متابعة المدى

أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، امس (الثلاثاء)، استحالة عودة روسيا إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الجزء الخاص بمصالح روسيا في الاتفاق "لم يتم تطبيقه".

وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحاً بشأن إمكانية إحياء الاتفاق في حال تم الوفاء بالجزء الخاص بروسيا في الاتفاقية.

وكان الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) الماضي، يهدف إلى تخفيف وطأة أزمة الغذاء العالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية التي عطلتها الحرب في أوكرانيا بأمان عبر موانئ البحر الأسود.

وقال بيسكوف إنه سيكون من المهم لروسيا مناقشة إمدادات الحبوب مع الدول الأفريقية في القمة الروسية - الأفريقية، التي ستعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

في سياق متصل، قال بيسكوف إن الرئيس الروسي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ناقشا خلال محادثاتهما التي استمرت يومين، مسائل تتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين والتهديدات الخارجية ومجموعة «فاغنر» العسكرية.

وكان لوكاشينكو الذي نجحت وساطاته في إنهاء تمرد مجموعة «فاغنر» ضد قيادات الجيش الروسي قد سافر الأحد الماضي، إلى مدينة سان بطرسبرغ لإجراء محادثات مع بوتين. أفاد الجيش الأوكراني أمس (الثلاثاء)، بإحراز تقدم طفيف على القوات الروسية في أجزاء من جنوبي أوكرانيا وجنوب باخموت في الشرق.

وتحاول كييف من خلال الهجوم المضاد الذي بدأته في أوائل الشهر الماضي، طرد القوات الروسية من شرقي أوكرانيا والتقدم نحو الساحل الجنوبي لقطع جسر بري يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها.

والتقدم أبطأ مما كان متوقعاً على نطاق واسع، لكن أوكرانيا تقول إنها تحاول تقليل الخسائر إلى أقصى حد ممكن، إذ تواجه قواتها خطوط دفاع روسية محصنة مليئة بالألغام الأرضية.

وقال أندريه كوفاليوف المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، إن القوات الأوكرانية تتقدم باتجاه قرية ستارومايورسكه في جنوب شرقي البلاد، بالقرب من مناطق سكنية استعادتها أوكرانيا الشهر الماضي، في منطقة دونيتسك، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن القوات الأوكرانية تعزز المواقع التي استعادتها، وأن القوات الروسية تقاوم بشدة. وتابع أن القوات الأوكرانية في الشرق طردت وحدات روسية من مواقع بالقرب من قرية أندرييفكا إلى الجنوب الغربي من مدينة باخموت التي استولت عليها القوات الروسية في أيار. وقال إن القوات الأوكرانية تشن أيضاً عمليات هجومية إلى الشمال والجنوب من باخموت. وكان مسؤول دفاعي كبير قد قال أمس الأول (الاثنين)، إن كييف استعادت أكثر من 192 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في الجنوب و35 كيلومتراً مربعاً في الشرق، منذ شن هجومها المضاد، بمساعدة أسلحة قدمها حلفاء غربيون. ولا تزال روسيا تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي بعد 17 شهراً من بدء الغزو الشامل.

في سياق متصل قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن الولايات المتحدة لا تدعم هجمات كييف داخل روسيا.

وقالت جان بيير، في تعليقها على مهاجمة طائرات مسيرة أوكرانية لموسكو، وفقا لقناة "الحرة" الفضائية الأمريكية أمس الثلاثاء "لقد أوضحنا أننا بشكل عام لا ندعم الهجمات داخل روسيا"، مضيفة أن "شبه جزيرة القرم التي تعرضت للقصف هي أرض أوكرانية".

وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق إسقاط مسيرتين فوق العاصمة موسكو، تحطمت إحداهما قرب وزارة الدفاع.

يذكر أن عمدة موسكو سيرجي سوبيانين أوضح أن طائرات مسيرة نفذت اعتداء على مبنيين غير سكنيين في موسكو، لكن دون وقوع أضرار جسيمة، كما لم يؤد إلى وقوع إصابات.

من جانب آخر، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، روسيا بعرقلة عمل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مع الأمينة العامة للمنظمة هيلغا ماريا شميد، أوردته قناة (الحرة) الإخبارية، إن "دعم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ينبغي أن يستمر حتى تواجه العدوان الروسي".

وأضاف أن المنظمة تلقت عرقلة كبيرة من روسيا في محاولة لمنعها من المضي قدما، مشيرا إلى أن المنظمة رغم ذلك تمكنت من أداء مهامها، وأعرب عن تطلعه لمناقشة الأعمال المهمة التي تقوم بها المنظمة، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لها وبصفة الخاصة الذي تقوم به لإظهار الدعم الموحد لأوكرانيا التي تستمر في مواجهة العدوان الروسي. من جانبها، قالت شميد إن المنظمة تواجه تهديدات مثل تغير المناخ والاتجار بالبشر وإنها تقدم قيمة مضافة للأمن الأوروبي، مضيفة أن المنظمة تقدم خدماتها لأكثر من مليار و100 مليون مواطن في جميع أنحاء منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.