ترجمة: حامد أحمد
تحدث تقرير كندي عن اتساع أعداد العاطلين في العراق، داعياً الدول الغربية لمساعدة البلاد في توفير فرص عمل لشريحة الشباب. تناول تقرير لموقع (اوتاوا ستزن) الاخباري الكندي ترجمته (المدى)، أوضاع شباب العراق بعد 20 سنة من الغزو الأميركي للعراق مشيرا الى ان اغلب العراقيين هم دون الـ 25 سنة من العمر، مشكلين بذلك شريحة ضخمة من شباب يعانون البطالة وعدم استقرار اجتماعي.
ويذكر التقرير انه بعد 20 سنة من الغزو الأميركي للعراق فان النظام الديمقراطي الناشئ بعد سقوط الدكتاتورية، ما يزال يبذل جهدا لتحقيق التعافي وتنمية اقتصادية بعد سنوات من حروب وعقوبات وازمات امنية وتناحر طائفي.
وتابع، "بالإضافة الى ثروة النفط الهائلة التي يمتلكها البلد، فان هناك ثروة ضخمة أخرى معطلة وغير مستغلة تتمثل بشبابه". ولفت التقرير، إلى أن "ذلك يشكل تحدياً كبيراً وسط أزمات اجتماعية وضعف اقتصادي وعدم استقرار أمني وسياسي".
وأردف، أن "60% من نفوس العراقيين هم من شباب دون الـ25 سنة من العمر، وهذه الشريحة الضخمة تكابد من اجل الحصول على فرص عمل تكاد تكون مفقودة". وقال منتظر الكعبي، 25 عاماً وهو مهندس ميكانيك ومشارك في مشروع منصة بحث صغير، معبرا عن معاناته، "ليس امرا سهلا ان تجلب استثمارات من خارج العراق. وعلى المستوى العالمي، فأنك لا تستطيع المنافسة لأنك لا تستطيع الحصول على دعم من مستثمرين او أصحاب رؤوس الأموال". وتابع الكعبي، "ولهذا فإنني لا أستطيع فتح مشروع استثماري صغير مسجل في أميركا، وحتى انني لا أستطيع استخدام موقع خدمات غوغل كلاود أو أمازون على الانترنيت".
وأشار الكعبي، إلى أن "كل ذلك لان العراق ما يزال يخضع لعقوبات. لهذا السبب فانا لا اعتقد بان الولايات المتحدة قد رفعت كل شيء، وبالنسبة لي فان آثار الغزو ما تزال موجودة."
ويشير التقرير الى ان "هذه المشاعر والمكابدات يرددها ويشكو منها كثير من شباب آخرين يحاولون شق طريقهم في الحياة والبحث عن مستقبل لهم".
وتابع التقرير، أن "عبد الرحمن كريم، 26 عاماً، ناشط في مجال البيئة ويحاول بدء مشروع تصنيعي يدوم على المدى الطويل باستخدام قصب البردي الذي ينمو في منطقة اهوار العراق".
وقال كريم، "اواجه صعوبات كثيرة في حصولي على دعم مالي. اعتمد في مشروعي على أصدقاء خارج البلد جعلوا لي حسابا مصرفيا خارجيا لان الجهات الممولة لا تدعم بلدنا".
وتحدث كريم أيضا عن "حالات تمييز يواجهها العراقيون الذين يبحثون عن عمل في الخارج"، متابعاً، "عندما قدمت على وظائف خارج العراق الغوا كل شيء بسبب جنسيتي، انهم يحكمون على البلد بشكل عام وليس عليك شخصيا."
ويوصي التقرير بضرورة "توجه البلدان الغربية لمساعدة العراق في استثمارات توفر فرص عمل للشباب لكي يخففون مما عانوا منه حيث انه لا يوجد مجال لتحقيق الرفاهية من خلال العزلة ويجب رفع كل الحواجز وتسهيل مشاركة الشباب في حركة الاقتصاد العالمي". وكانت الأمم المتحدة قد عقدت في آذار الماضي المؤتمر الخامس حول تعزيز الشمول الاقتصادي للشباب ومهارات ريادة الاعمال في بلدان تسعى لتحقيق تنمية من بينها العراق لمساعدة شريحة الشباب في خلق الشركات الصغيرة والمشاريع المدرة للدخل من خلال حلول ملموسة تفتح فرص عمل جديدة في كل القطاعات لهذه الفئة التي لديها آمال وتطلعات والتي غالبا ما ينتهي بها الامر اما بخيبة أمل ويتركون المجتمع او يغادرون بأعداد كبيرة.
وقالت باميلا هاميلتون، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية خلال المؤتمر إن "الشباب في البلدان النامية يريدون وظائف وفرص لريادة الاعمال ويريدون كسر حلقات الفقر".
وتابعت هاميلتون، "انهم يرون في المشاريع التجارية محركا للتحول الهيكلي في بلدانهم، انهم يريدون من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع الدولي مساعدتهم على تحقيق ما موجود بداخلهم من طاقات كامنة."
وكانت وزارة التخطيط قد ذكرت في بيان لها بداية هذا العام عن حالة سكان العراق لسنة 2022 بان التقديرات تشير الى بلوغ سكان العراق أكثر من 42 مليون نسمة وان نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما بلغت 40.5% من مجموع السكان، وان من هم في سن العمل من 15 سنة فما فوق الى 64 تبلغ نسبتهم 56.5%".
عن: موقع (أوتاوا ستزن) الإخباري