بغداد/ حسين حاتم
يترقب العراق زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ليكون ملف المياه من اولى الملفات المطروحة، حيث يأمل المسؤولون العراقيون بوضع الحلول المناسبة قبل ان يتأزم الوضع الذي يعيشه السكان أكثر من اللازم.
ويعاني سكان المناطق الجنوبية لاسيما الاهوار من فقدان كميات كبيرة من المياه وخسائر لا تقدر بثمن في الثروة الزراعية والحيوانية كلفتهم الكثير من الأموال.
ويقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني زار تركيا وأقنعها بزيادة إطلاقات نهر دجلة لمدة 35 يومياً، كما إن هنالك زيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى العراق وملف المياه سيكون على رأس الملفات التي سيتم بحثها".
وأضاف شمال، أن "وزارة الموارد أيضا أرسلت وفداً فنياً إلى تركيا وبحثت مع الأتراك مستجدات ذلك الملف"، مردفا أن "الوزارة تأمل بإطلاق كميات مناسبة ومقبولة باتجاه نهري دجلة والفرات خلال الموسم الصيفي".
وتابع، أن "الأمر ينطبق كذلك مع الجانب الإيراني، حيث أن رئيس الوزراء مع رئيس الجمهورية، وبصحبة الوزارة، زاروا إيران أكثر من مرة، وحركوا ملف المياه بالحدود المشتركة، والآن يجري العمل مع إيران على نصب محطات لقراءة تصاريف المياه الواردة من إيران إلى العراق".
وأشار، إلى "زيادة إطلاقات نهر الكارون تجاه شط العرب وهذا الأمر لم يحدث منذ سنوات طويلة، كون ملف المياه مع الجانب الإيراني كان جامداً خلال تلك السنوات، غير أن الحكومة الحالية جادة في هذا الجانب".
واوضح، أن "الإشكالية المائية في العراق تتمثل بأنه متلقي للمياه من تركيا بالدرجة الأساس، ثم بمستويات أقل من إيران وسوريا، وبالتالي فإن العراق دولة مصب لنهري دجلة والفرات، وهذا الواقع جعل العراق رهينة إدارة المشاريع الإروائية الكبرى كالسدود ومشاريع الاستصلاح، وهذا ما جعل البلد أن يدفع ضريبته بفقدان إيراداته المائية، فهو لا يتسلم حالياً إلا اقل من 35% من استحقاقه الطبيعي من دجلة والفرات".
ونوه شمال إلى أن "البلد يعتمد حالياً على الخزين المائي المتدني ويتم استنزافه لمواجهة الشحة رغم أنه وصل إلى أدنى مستوى له".
وختم بالقول، إن "هناك فراغاً خزنياً كبيراً يصل إلى أكثر من 100 مليار متر مكعب، وهو ما يجعل البلد أمام مشكلة في الإيرادات المائية".
من جهته، يقول رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد الاسدي، إن "وضع الاهوار حرج جدا بسبب الجفاف، وفقدنا مساحات كبيرة"، مبينا ان "هور الحويزة أصبح جافا بشكل كامل مع جفاف مساحات كبيرة من هور الحمار".
واضاف ان "هناك فرقاً من منظمات مجتمع مدني وحكومات محلية أوهمت الأهوار بالوعود"، مستدركا "لم تخصص أية اموال او مشاريع لمناطق الأهوار منذ ادراجها كتراث عالمي".
واشار الاسدي الى ان "الموسم الصيفي المقبل سيكون قاسيا جدا على سكان الأهوار"، مضيفا: "على العراق ان يستخدم ورقة الامن على الحدود التركية بملف المياه".
وتابع: "فقدنا أكثر من 4000 رأس جاموس خلال 2022 وهي كارثة حقيقية"، مشيرا الى ان "العام الحالي سيكون الوضع كارثي بشكل أكبر بانهيار الثروة الحيوانية".