بغداد/ حسين حاتم
تحتفل صحيفة (المدى) بدخول عامها العشرين على صدور أول عدد لها كأول صحيفة مستقلة في العراق، ولعبت دورا رياديا في رصد وفتح الملفات بمخلف أنواعها سياسية واجتماعية واقتصادية وفنية وأمنية، وتمكنت من ترك بصمة واضحة لدى الكثير من النخب السياسية والثقافية كما وضعت نفسها في مقدمة الصحف المحلية.
وهنأ عدد من الصحفيين والأكاديميين كادر (المدى) بمناسبة ايقادها الشمعة العشرين، متمنين لها المزيد من التألق والابداع، فيما أشاروا الى أن (المدى) ذات حضور فاعل وجريء، وما تزال متمسكة برسالتها التنويرية الوطنية.
وتقول الصحفية وأستاذة الاعلام في جامعة بغداد سهام الشجيري لـ(المدى)، إن "صحيفة (المدى) تعّد القلب الابيض الذي يتم من خلاله صناعة انسان، وطقوس وطن وعنفوان التحدي، واختيار الصح في عالم لا يتربع بالصحافة، وها هي صحافة (المدى)، نور الصحافة وعطاؤها الثري". وتابعت الشجيري، "كلما أسأل طلبتي عن اية صحيفة تحبون وتقرؤون، اجد كل طلبتي يرفعون ايديهم ويمنحون صوتهم (المدى)"، مستدركة أن "عدد طلبتي كل سنة يتضاعف من عدد (٨٠) طالبا او (خمسين)، طالبا او (اربعين)، طالبا، و(ثلاثين)، طالبا، تبقى (المدى)، صانعة الصحافة، صانعة المدى المبهرة". وختمت أستاذة الاعلام بالقول، "الكل يتشرف بهذا المبنى الاسطوري الذي صنعته استاذة فاعلة وجادة هي الاستاذة الدكتورة غادة الكبيرة في العطاء والفن الواضح بشأن صحيفة (المدى)، بالتوفيق والسداد لصحيفة (المدى) الرائدة".
من جهته، يقول الصحفي عبد الحليم الرهيمي في حديث لـ(المدى)، إن "صحيفة (المدى) تصدت بطروحاتها ومواقفها لكل من أراد المساس بالعراق، وكانت الصوت الوطني الناطق بالحق".
وأضاف الرهيمي، أن "صحيفة (المدى) أدت مهمتها الوطنية وهدفها في دعم التغيير ومساندته والتصدي بقوة لاعدائه، طيلة العشرين عاما من تأسيسها".
وأشار الصحفي الى أن "صحيفة (المدى) تمسكت برسالتها التنويرية الوطنية وواصلت حملة الدفاع عن الوطن بعيدا عن التحزب والابتزاز". من جانبه، يقول الصحفي والعميد السابق بكلية الاعلام جامعة بغداد هاشم حسن لـ(المدى)، إن "نهج (المدى) اثبتت الايام مصداقيته في الوقت الذي تساقطت فيه عشرات الصحف لانحرافها عن المسار الصحيح لحرية الصحافة ورسالتها النبيلة كما سقطت واجهات صحفية كانت عريقة وانحرفت واصبحت من مخالب السلطات والمليشيات تتستر على الانتهاكات وتنافس اللصوص والمختلسين حصصهم في نهب المال العام".
وأضاف حسن "تحية لصحيفة (المدى) في عيد تأسيسها وألف تحية للعاملين فيها ممن يمسكون القلم بشجاعة الفرسان لتكون كلماتهم اقوى من الرصاص والتزامهم أنبل واصدق من وعود الحكومة والبرلمان وتجار السياسة ودعاة الثقافة ومرتزقة الصحافة".
وتابع، "ننتظر المزيد من (المدى) ومن الاصوات الحرة فيما تبقى منها في شتات الصحافة لتعزيز الموقف الوطني وكشف زيف الطبقة السياسية التي قادت البلاد للخراب وحولت الصحافة إلى وسيلة للتكسب والتملق والابتزاز".
من جانبه، يقول الصحفي كاظم المقدادي في حديث لـ(المدى)، إن "صحيفة (المدى) سارت بخط مستقيم وواضح، وتعد من الصحف العراقية التي اتخذت لها خطا مهنيا، وشخصية معنوية ومهنية"، مضيفا، أنها "استطاعت استقطاب اقلام عراقية مهمة من النخب المثقفة". ولفت المقدادي الى، أن "صحيفة (المدى) تركت بصمة مهنية في تاريخ الصحافة العراقية، بحس وطني ومهني في ظروف صعبة ومعقدة".
ورأى، انه "وبعد مرور عشرين عاما، مازالت (المدى) واثقة الخطى في نهجها الوطني ومهنيتها المتميزة بأخبارها وتقاريرها، وبإخراجها وباختيار عناوينها، وبحضور لافت وسط العائلة الصحفية العراقية".
الى ذلك، يقول الصحفي وأستاذ الاعلام نزار السامرائي في حديث لـ(المدى)، إن "صحيفة (المدى) تعد واحدة من الصحف التي تقف في الصف الامامي بين الصحف العراقية التي صدرت بعد عام 2003".
وأضاف، أن "صحيفة (المدى) اعتمدت خطا صحفيا واضحا راح يترسخ بمرور الأيام ولا سيما انها استقطبت كادرا صحفيا متميزا استطاع ان يضفي عليها بصمة خاصة جعلتها تلبي حاجات القارئ العراقي الذي يبحث عن الحرفية والتنوع".
وتابع السامرائي قائلا، "لا يسعنا ونحن نشارك (المدى) الذكرى السنوية لصدورها الا ان نوجه لها تحية تقدير كبيرة متمنين لأسرة (المدى) المزيد من النجاح والتطور بما يخدم الصحافة العراقية بالشكل الذي يجعلها ترتقي الى مصاف الصحافة المتطورة في مختلف دول العالم وهو امر ليس بالمستحيل على (المدى)، التي تقف خلفها مؤسسة ثقافية راكزة وإدارة متمكنة".
بدوره، يقول الكاتب والصحفي مازن الزيدي في حديث لـ(المدى)، إن "صحيفة (المدى) مثلت علامة فارقة في سماء الصحافة العراقية المعاصرة ما بعد عصرها الذهبي في العهد الملكي". وتابع، "لقد قدمت صحيفة (المدى) خلال مسيرتها الطويلة نموذجا للصحافة المحترفة لعراق ما بعد الدكتاتورية، والتي خرج من مدرستها العشرات من الصحفيين العراقيين".