TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > جريدة المدى: ركب متقدم نحو أفق الآمال المشروعة

جريدة المدى: ركب متقدم نحو أفق الآمال المشروعة

نشر في: 6 أغسطس, 2023: 12:28 ص

د. نادية هناوي

تعود علاقتي بصحيفة المدى إلى العام 2017 حين بدأتُ أنشر في صفحتها الثقافية مقالات نقدية، ولمستُ في التعامل معها روحاً علمية حيادية وبمهنية عالية تحفّز على مدّ أواصر الثقة والتواصل. وبمرور الأيام تأكد صدق إحساسي وتعمق حدسي بما لجريدة المدى من دور في ترسيخ مواضعات إعلامية وإشاعة قيم ثقافية، تكسب الكتّاب والقراء ثقةً واحترامًا، وتدلل على ما لهذه الجريدة من خط منهجي واضح وأصيل، أعطاها حيوية وحركية وجعلها قريبة من القراء على اختلاف مستوياتهم.

وحين دخلتُ في سجال معرفي حول قضية التجنيس الأدبي، وجدتُ الصفحة الثقافية لجريدة المدى أفقًا رحبًا وفضاءً مفتوحًا لتقديم ما ينفع القراء وبروح موضوعية وحيادية؛ فلم تتململ من تواصل السجال ولم تصطف مع طرف على حساب آخر، بل كانت عاملًا مهمًا في تحريك مياه النقد الراكدة بما أتاحته من مساحة للتعبير عن وجهات نظر مختلفة، وتصحيح مسائل مغلوطة وتشخيص سلبيات الفهم الخاطئ للتجنيس، واضعة أمام القراء صورة مشهدية ناصعة لما ينبغي أن تكون عليه الصحافة الثقافية من تفاعل لا شروط فيه أو عقبات.

إنّ هذا التعامل المهني الراقي والموضوعي، أدهشني وجعلني أكنُّ لجريدة المدى تقديرًا عاليًا واحترامًا كبيرًا، فواصلتُ النشر في صفحتي( ثقافة) و( آراء وأفكار) حتى صرتُ بحمد الله أحد كتّابها الذين إذا ما استجد حدث أو جاءت مناسبة إلا وكانت جريدة المدى سبّاقة لدعوتي للإدلاء برأي فيها أو الاسهام في فعالية من فعالياتها. أما إذا غبتُ لظرف ما عن الكتابة في صفحاتها، تفقدني محرروها وبادروا إلى السؤال والاطمئنان. هكذا هي الصحافة الحيّة، تحترم كتّابها وتثق بقرائها، وتبذل الجهد اللازم وصولًا إلى العطاء الناجح والنافع، فلا تُسطح ولا تنشر المستهلك والمألوف والغث، بل تتعمق متحرية الجدة، وباحثة عن العمق، مرتفعة بمستوى قرائها غير مرتهنة باللحظة العابرة، بل تسعى إلى التوثيق التاريخي لها.

هكذا حصدتْ جريدة المدى مكانتها المميزة في عالم الصحافة العراقية والعربية. وها هي تؤكد يوما بعد يوم أنّ لها خطها المنهجي وبصمتها الإبداعية بوصفها جسرًا موصلًا بين الكتّاب والقراء. فكم من مقالات نشرتْها جريدة المدى وفيها عرّفت الأوساط الأدبية والفنية بشخصيات منسية وقامات مجهولة. وكم من موضوعاتها صار مراجع، يُعتمد عليها كمصادر موثوقة، وكم من اسهام فعّال كان له دوره في إدامة حركة النشر والتأليف داخل العراق وخارجه.

ولقد أعطى هذا كله لصحيفة المدى وجهًا ناصعًا في مشهدنا الثقافي، وجعلها فضاء للمعرفة ومنبرا من منابر الثقافة العراقية، وسليلة الجرائد العراقية المشهود لها بالعطاء والتميز.

وطموحنا أن تستمر المدى في إدامة عطائها كمؤسسة إعلامية ذات مقومات مرموقة، وأن يستمر كتّابها بجهدهم الثقافي والفكري، مواكبين المستجدات على صعيد الأدب والنقد والفكر، فلا يعتري كتاباتهم فتور ولا نقص سواء في المضامين أو في الأساليب أو القيمة المعرفية التي تحملها تلك الكتابات. وأن يحرصوا على البعد عن الذاتية والانغلاق والمحسوبية.. وهل يعني كل ما تقدم أن ليس لدينا ما نصبو أن يطرد إليه تقدم المدى وتتطور مسيرتها الظافرة ؟.. نعم نتمنى على المدى السعي إلى الصورة المثلى، وهذا طموح إن لم نمتشقه، فسنكون سلبيين في تطلعاتنا إلى المستقبل، وسنكون ذوي فكر كسول يتخلف عن مواصلة المسار الصحيح والحثيث نحو أهداف (المدى) المثلى.

عمليًا.. ندعو المدى إلى إعادة النظر بالأعمدة الثابتة وتقييمها كأن يكون هناك تباعد في أزمانها؛ كل شهر بدلًا من كل أسبوع مثلا؛ وهذا إجراء معمول به في صحف مهمة عربياً. لأن كاتب العمود الأسبوعي قد لا يجد كل أسبوع مادة مهمة لعموده فيضطر أن يدبج أي شيء ويسفسط من أجل ملء مساحة العمود. وإن شاورتنا( المدى) ــ كما عودتنا أن تفعل ذلك ــ فلن نبخل بما نعتقده صوابًا، مخلصين للمدى ولقناعاتنا.

.. كل عام وجريدة المدى وكادرها المتألق بألف خير وألف إبداع..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حدثنا نور زهير!!

وراء القصد.. ولا تيفو.. عن حمودي الحارثي

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

فشل المشروع الطائفي في العراق

العمودالثامن: فاصل ونواصل

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

 علي حسين إذا افترضا أن لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للذين يقفون وراء كوميديا نور زهير الساخرة ، فبعد أن خرج علينا صاحب سرقة القرن بكامل...
علي حسين

باليت المدى: الرجل الذي جعلني سعيداً

 ستار كاووش كل إبداع يحتاج الى شيء من الجنون، وحين يمتزج هذا الجنون ببعض الخيال فستكون النتيجة مذهلة. كما فعل الفنان جاي برونيه الذي أثبتَ ان الفن الجميل ينبع من روح الانسان، والابداع...
ستار كاووش

كلاكيت: ألان ديلون منحه الطليان شهرته وأهملته هوليوود

 علاء المفرجي في منتصف السبعينيات شاهدت فيلمه (رجلان في مأزق) وهو الاسم التجاري له، في سينما النجوم في بغداد، وكان من إخراج خوسيه جيوفاني، ولا يمكن لي أن انسى المشهد الذي يوقظه فيه فجرا...
علاء المفرجي

شراكة الاقتصاد الكلي والوحدة الوطنية

ثامر الهيمص وقد اراد الله ذلك فاستهل النبي ابراهيم عبادته وهو(الدعاء) الذي يعد (مخ العبادة) فدعا الله بقوله: (رب اجعل هذا البلد امنا) فكانت الاولوية للاوطان وليس للاديان دون تعارض. (رحيم ابو رغيف /...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram