 ذي قار/ حسين العامل

أكد مسؤول محلي تعرض محافظة ذي قار إلى انخفاض غير مسبوق في مياه الأنهر، لافتاً إلى أن هذه الحالة تهدد 15 منطقة، لافتاً إلى خروج أكثر من 50% من مشاريع الماء المركزية عن الخدمة.

وقال مدير مديرية ماء ذي قار أحمد عزيز في تصريح إلى (المدى)، إن "المحافظة شهدت خلال اليومين الماضيين انخفاضا حادا في مناسيب المياه في نهري الفرات والغراف المتفرع من نهر دجلة".

وأضاف عزيز، أن "الانخفاض اعقبه انخفاض اخر حاد ومفاجئ في مقدم سدة البدعة الذي يغذي اغلب مشاريع مياه الشرب ذات الطاقات العالية التي تعتمد عليها معظم الوحدات الادارية في المحافظة".

وأشار، إلى أن "الانخفاض في المناسيب شديد وغير مسبوق وقد ادى الى خروج أكثر من 50 بالمئة من مشاريع الماء المركزية عن الخدمة".

وأوضح عزيز، أن "دائرة الماء اتخذت إثر ذلك جملة من الاجراءات والمعالجات بالتنسيق مع ادارة المحافظة ودائرة الموارد المائية".

وبين، أن "ذلك من خلال غلق بعض بوابات المشاريع الاروائية وايقاف عمل عدد من المضخات التابعة لدائرة الموارد المائية لغرض رفع المناسيب في نهر الغراف".

ورأى عزيز، أن "المعالجات لم تحسم المشكلة فمشاريع الماء تعمل حاليا بنصف طاقتها التشغيلية وعبر تخفيض طاقة الضخ او تناوب عمل مضخات التشغيل".

وذهب، إلى أن "المتضرر الاكبر من الازمة هي التجمعات السكانية والمناطق الريفية الممتدة مع الجداول والقنوات الفرعية والتي جرى شمولها بشبكات المياه بعد جفاف الانهر المغذية لها"، مبينا ان "الوضع في مراكز المدن لم يتأثر كثيرا بسبب ذلك".

وأوضح عزيز، أن "تلك المناطق كانت تعتمد على الجداول والقنوات كمصدر للماء غير ان جفاف تلك المصادر استدعى تزويدها بالماء الصالح للشرب من قبل مديرية ماء ذي قار وقد شرعنا بتوجيه السيارات الحوضية لتزويدها بالمياه رغم قلة تلك السيارات".

وتحدث، عن "مضاعفة ساعات العمل لتكون على مدى 24 ساعة في تلك الحوضيات لتغطي حاجة السكان المحليين من الماء".

وأكد عزيز، أن "انخفاض المناسيب مازال قلقا جدا ويهدد بحصول شحة مائية قد تجعل الامور خارجة عن السيطرة".

ودعا، "الجهات الوزارية المعنية الى اتخاذ معالجات جدية لرفع مناسيب المياه وان تكون بمناسيب ثابتة لسد حاجة المدن من مياه الشرب على اقل تقدير".

وأفاد عزيز، بأن "ملاكات دائرة الموارد المائية في المحافظة تعمل حاليا على معالجة الامر وان الحكومة المحلية في تواصل مع الحكومة المركزية بهذا الصدد".

وتابع، أن "15 وحدة ادارية من أصل 22 وحدة ادارية تابعة للمحافظة تعتمد على نهر الغراف في تأمين مياه الشرب".

وأورد عزيز، أن "اي انخفاض في مناسيب النهر سيؤدي الى حصول شحة وازمة خانقة في مراكز المدن".

وشدد، على أن "الوضع في الوقت الحاضر تحت السيطرة بالنسبة لمركز المدن والتجمعات السكانية في المناطق الحضرية".

وانتهى عزيز، إلى التحذير من أن "الوضع سيكون مقلقا ان استمر انخفاض المناسيب هذا الموسم الصيفي".

وأعرب مسؤولون محليون ومنظمات مجتمعية في ذي قار (مطلع حزيران 2023) عن خشيتهم من تفاقم مشاكل النزوح البيئي الناجم عن ازمة المياه في موسم الصيف، وذلك بالتزامن مع تحذيرات بيئية من تراجع مناسيب المياه في مناطق الاهوار. وفيما حذروا من ارتفاع معدلات التلوث في مصادر المياه، اشاروا الى بيانات اولية تظهر تلوث 90 بالمئة من المياه بالأملاح والمواد السامة.

واسفرت موجة الجفاف التي شهدتها مناطق الاهوار في صيف العام الماضي عن ارتفاع معدلات البطالة بين سكان اهوار الناصرية الى أكثر من 60% بعد ان فقد معظم العاملين في مجال تربية الجاموس وصيد الاسماك والاعمال الحرفية فرص عملهم نتيجة زحف التصحر والجفاف الذي طال أكثر من 90% من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه في العام ذاته.