TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > المدى مدرسة التجديد في الصحافة العراقية

المدى مدرسة التجديد في الصحافة العراقية

نشر في: 6 أغسطس, 2023: 12:44 ص

د. طه جزاع

منذ الأعداد الأولى لصدورها، لفتت جريدة " المدى" انتباهي، وكنتُ واحداً من المتابعين الحريصين على اقتناء نسخها الورقية من أجل أن أتلمس منهجها الصحفي في الإخراج والتبويب والتصميم والمانشيتات والشكل العام،

فضلاً عن محتواها من الأخبار والتقارير الخبرية وطريقة تحريرها غير التقليدية، والتحقيقات والمنوعات والصفحات الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، واسلوب استخدام الصور الصحفية في مختلف صفحاتها. ولأن لديًّ تجربة طويلة تمتد لما يقرب من نصف قرن في العمل الصحفي محرراً وكاتباً ورئيساً لتحرير عدد من الصحف الأسبوعية، فقد وجدت أن للمدى هوية صحفية خاصة بها، لا تشاركها فيها أية صحيفة أخرى، وان لها اسلوباً تحريرياً جذاباً ومثيراً يكاد أن يشمل جميع الفنون الصحفية، سواء في المحتوى الرصين والصريح، أو في الإخراج الصحفي المتفرد الذي يبهر عين القارئ من اللحظة الأولى، ويقوده إلى تقليب صفحاتها بمتعة وشغف من الصفحة الأولى حتى الصفحة الأخيرة.

لقد جربتُ أكثر من مرة وفي مُددٍ متباعدة ليست منتظمة، النشر في المدى، أو في ملاحقها التي صدرت عن بعض الشخصيات الأكاديمية الفلسفية التي تهمني، مثل مدني صالح، وكامل مصطفى الشيبي، وحسام محي الدين الآلوسي، وعبد الأمير الأعسم، فكنتُ أتوقف كثيراً عند جمال إخراج المقالات وتبويبها، وكذلك حصل الأمر في مقالات أخرى، بعضها عن معارض الكتب في بغداد وأربيل. والأمر بالطبع لا يتوقف عند جماليات الإخراج الصحفي، إنما يتعداه إلى المنهج الصحفي، والفكر النَّير الذي يقف وراء اصدار هذه الجريدة، وهو فكرٌ مدني علمي تقدمي بامتياز، يعتمد الرصانة والمصداقية والحيادية من دون أن يتخلى عن الجرأة والصراحة الصادمة أحياناً في تناول القضايا السياسية والوطنية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من قضايا الساعة التي تهم عموم القراء والمواطنين. وذلك لا يعني في كل الأحوال أنها جريدة " نخبة " محددة من المثقفين، لكنها " نخبوية" جماهيرية، بمعنى أنها تقود قرائها إلى الارتقاء بوعيهم، وتستثير عقولهم، وتخاطب وجدانهم، وتحرضهم على حرية التعبير والديمقراطية ورفض الاستبداد بكل أشكاله وصوره وشخوصه، بل وتحفيزهم على تحطيم الأصنام الجاثمة في العقول، والانفتاح على عالم جديد، يصير فيه القارىء حراً بامتلاكه المعلومة الحقيقية التي هي سلاح المواطن الحر في عصر التواصل وثورة الاتصالات الرقمية وتدفق المعلومات. وهذه كلها تمثل دعامة النهج الصحفي الذي تعتمده " المدى " والذي ينعكس على مجمل توجهاتها، مثلما يمنحها الأهلية لتصبح بالخبرة الطويلة الممتدة وغير المنقطعة، مدرسة صحفية مُجددة في تاريخ الصحافة العراقية التي حُرمت لسنوات طويلة من فرصة انبثاق مدارس صحفية لها سماتها وخصائصها المتباينة كالصحافة المصرية على سبيل المثال في تجاربها الصحفية ومدارسها ممثلة في جريدتي " الأهرام " و " أخبار اليوم " على وجه التحديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: حدثنا نور زهير!!

وراء القصد.. ولا تيفو.. عن حمودي الحارثي

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

فشل المشروع الطائفي في العراق

العمودالثامن: فاصل ونواصل

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

 علي حسين إذا افترضا أن لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للذين يقفون وراء كوميديا نور زهير الساخرة ، فبعد أن خرج علينا صاحب سرقة القرن بكامل...
علي حسين

باليت المدى: الرجل الذي جعلني سعيداً

 ستار كاووش كل إبداع يحتاج الى شيء من الجنون، وحين يمتزج هذا الجنون ببعض الخيال فستكون النتيجة مذهلة. كما فعل الفنان جاي برونيه الذي أثبتَ ان الفن الجميل ينبع من روح الانسان، والابداع...
ستار كاووش

كلاكيت: ألان ديلون منحه الطليان شهرته وأهملته هوليوود

 علاء المفرجي في منتصف السبعينيات شاهدت فيلمه (رجلان في مأزق) وهو الاسم التجاري له، في سينما النجوم في بغداد، وكان من إخراج خوسيه جيوفاني، ولا يمكن لي أن انسى المشهد الذي يوقظه فيه فجرا...
علاء المفرجي

شراكة الاقتصاد الكلي والوحدة الوطنية

ثامر الهيمص وقد اراد الله ذلك فاستهل النبي ابراهيم عبادته وهو(الدعاء) الذي يعد (مخ العبادة) فدعا الله بقوله: (رب اجعل هذا البلد امنا) فكانت الاولوية للاوطان وليس للاديان دون تعارض. (رحيم ابو رغيف /...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram