TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > استعدادا للانتخابات الرئاسية الجديدة.. جو بايدن يعد بعودة الحلم الأمريكي

استعدادا للانتخابات الرئاسية الجديدة.. جو بايدن يعد بعودة الحلم الأمريكي

نشر في: 26 يوليو, 2023: 10:44 م

الكسندر كارفالو

ترجمة: عدوية الهلالي

لم تكن زيارة جو بايدن لحوض بناء السفن في فيلادلفيا مصادفة فلا يزال بإمكان هذه الولاية أن تلعب دورًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.فقد زار جو بايدن مؤخرا حوض بناء السفن في فيلادلفيا لتوضيح الطفرة الصناعية في البلاد التي يأمل الرئيس الأمريكي في اعادة انتخابه بفضلها، في وقت يبدو فيه الأمريكيون غير متحمسين لفكرة تركه على كرسي الحكم لمدة أربع سنوات أخرى.

وفي مدينة بنسلفانيا الكبرى كان قد ألقى خطاباً مباشرًا وبسيطًا، أشاد فيه بمشروعه الذي يطلق عليه (بايدنوميكس)، وهو الاسم الذي يطلقه على خططه الاستثمارية الضخمة، والتي يقول إنها "مجرد طريقة أخرى لاستعادة الحلم الأمريكي "مشيرا الى انها بداية جديدة.

وكان "بايدنوميكس"، الذي قرر الرئيس الديمقراطي أن يبني عليه حملته يدعو الى إعادة تصنيع البلاد بعد عقود من إعادة التوطين والتخلي عن المراكز الصناعية التاريخية.وتهدف هذه الإصلاحات، التي تتعلق بالبنية التحتية والطاقة الخضراء، إلى إعادة البلاد إلى قوة صناعية في القطاعات التي تعتبر حاسمة.لذا كانت زيارته إلى حوض بناء السفن في فيلادلفيا، حيث يتم تصنيع توربينات الرياح، هي جزء من هذا المشروع، حيث يبدو أنه تم الإعلان عن جولة جديدة بين الرئيس المنتهية ولايته وسلفه الجمهوري، دونالد ترامب.

وأكد بايدن في خطابه على اهتمامه بالمناخ وحماية الوظائف وخلق فرص عمل في الولايات المتحدة وتصدير المنتجات الأمريكية. فعلى نطاق أوسع، يأمل جو بايدن في تحقيق انتعاش اقتصادي قوي، في أعقاب الانكماش الناجم عن الوباء.

ولكن حتى الآن، لم يتحدى الاقتصاد الأمريكي توقعات الركود فحسب، بل يشهد تضخماً، ويبدو أقل استقرار مما هو عليه في الاقتصادات المتقدمة الأخرى.وتظهر استطلاعات الرأي أن الأمريكيين ما زالوا متشائمين وأن أقلية منهم فقط منحت الرئيس الديمقراطي الفضل في القوة الاقتصادية الحالية. فوفقًا لاستطلاع رأي أجرته جامعة مونماوث هذا الأسبوع، وافق 34٪ فقط من المشاركين على طريقة تعامل إدارة بايدن مع التضخم إذ تم اعتبار جبهة التوظيف، مع البطالة المنخفضة تاريخياً عند 3.6٪، خطوة أكثر إيجابية للرئيس الأمريكي ماجعل 47٪ من المستطلعين يوافقون على سياسته في هذا المجال، لكن الحقيقة تبقى أن 48٪ لا يوافقون عليها.

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لإظهار خلاف ذلك، يعتقد 32٪ من المستطلعين أن الاقتصاد الأمريكي يؤدي بشكل أسوأ من البلدان الأخرى. بينما يعتبر30٪ فقط أنه يتصرف بشكل أفضل.

وفي هذا الشأن، قال باتريك موراي، مدير معهد استطلاعات الرأي بجامعة مونماوث: "يروج الرئيس لـمشروع" بيدنوميكس "، لكن مؤشرالرأي العام لم يتحرك حقًا فالأمريكيون يمنحونه القليل من الفضل في ذلك " في هذه المسألة.

وكان جو بايدن قد حقق نتائج جيدة بين الناخبين الديمقراطيين، لكنها كانت سيئة بشكل خاص بين الجمهوريين. لذا ناشدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير الامريكيين بالتحلي بالصبر،مشيرة الى "المستويات المنخفضة تاريخياً" للبطالة وأرقام التضخم الجيدة، ومؤكدة أن شكل الاقتصاد الأمريكي موضع حسد العالم وان استطلاعات الرأي لا تروي القصة كاملة".

وخلال زيارته الاخيرة، قدم الرئيس الامريكي برنامجه الاقتصادي على أنه فرصة تاريخية لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح.وقال إن المشاريع مثل سفينة صيانة مزرعة الرياح البحرية، أو المصانع المنتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تخلق "إحساسًا بالفخر والأمل والكرامة كان قد اختفى ببطء".كما أصر على ان بإمكان الولايات المتحدة ان تكون القوة الصناعية الرئيسية في العالم.

ويعد الحلم الأمريكي أحد المثل العليا للولايات المتحدة. ويدعوهذا المفهوم إلى النجاح الاجتماعي وتكافؤ الفرص. لهذا السبب يطلق الأمريكيون على هذا البلد أرض الفرص.ومع ذلك، ومع تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتفاوتات المتزايدة باستمرار،يبدو أن هذا المفهوم الخاص بالولايات المتحدة أصبح مجرد وهم.

ويعني الحلم الامريكي انه يمكن لأي شخص يعيش في الولايات المتحدة، بغض النظر عن خلفيته، أن يحقق النجاح في الحياة. وهكذا، أصبح هذا المفهوم ملهمًا للغاية لدرجة أنه في القرنين التاسع عشر والعشرين، وصلت موجة كبيرة من الهجرة الأوروبية على أمل العثور على حياة أفضل في أمريكا..ونتيجة لذلك، شهدت البلاد عدة موجات كبيرة من الهجرة، بما في ذلك هجرة المكسيك ودول أمريكا الوسطى الأخرى.وساهم هذا النموذج أيضًا في تطوير الاقتصاد الأمريكي وتنوعه الاجتماعي.

وخلال القرن الحادي والعشرين، شهدت البلاد عدة أزمات. وبالتالي، يبدو أن هذا المفهوم بدأ يتلاشى ليس فقط لأولئك الذين يريدون الاستقرار في الولايات المتحدة ولكن أيضًا للأمريكيين فمنذ أزمة الرهن العقاري، كان هناك خيبة أمل حقيقية وفقدان ثقة في فعالية النموذج الأمريكي..ونتيجة لذلك شعر الأمريكيون بالخيانة لأن النظام استخدم أحلامهم لإثراء نفسه، ثم اندلعت الأزمة، حيث فقد الآلاف من الأمريكيين منازلهم ووظائفهم. ثم اندلعت عدة حركات ضد هذا النظام.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت المزيد والمزيد من المشاكل الاجتماعية الكبرى، مثل التكاليف الباهظة للجامعات الأمريكية، ونظام الرعاية الصحية الذي لا يمكن للجميع الوصول إليه، ومشاكل التمييز.و كل هذا يدعو إلى التساؤل عن تكافؤ الفرص الذي روج له الحلم الأمريكي.

ويشير الوضع الذي تواجهه الولايات المتحدة إلى النهاية المحتملة للحلم الأمريكي إذ تنقسم البلاد حاليًا حول قضايا مختلفة، مثل التمييز والهجرة والبيئة. وتفاقمت هذه الأزمة الاجتماعية بسبب رئيس شعبوي يتعامل مع الناس وفقاً لآرائه المتطرفة.

وفي مواجهة هذا الموقف، يبدو أن الحلم الأمريكي ليس سوى أسطورة. فالخبير الاقتصادي جوزيف ستيجليتز يدين النظام غير العادل للطبقات المحرومة.مضيفاً أن الولايات المتحدة تظل الاقتصاد المتقدم الوحيد "الذي لم يعترف بالحق الأساسي في الصحة".

وعلاوة على ذلك، يتزايد عدد الدول التي تشكك في القوة الأمريكية. وهذا يدل على أنه من المحتمل أن يتم تجاهله في غضون سنوات قليلة. لذلك سيُنظر إلى النموذج الأمريكي على أنه عفا عليه الزمن وسيكون الحلم الأمريكي من بقايا من الماضي البعيد.وهكذا، فإن الحلم الأمريكي اليوم هو فكرة مثالية لتعزيز الثقافة وتطوير الاقتصاد من أجل أن تصبح أمريكا القوة العظمى التي نعرفها اليوم. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا النموذج يظل رمزًا حقيقيًا للهيمنة الأمريكية، وهو مايسعى اليه بايدن في خطابه لاغراء الناخبين.

· باحث سياسي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حدثنا نور زهير!!

وراء القصد.. ولا تيفو.. عن حمودي الحارثي

فشل المشروع الطائفي في العراق

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

العمودالثامن: فاصل ونواصل

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

 علي حسين إذا افترضا أن لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للذين يقفون وراء كوميديا نور زهير الساخرة ، فبعد أن خرج علينا صاحب سرقة القرن بكامل...
علي حسين

باليت المدى: الرجل الذي جعلني سعيداً

 ستار كاووش كل إبداع يحتاج الى شيء من الجنون، وحين يمتزج هذا الجنون ببعض الخيال فستكون النتيجة مذهلة. كما فعل الفنان جاي برونيه الذي أثبتَ ان الفن الجميل ينبع من روح الانسان، والابداع...
ستار كاووش

كلاكيت: ألان ديلون منحه الطليان شهرته وأهملته هوليوود

 علاء المفرجي في منتصف السبعينيات شاهدت فيلمه (رجلان في مأزق) وهو الاسم التجاري له، في سينما النجوم في بغداد، وكان من إخراج خوسيه جيوفاني، ولا يمكن لي أن انسى المشهد الذي يوقظه فيه فجرا...
علاء المفرجي

شراكة الاقتصاد الكلي والوحدة الوطنية

ثامر الهيمص وقد اراد الله ذلك فاستهل النبي ابراهيم عبادته وهو(الدعاء) الذي يعد (مخ العبادة) فدعا الله بقوله: (رب اجعل هذا البلد امنا) فكانت الاولوية للاوطان وليس للاديان دون تعارض. (رحيم ابو رغيف /...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram