بغداد/ تميم الحسن
حصلت واشنطن على تطمينات جديدة بشأن عدم التصعيد ضد القوات الامريكية في الداخل او على الحدود القريبة في وقت لاتزال هناك تحفظات من الاخيرة ضد مجموعة "الاطار".
وتفيد المعلومات ان الوفد العسكري الرفيع الذي زار الولايات المتحدة قبل يومين، حمل رسائل بخصوص استمرار "تحييد بعض الفصائل" العراقية.
ومنذ نحو عام تعهد الاطار التنسيقي بوقف الهجمات ضد مصالح واشنطن في العراق وسوريا، ونفى علاقته بمن وصفوا بـ"المتمردين على التهدئة".
ويتوقع في الايام المقبلة تزايد عدد القوات الامريكية قرب الحدود الغربية للبلاد حيث تتواجد بعض الفصائل المطرودة مؤخرا من العراق.
وعلى الجانب الاخر رجح "الاطار" ان زيارة الوفد ستكون "فنية اكثر من سياسية" وقد تتعلق المباحثات بالتسليح والتدريب.
وكان ينتظر ان يذهب محمد السوداني لواشنطن منذ عدة اشهر، لكن مراقبين يعتبرون عدم تحقق الزيارة بسبب وجود بعض التيارات الشيعية "الراديكالية" بالحكومة.
ووفق تسريبات وصلت لـ(المدى) ان الوفد الذي ضم وزير الدفاع ثابت العباسي وكبار قادة الجيش الذي ذهب الى واشنطن ناقش "ترتيبات الانتشار الجديد للقوات الامريكية في شرق سوريا".
ويرجح ان الولايات المتحدة ستزيد في الفترة المقبلة عدد قواتها في الحدود المشتركة مع العراق من جانب المحافظات الغربية حيث تنتشر هناك بعض الفصائل العراقية على الضفة السورية، لم تلتزم بـ"اتفاق التهدئة".
ومنذ استلام الاطار التنسيقي السلطة نهاية العام الماضي، تداولت انباء عن تعهد الاخير للحكومة الامريكية بوقف الهجمات في الداخل وفي سوريا، لكن بعض الفصائل كانت خارج هذه التفاهمات.
واعتُبرب هذه الجماعات "متمردة"، كما نفى، بحسب التسريبات، الاطار التنسيقي علاقته بتلك الفصائل التي لايعترف اساسا بانها جزء من الحشد الشعبي.
ونقلت وسائل اعلام غربية عن وجود جماعات مرتبطة بزعيم حركة النجباء اكرم الكعبي – احد فصائل الحشد- في شمال شرقي سوريا مسؤولة عن هجمات ضد مواقع امريكية هناك.
وكشفت التقارير الغربية عن فصائل تعمل هناك مثل "الوارثين" و"الغالبون"، كما تحدثت عن وجود موسى علي دقدوق القيادي في حزب الله اللبناني.
ووصفت تلك التقارير دقدوق بانه مرتبط بعدد من الفصائل العراقية ومستشار لزعماء معروفين ومشاركين في الحكومة.
وكانت الهجمات في الداخل ضد السفارة الامريكية والمطار والقواعد العسكرية قد تراجعت منذ استلام "الاطار" الحكومة نهاية العام الماضي، من 300 صاروخ أطلق خلال تنفيذ 120 هجوما الى صفر هجوم.
وكانت هذه الهجمات التي شنت في اخر 3 سنوات من توقيع فصائل باسماء غير معروفة مثل "عصبة الثائرين" و"المقاومة الدولية".
ومنذ تشكيل الحكومة الحالية سكت اغلب قادة "الاطار" المعروفين بمعارضتهم للتواجد الامريكي عن انتقاد واشنطن، كما لم يعلق على زيارة الوفد الاخيرة.
ووصل الامر الى اصدار ائتلاف ادارة الدولة الذي يعد "الاطار" اكبر مكوناته، بيانا قبل اشهر وصف الولايات المتحدة بـ"الدولة الصديقة".
واستخدمت الحكومة الوصف ذاته مطلع العام الحالي اثناء تصاعد ازمة الدولار والخوف من انهيار الاقتصاد.
وكان محمد السوداني رئيس الحكومة، الاجرأ على الاطلاق بين رؤساء الوزراء السابقين بحسب مراقبين، حين صرح بتأييده بقاء القوات الامريكية لاجل غير مسمى (بحسب مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرت في كانون الثاني الماضي).
وبالعودة الى زيارة الوفد العسكري كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عن أن المباحثات الأميركية العراقية ستتناول التعاون الثنائي الأمني ومستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق، وشكله خارج إطار ملاحقة "داعش".
وامس، عقد وزير الدفاع ثابت العباسي مع نظيره الأميركي لويد جيه أوستن، اجتماعاً لبحث التعاون الأمني المشترك، فيما أشاد أوستن بالتقدم الهائل الذي حققته القوات العراقية في هزيمة "داعش"، بحسب الوكالة الرسمية.
وجدد أوستن، وفق مانقلته الوكالة، التأكيد "على الشراكة الستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق"، مشدداً "على التزام الولايات المتحدة بعراق آمن ومستقر وذي سيادة".
واول امس نقلت الوكالة الرسمية، عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، أن وفدا رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع، ثابت محمد العباسي، بدأ زيارته للولايات المتحدة.
وقال رسول إن الوفد، الذي تلقى دعوة رسمية من وزارة الدفاع الأميركية، يضم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، عبد الوهاب الساعدي، ورئيس أركان الجيش، عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة، قيس المحمداوي، وعددا من المستشارين والضباط.
وأشار إلى أن الوفد سيعقد سلسلة من الاجتماعات لمناقشة مجموعة من القضايا على رأسها (العلاقة المستقبلية لتواجد التحالف الدولي، والتعاون الأمني الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، وتبادل الخبرات والمعلومات خاصة في الجانب الاستخباري في ملاحقة ما تبقى من عناصر "داعش").
الى ذلك استبعد وائل الركابي عضو دولة القانون مناقشة الوفد قضية اخراج القوات الامريكية من العراق.
وقال الركابي في حديث مع (المدى): "لامانع من مناقشة ملف القوات الامريكية لكن استبعد ذلك لان هذا الموقف سياسي والوفد فني عسكري".
وبين الركابي ان رئيس الوزراء اوضح في وقت سابق موقفه من الوجود العسكري الاجنبي بان "العراق ليس بحاجة الى قوات قتالية امريكية او غيرها وانما بحاجة الى مستشارين ومدربين".
وتوقع، ان "يناقش الوفد قضية التسليح، وانتشار القوات الامريكية في شمال شرق سوريا، وتواجد القوات التركية".
اما عن سبب عدم زيارة السوداني واشنطن حتى الان، يقول الركابي: "لا اعتقد ضرورة ان يكون رئيس الحكومة متواجدا في كل محور ومفصل فيه تفاوض مع الدول".
ونفى الركابي وجود فيتو من "الاطار" على زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن: "على العكس الاطار التنسيقي يرحب بأي تفاهمات مع امريكا او غيرها".
واعتبر في حال كانت واشنطن ترفض زيارة السوداني بانه موقف "سيئ من الولايات المتحدة مع الدول الصديقة والمتعاونة".
وفي الاطار ذاته اعتبر غازي فيصل وهو دبلوماسي سابق ورئيس المركز العراقي للدراسات الستراتيجية زيارة الوفد بانها تقع ضمن "اتفاقية الشراكة العراقية الامريكية".
وقال فيصل في حديث مع (المدى): "يحتل التعاون الامني والعسكري حيزا مهما في الاتفاقية خصوصا في مجال التدريب والدعم اللوجستي والتسليح وقضايا الدفاع عن الامن الوطني العراقي واستمرار الحرب لتصفية البؤر الارهابية".
اما مايتعلق بعدم زيارة رئيس الوزراء لواشنطن فقال الباحث في الشأن السياسي: "لا يتعلق الامر بشخصه ومنهجه بقدر تعلقه بطبيعة تشكيلة الاطار التنسيقي والحكومة التي تضم وزراء من تنظيمات راديكالية".
واضاف فيصل ان بعض تلك التيارات "تقلد وترتبط بالامام خامنئي والحرس الثوري الايراني والتي تعد من وجهة نظر امريكية تنظيمات ارهابية".
لذا يؤكد فيصل بان: "تحفظ واشنطن سيستمر على الحكومة العراقية بانتظار اجراء تعديلات جوهرية بجانب اصلاحات مهمة جذرية في الاقتصاد والامن ومواجهة الفساد المالي وغسيل الاموال ومختلف اشكال الجريمة المنظمة وشبكات المقاومة الاسلامية المرتبطة بفيلق القدس والتي تهدد الامن والاستقرار وبناء الديمقراطية واحترام الدستور المدني في العراق".
تحدثت عن سير البنك المركزي خطوات للسيطرة على عمليات التحويل