ريسان الخزعلي
أن تُقيم علاقة ً مستديمة ً مع جريدة مستمرة الحضور الفاعل من خلال دورها: السياسي، الوطني، الثقافي، الاجتماعي، المهني...، فهذا يعني في أهم ما يعنيه أن َّ ثمة َ مصاحبة قد تكوّنت نتيجة َ هذا الحضور، مصاحبة النهر لضفّتيه ِ، معنى ً ودلالة.
وجريدة / المدى / ومنذ ُ تأسيسها قامت على منهجية عمل تكاد تكون علامتها وشارتها في مشهد الصحافة العراقية، إذ يمكن التشخيص من خلال هذه المنهجية مدى رصدها للنشاط السياسي وتحليله ُ ببراعة العارف، رصد الحياة الاجتماعية في المجتمع العراقي وتشخيص كل ُّ ما يعتريها من نكوص وتراجع مع اقتراح ما يجعلها أرقى وأنقى وأبقى، رصد الحياة الثقافية عراقياً وعربياً وعالميا ً بآليات معرفية جعلت من الجريدة مؤسسة ً ثقافية عامة وبإنجازات عالية التردد (كتاب المدى، الملاحق الأدبية والفنية، تاتو، وغيرها). كما يمكن الإشارة إلى الإصدارات الكبيرة التي ارتبطت باسمها، وقد فتحت بها الكثير من أبواب الضوء على عتمة ٍ أقفلت ممكناتنا في التلقّي والتداول عقودا ً.
إن َّ جريدة المدى تُثير الدهشة في استمراها، إذ أن َّ القائمين على هذا الاستمرار قلّة ٌ من حيث الكم، وتصاعد ٌ في النوع الإبداعي، حتى أن َّ المتابع لا يتردد من القول، بأن َّ ماكنة رئيس التحرير التنفيذي لا تكل ُّ عن الدوران، الرحى عراقية، وإن َّ الطحن َ وعيي ٌ واسع ُ الأصول والتأصيل. ومن نثار هذا الطحن عموده في الصفحة الأخيرة، وقد يبدأ البعض في التصفّح بدءاً من هذه الصفحة. ولا يتخطى القول دور المحرر السينمي وحواراته الثقافية والأدبية، ومتابعاته..، فهو الماكنة الأخرى.
إن َّ صفحتي آراء وثقافة - رغم تكرار كتّابها وبما يُلفت الإنتباه - نافذتان لا يلفحهما الظلام، يشعّان ِ بحِزَم ٍ ضوئية لا تستطير ولا تنكسر، وما كان َ هذا ليحصل لولا الجدارة الإدارية الثقافية المهنية المتضامنة مع كل العاملين. فلهم في ذكرى التأسيس شارة التميّز والإبداع.
ألم أقل بأن َّ جريدة َ المدى جريدة ُ المصاحبة..؟
