TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > بيتي وملاذ افكاري

بيتي وملاذ افكاري

نشر في: 6 أغسطس, 2023: 12:41 ص

عدوية الهلالي

مثل العديد من الكتاب والمثقفين، تلقيت لأكثر من مرة دعوة للترشيح لمجلس النواب ضمن كتلة او حزب وكنت أرفض دائماً لأني انتميت الى مهنة الصحافة منذ أن كتبت اول تحقيق نشر لي وكان يتضمن انتقادات جريئة لسلوكيات خاطئة في المجتمع،

وانا لاأومن بوجود علاقة بين الصحافة والسياسة فالصحفي الحقيقي هو الذي يتمسك بحريته الصحفية ويعبر عن رأيه من دون خوف او تردد كما يمكنه أن ينتقد السياسي ولايجامله.. وعندما ينتمي الى حزب او كتلة او يعمل في صحيفة تابعة لحزب أو كتلة وعليه أن يتحدث بلسانها فسيفقد قدرته على اثارة قضايا مثيرة للجدل او محاسبة المسؤولين خاصة اذا كانوا من ضمن الحزب او الكتلة التي ينتمي لها، وسيفقد ايضا مصداقيته ورسالته كصحفي يبحث عن الحقائق ويكشفها، وعندما يتعرض حق الجمهور في المعرفة والحرية الصحفية الى الخطر فإن جميع الحريات الاخرى التي نملكها تصبح في خطر..

لهذا السبب ولشدة شغفي بالكتابة وايماني باهمية نقل الافكار التي يعجز القاريء ربما على البوح بها او التعبير عنها، قررت ألا أعمل الا في مطبوع يحترم حريتي الصحفية ويمنحني مساحة كافية للتعبيرعنها، وبعد عام 2003، وعندما تناسلت الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وتعددت مناشئها واجنداتها، وجدت ملاذي في جريدة النهضة التي كانت خير محطة للتعبير عن الافكار الجريئة لكنها لم تستمر وكان لابد من الانتقال الى مطبوع مماثل ان لم يكن اكثر جرأة ومهنية، وهكذا لبيت دعوة جريدة المدى بمجرد ان أرسل رئيس تحريرها في طلبي لأنها كانت تضم باقة من افضل الاسماء في عالم الصحافة والأدب ووجدت فيها المساحة التي انشدها فاستمر فيها عمودي (مجرد كلام) الذي بدأت بكتابته في جريدة النهضة وفتح كبارها جميع ابوابها أمامي فكتبت في مختلف الصفحات وصرت أفخر بانتمائي لها لأنها بيت دافيء يجد فيه الكاتب العون والمساندة والكلمة الجريئة الصادقة.. كنت قد غادرتها كموظفة قبل سنوات عندما اضطررت لمواصلة وظيفتي الحكومية في وزارة الثقافة لكني لم انقطع عنها ككاتبة واسعدني كثيرا طلب الاستاذ فخري كريم باستمراري في كتابة العمود وكل مااود كتابته او ترجمته لها لأنها بيتي كما وصفها.. لازلت اعتز بالمدى وبكل القائمين عليها ولازلت أفخر بانتمائي لها.. وفي عيد تأسيسها، اتمنى لها الاستمرار ومواصلة الابداع وسأظل اعتبرها بيتاً لي وملاذا لأفكاري.. وكل عام والمدى وجميع العاملين فيها بالف خير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حدثنا نور زهير!!

وراء القصد.. ولا تيفو.. عن حمودي الحارثي

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

فشل المشروع الطائفي في العراق

العمودالثامن: فاصل ونواصل

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

 علي حسين إذا افترضا أن لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للذين يقفون وراء كوميديا نور زهير الساخرة ، فبعد أن خرج علينا صاحب سرقة القرن بكامل...
علي حسين

باليت المدى: الرجل الذي جعلني سعيداً

 ستار كاووش كل إبداع يحتاج الى شيء من الجنون، وحين يمتزج هذا الجنون ببعض الخيال فستكون النتيجة مذهلة. كما فعل الفنان جاي برونيه الذي أثبتَ ان الفن الجميل ينبع من روح الانسان، والابداع...
ستار كاووش

كلاكيت: ألان ديلون منحه الطليان شهرته وأهملته هوليوود

 علاء المفرجي في منتصف السبعينيات شاهدت فيلمه (رجلان في مأزق) وهو الاسم التجاري له، في سينما النجوم في بغداد، وكان من إخراج خوسيه جيوفاني، ولا يمكن لي أن انسى المشهد الذي يوقظه فيه فجرا...
علاء المفرجي

شراكة الاقتصاد الكلي والوحدة الوطنية

ثامر الهيمص وقد اراد الله ذلك فاستهل النبي ابراهيم عبادته وهو(الدعاء) الذي يعد (مخ العبادة) فدعا الله بقوله: (رب اجعل هذا البلد امنا) فكانت الاولوية للاوطان وليس للاديان دون تعارض. (رحيم ابو رغيف /...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram