TOP

جريدة المدى > سياسية > أزمة الكهرباء.. سخرية في مواقع التواصل والحرارة تبخر وعود المسؤولين

أزمة الكهرباء.. سخرية في مواقع التواصل والحرارة تبخر وعود المسؤولين

نشر في: 12 يوليو, 2023: 12:10 ص

بغداد/ عدنان الفوادي

يجلس شاب على ناصية أحد الشوارع، ماسكاً بمروحة، وواضعاً سلك توصيل الطاقة على الاسفلت مرفقة بمنشور على صورهِ «التبليط ما يشغل المروحة»، في رسالة الى الحكومة بان الخدمات لا تقتصر على مشاريع الاكساء في ظل اهمال بقية القطاعات الخدمية.

ويعقب هادي علو في منشور له على (فيس بوك): «زرت دائرة الكهرباء في منطقتنا لأشكو اليها سوء التجهيز، فوجدتهم (مشغلين مولدة.. فخجلت ان افاتحهم بالموضوع ورجعت)».

بدوره ينشط رسام الكاريكاتير ناصر إبراهيم، بنشر صور مختلفة على صفحته في (فيس بوك) تجسد معاناة العراقيين من نقص الكهرباء بطريقة فكاهية، ففي احداهن: «صورة لمواطن يعاني واطفاله من حرارة الصيف، ومن خلف الشباك تعليق للشمس (شخبار تاج راسك)»، ومصطلح (تاج الراس) في العراق يطلق على كل شخص يتخذ من قيادي او زعيم او جهة لديها نفوذ او جماعة مسلحة او جيشاً الكترونياً او حتى دولة يرفض المساس بها ويعدها (خط احمر)، بغض النظر عن وضعه المادي او الخدمي».

وحملت صورة أخرى تابعتها (المدى)، لإبراهيم «تجسيد شخص مسؤول كتب عليه الحكومات وهو متعري واشعة الشمس موجهة نحوه، كدليل واضح على ان الصيف فضح وعود المسؤولين».

وتواصل درجات الحرارة ارتفاعها لتصل الى نصف درجة الغليان، في معظم المدن والمحافظات العراقية الجنوبية والوسطى، ما يفاقم من معاناة الناس في هذا الصيف اللاهب في ظل نقص الطاقة.

وتقول المواطنة ازهار عبد الله من سكنة بغداد لـ(المدى) ان «ساعات تجهيز الكهرباء لا تتجاوز الـ(4) ساعات يومياً، أضف الى ذلك مشاكل انطفاء المولدة او قلة عدد (الامبيرات) بالنظر لارتفاع سعره، وصعوبة تشغيل أجهزة التبريد، كل هذه المشاكل فاقمت من معاناتنا في كل موسم صيف»، مشيرة الى ان: «اغلب العوائل المترفة تقرر السفر الى كردستان او الى خارج العراق هرباً من حرارة الصيف».

وعلى مدى سنوات، تتهافت التصريحات بصيف أفضل من حيث التجهيز، ووعود تتعداها لتصل مرحلة وصول العراق الى تصدير الطاقة، في حين الواقع يفرز مرارة مستمرة بالاعتماد على المولدات ورحمة أصحابها.

فقبيل بداية موسم الصيف الحالي أطلق وزير الكهرباء زياد فاضل وعوداً مماثلة لمن سبقوه بانه «أقل سخونة» ومختلف من ناحية إنتاج الطاقة مع توجه لتوقيع اتفاق مع إيران لتأمين كميات الغاز المطلوبة للصيف وتوفيرها سيضيف 7 آلاف ميغاواط للمنظومة»، مضيفاً «طاقتنا الإنتاجية حالياً تبلغ بحدود 15 ألفاً و600 ميغاواط وتجهيز الطاقة في العراق مرتفع حاليا ويبلغ 18 ساعة في اليوم».

وتبخرت هذه الوعود مع ارتفاع حرارة الصيف، اذ سوغت الجارة، تراجع معدل صادرات الغاز الى العراق لحدوث عطل فني، بحسب مدير شبكة التوزيع في شركة الغاز الوطنية الإيرانية محمد رضا جولائي، الذي أشار الى ان «كميات التجهيز انخفضت بنحو 5-10 ملايين متر مكعب يوميا في الأيام القليلة الماضية».

من جهتها اكدت لجنة الطاقة النيابية، ان العراق يمر بأزمة حقيقية وأزلية ولا يوجد حل لمسألة الكهرباء وهناك مخاطر بتوسع رقعة الاحتجاجات على نقص الطاقة.

وقال عضو اللجنة هاتف الساعدي إن «ملف الغاز الإيراني يعتبر وسيلة ضغط على الحكومات المتعاقبة»، مبيناً أن «الحكومات التي توالت لم تستثمر الأموال الكبيرة التي خصصت للكهرباء حتى بقي المواطن يعاني من انعدام التيار».

في غضون ذلك، أطلقت حرارة الصيف شعلة لهيب الاحتجاجات في عدد من مناطق بغداد والمحافظات، للمطالبة بحلول واقعية سريعة وجذرية لازمة الكهرباء ومحاسبة المقصرين والمتورطين بهذا الملف، سواء في ابرام الاتفاقيات السابقة مع الشركات المنفذة او في عمليات النقل والتوزيع والتجهيز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل
سياسية

صقور السُّنة يتهمون المالكي بتعطيل "العفو العام": الغضب سيتوسع

بغداد/ تميم الحسن انطلقت تظاهرات في الموصل ضد إيقاف قانون العفو العام، ويتوقع سياسيون سُنّة أن الغضب سيتوسع.وفي المقابل، تجري محاولة شيعية لـ"تطويق الأزمة"، حيث دعا الإطار التنسيقي إلى اجتماع طارئ لكل القوى السياسية.ومساء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram