاول من فيلم (القربان) لتاركوفسكي، هذه المدة الطويلة التي هي تمتد الى ثمان دقائق لا شيء يحدث ولكن كل شيء يحدث، لان هناك تراكم زمني مهم وعميق جدا يصل الى ستراتيجيات الاركيولوجيا.

 قلت مرة ان الحكاية في السينما تكتب ثلاث مرات او في السيناريو، وثانيا في الصورة، وثالثا هو الأهم المونتاج وتقول عنه (الكتابة الثالثة).. هنا أراك تعطي للمونتاج الكتابة الأهم في السينما، في الوقت الذي لا يخص السينما فاكتشاف عناصره أيضا في الشعر والنثر بل وحتى الرسم؟ ما سبب اهتمامك في أمر المونتاج؟

- انا تكلمت عن هذه الكتابة، اولا هي كتابة، لان الضرورة الفيلمية تكتب بهذا الشكل لكن في الاقتباس هي محاولة لإخراج صور، محاولة لإلغاء كلام ادبي، وعندما نصل الى السيناريو معنى ذلك ان السيناريو ان تكتب بالصور لا تقول هذا جزار ولكن تقول رجل بلباس ابيض عليها بقع دم، ويحمل بيده السكين..وكذا وكذا.. يعني تكتب الصورة ويأتي بعدها الاخراج، الذي يُلزم بهذه الصور التي جاءت في السيناريو. لكن المونتاج جاء عندما استعمله ايزنشتاين، فالسينما مع غريفث كانت سينما الاخراج، كان هناك الاخراج فقط، وكان المونتاج هو مجرد ربط او تحويل لكن المدرسة الطبيعية ومع الموجة الجديدة أصبح المونتاج هو الاصل، بل ربما يسبق الاخراج، المخرج يأتي وهو قد منتج في ذهنه الفيلم وبالتالي فهو عندما يأتي الى التصوير كان يجسد المونتاج. ولا شك ان غودار هو الذي صنع بين الاخراج والمونتاج علاقة، حيث قال: اذا كان الاخراج هو نظرة عين فان المونتاج هو دقة قلب، لان الفيلم هو الايقاع. فلولا المونتاج لم يكن هناك ايقاع او مناخ.. من هنا تأتي اهمية المونتاج، ثم ان المونتاج هو تجميع لكل الادوات، من موسيقى او صور، يرفعها الى مستوى آخر هو المعنى. المونتاج هو خلق السينما، هو المعنى في السينما.

 بعد مرور اكثر من مائة عام على تاريخ السينما، ما زال الجدل قائما حول ماهية هذا الفن. قلت في لقاء لك أنها عبارة عن فكر بصري. هل توضح لنا ذلك؟

- اتذكر هذه عندما خرج كتاب دولوز (ما هي السينما) وخرج كذلك كتاب جان بول سارتر (ما الادب) وخرج مؤخرا كتاب لتودورف (نهاية الادب).. كل هذه لا تطرح سؤالا، ليس في البحث عن اليقين، بل بالدفع بالفن عما هو اعمق واعلى. لان السينما الأن انهت مرحلتها لخلق الافكار، وينبغي ان تتقدم نحو مستوى آخر، لان القرن الـ21 برأيي هو سينما "المينيماليزم" لتوفر كل الوسائل التقنية التي تصنع فيها، هاتف او كاميرا ديجيتال تستطيع ان تصنع فيلم دون الحاجة الى مكبر اصوات او مصورين، الان "المينيماليزم" او الحد الادنى هو ان تعيش بما هو كاف لان في هذا الكفاف السعادة.. وأظن هناك مرحلة لنهاية سينما وبداية سينما اخرى هذا ما اقصد.

 السينما منذ نشأتها نشرت تمثيلات وتجسيدات جمعية، ونماذج، وسمحت بترسيخ العديد من المثل العليا، فليس غريبا ان يخصها اهتمام الكثير من المسؤولين التاريخيين، أمثال موسلليني، ولينين، وهتلر.. ولم تشذ الولايات المتحدة الأميركية عن هذه القاعدة. كيف للسينما ان تحرر نفسها من سيف ديمقليس هذا لتغدو بعيدة عن ما يملى عليها؟

- مضمون سؤالك مطروح امامي دائما، ولم أفكر ابدا في وضعه، ولم يضعه احد (قال مازحا) وأضاف: انا اشتغلت كثيرا على فلسفة الاستطيقا وعلم الجمال، خصوصا عند (ليني ريفنشتال) وشاهدت هذه المرأة العظيمة التي وجهت فيلمها نحو النازية، وخلقت فيلمين من أعظم الافلام والتي هي (مذهب الجسد) وفيلم (انتصار وطن) عن الالعاب الاولمبية عام 1936، ولحد الان لم يستطيع احد ان يصل الى هذا، وشاهدت كذلك ما قام به موسيليني عندما خلق (السينما فيتا). وعندما حاور ينين الكتاب الكبير مكسيم غوركي وهو يكتب رواية (الام).. قال له ما معناه انا وضعت حياتي كلها في الأدلجة وانت كتبت رواية اثرت على الجميع فأرجو أن تكتب دائما مثل هذا الكتاب.

خذ أفلام ايزيشتاين -هذا العبقري لعب بستالين وقولبه-.. فيلم المدرعة بوتمكين هو لتمجيد الثورة لكنه بالعكس لا علاقة له بالثورة، مثل فيلم الالياذة والأوديسا انا اعتبرهم الاهم في القرن العشرين. فيما يخص امريكا.. فهي نجحت لان امريكا لا تاريخ لها، دولة جديدة، فجاءت بالسينما وخلقت المؤسسات، فأمريكا خلقت السينما.. والسينما خلقت تاريخ لامريكا.. ونحن اطفال نرى الهندي الاحمر في السينما يجب ان يقتل، بينما الاصل هو الهندي الأحمر كمواطن امريكي، وليس الرجل الابيض. وعندما تشاهد الافلام الاسرائيلية يقولون أن الاسرائيلي هو الاصل وليس الفلسطيني.. ومن هنا قوة السينما وعظمتها في نفس الوقت.

 انهيتم قبل زمن قصير مهرجان السينما المستقلة، الذي أشرفت على تفاصيله، لماذا المستقلة وما الذي تعنيه السينما المستقلة، غير التمرد على وصاية الممول؟ وهل ترى أن الاستقلالية مبنية أساسا على المعرفة؟

- هذا المهرجان هو استمرار نسبي لمهرجان كنت قد أسسته في الرباط سنة 1995 وحضره كبار من المخرجين العالميين منهم.. بعدها غادرت الرباط قبل ثلاث او اربع سنوات.. هنا فكرت في سينما المؤلف التي ازدهرت واعطت قوة مهمة جدا من خلال هذا المهرجان.. والان أسست مهرجان السينما المستقلة، وفكرة الاستقلال لا يمكن ان نعود بها الى سينما الاندرغراوند الذي ظهرت في امريكا ضد المؤسسات الكبرى، السينما المستقلة تعني خلق المخرج الحر، الذي لا يقف المال مانع له.. لاني كما قلت قبل قليل ان الان من الادوات البسيطة تستطيع ان تساعدك على خلق حلمك او فكرك، من هنا ان الاستقلال معناه الاستقلال من القواعد القديمة، من اللغة القديمة، من العقليات القديمة، والدخول في علاقات ما نسميه (المعرفة الفرحة البصرية) فالوسيلة الان التعبيرية الجديدة عند كل الشباب، وهم يصورون أنفسهم وعائلاتهم وما يأخذون وما يتصرفون، وكيف يمارسون الجنس، كل هذا تطبيق، فأذا اخذنا العلم والمعرفة لتجاوز ما هو ميكانيكي وطبيعي وادخلناه في الفني والسينمائي، نكون قد دخلنا في تأسيس السينما المستقلة. وهذا هو الاساس في فكرة المهرجان، وقد جمعنا فيه الكثير من الشباب فيه، ودعونا مخرجين من كافة دول العالم من امريكا واروبا، واوروبا الشرقية كذلك، واظن ان المستقبل لهذا النوع من السينما كفكرة وكتعبير عن الذات وعن الشخصية.

 الملاحظ أن المغرب هو من أكثر البلدان العربية التي تنظم مهرجانات سينمائية، والحق أقول إنها مهرجانات مهمة، فهل ترون أن المهرجانات تسهم بشكل كبير في تنشيط الحراك السينمائي وازدهار صناعة السينما؟ وما رأيك بشكل عام لمهرجانات السينمائية في العالم العربي، من حيث قيمتها الفنية؟

- على المستوى المغربي انت تعرف ان المغاربة اغلبهم فلاحين، وبالتالي الزراعة والفلاحة وعلاقتها مع الأرض، تعطينا المواشي والاخراج والطقوس، ونحن شعب بطبيعته يحب الافراح وبالتالي كل شيء عندنا في موسم، ولا شك ان الحياة الحديثة والمعاصرة قتلت في زحفها الميكانيكي كل ذلك. فالشباب الان عندما يعملون مهرجان فهم يحاولون الفرح ويحاولون ان يجتمعوا ويرى بعظهم لبعض. وقد ساعد اغلاق القاعة السينمائية على خلق هذه المهرجانات حتى يبقى الشباب في علاقة مع السينما، سواء الوطنية او العالمية ولا شك ان أهم سبب في نجاح هذه المهرجانات هو اولا وعي الدولة بها، وتمويلها وتنظيمها ولا شك ان هناك مهرجانات احتفالية تنظم فيها الحفلات والمهرجانات السينمائية قليلة جدا التي فيها السينما الحقيقية، واظن ان الديمقراطية المغربية لا تسمح بهذا ان تعمل مهرجانات للحفلات ومهرجانات للسينما او اي شيء اخر، لكن احيانا عندما تكثر هذه المهرجانات ونظن احيانا انها تخدم السينما، قد نصاب بالوهم فهناك أكثر 120 مهرجانا سينمائيا تجعل السينما وسيلة للترفيه ولكن فيها خمسة مهرجانات فقط، مهرجانات حقيقية تستحق ان تسمى مهرجانات سينما، العالم العربي يعيش الان اكبر انحطاط عرفه على مستوى المهرجانات السينمائية.. مهرجان القاهرة مثلا الذي كنا نباهي به بدأ بالتراجع، والمهرجانات الكبرى التي تبنت ونظن انها تعطي للسينما قوة، مهرجانات الخليج مثلا، تموت كالفقاعات ما السبب، لان البعد السياسي والثقافي لم ينمو بعد عند المسؤولين السياسيين، ثم أن هناك بعض المهرجانات هي ليست الا وجهة سياحية او واجهات سياسية وهذه مسألة مهمة جدا، عندما مات مهرجان دمشق انتهى كل شيء، لم يعد هناك مهرجان عربي محترم تستحق جائزته الاولى والثانية أن تعلق، وتقول ان هذا الفيلم اخذ جائزة كذا، كما في كان او فينسيا، او لوكارنو، هذا كله يدق ناقوس الخطر.. فأنا أطلب من كل المهتمين بهذه المهرجانات العربية ان يستفيدوا من خبرة هذه المهرجانات، فالمهرجانات العربية انتهت.

 كيف تنظر الى المشهد السينمائي العربي، هل تجاوز الأطر التقليدية في الصناعة أم أنه ما زال يحاول؟

- المشهد السينمائي العربي الأن من اروع وأحلى المشاهد، الافلام التي تخرج وتوزع مفرحة جدا، يقف وراءها شباب يعرف اللغة السينمائية بشكل جيد، ويوظفها بشكل عالي جدا، وهو في حاجة الى دعم، والغريب انه لولا المهرجانات المغربية، لما ظهر هؤلاء الشباب، لكانوا ماتوا في مهدهم، فالمهرجانات العربية نمطية ورتبة، والوجوه تقدم نفسها في كل دورة وفي كل مهرجان وهذا الشيء خطير جدا، هذه الشللية والصحبة اصبحت عائق امام ظهور مخرج شاب ليقدمه فيلمه ويفرح به. فلولا المهرجانات الغربية الان لما سمعنا بالأفلام التي يصفها الشباب. من العراق والسودان ولبنان وسوريا ومصر والمغرب. لهذا اظن ان في الدول العربية شباب رائع سواء في الداخل او الخارج، لكنه فنان عميق ومثقف وينبغي ان تأخذ بيده، وما حدث الان في المغرب على مستوى تحويل السينما والسهر عليها والاخذ بيد الشباب نموذج يمكن ان يحتذى به.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram