اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > انسحاب مرشحين للانتخابات وتراشق لفظي بين الحلبوسي وخصومه

انسحاب مرشحين للانتخابات وتراشق لفظي بين الحلبوسي وخصومه

نشر في: 23 أغسطس, 2023: 12:19 ص

 بغداد/ تميم الحسن

سريعاً انتقل الصراع الانتخابي بين القوى السُنية من العالم الافتراضي الى بيانات تصدرها قيادات سياسية بارزة. ويدور تراشق لفظي منذ نحو شهر بشكل ضمني بين فريقي رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وتحالف "الحسم" ابرز خصوم الاول.

وتبدو الحرب الكلامية اكثر صراحة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تدور معركة حامية الوطيس بين جمهور الفريقين.

ويتوقع مراقبون ان يتصاعد الصراع الكلامي بين التحالفين كلما اقترب موعد الانتخابات المحلية، وقد يتطور الى تسريب مكالمات وفيديوهات.

ويفترض ان تجري الانتخابات المحلية في 18 كانون الأول المقبل، حي سيشارك في التنافس 50 ائتلافا ونحو 300 حزب.

وبحسب احصائيات مفوضية الانتخابات بلغ عدد المرشحين 1557 مرشحا يتنافسون لشغل 275 مقعداً في مجالس المحافظات.

وفي المدن الخمسة التي توصف بانها ذات اغلبية سُنية او مختلطة سكانيا، يشارك 29 ائتلافا مختلفا تابعا لاحزاب سنية وشيعية ومكونات اخرى.

وتشارك 8 ائتلافات شيعية من بينها تابعة لفصائل في الانتخابات هناك، مقابل 12 تحالفا تابعا للقوى السُنية.

وقد تكون هذه المرة الاولى في تاريخ الانتخابات المحلية التي تشارك فيها احزاب شيعية بهذا الحجم في تلك المدن، وهو ربما من نتائج مشاركة الفصائل في معارك التحرير من "داعش".

وابرز التحالفات الشيعية التي ستتنافس في (الموصل، الانبار، كركوك، صلاح الدين، وديالى) تحالف الصفوة الذي يقوده قيس الخزعلي زعيم العصائب.

وتحالف مدار التابع لكتائب الامام علي- احد فصائل الحشد- اضافة الى تحالف الاطار الوطني ويضم اغلب قوى الاطار التنسيقي ومن ضمنهم دولة القانون.

الى جانب النهج الوطني (حزب الفضيلة سابقا)، وتحالف العقد بزعامة فالح الفياض رئيس الحشد الشعبي، وقوائم اخرى تابعة لمنظمة بدر وتيار الحكمة.

اما الاحزاب السُنية فعلى الاغلب التحالفات تنقسم بين معسكري محمد الحلبوسي، وخصومه الذين يمثلهم تحالف الحسم، وهو من ابرز القوائم.

ويمتلك رئيس البرلمان 3 تحالفات بشكل رسمي وهي: تحالف تقدم الذي يرأسه الاخير، و"قمم" برئاسة وزير الصناعة خالد بتال، و"القيادة" برئاسة وزير التخطيط محمد تميم.

كما يمكن اضافة تحالف رابع يعتبر من القوائم الانتخابية المحسوبة على فريق الحلبوسي، وهو تحالف الرماح الذي يرأسه وزير الصناعة السابق منهل الخباز.

اما الجبهة الأخرى فتضم 5 تحالفات رئيسية وهي: تحالف العزم برئاسة النائب مثنى السامرائي، الحسم الوطني بقيادة وزير الدفاع ثابت العباسي.

اضافة الى تحالف الاخيار برئاسة رافع الفهداوي، الانبار المتحد ويقوده وزير الكهرباء الاسبق قاسم الفهداوي.

كما يدعم النائب السابق مشعان الجبوري في "تحالف صقورنا" في محافظة صلاح الدين فريق خصوم رئيس البرلمان.

تاريخ الصراع

النزاع بين الحلبوسي ومعارضيه بدأ في وقت مبكر من نهاية انتخابات برلمان 2021، حيث حاول تحالف عزم (مثنى السامرائي 18 مقعدا) بشتى الطرق منع الاول من رئاسة البرلمان.

وانضم عزم الى فريق الاطار التنسيقي اثناء ازمة تشكيل الحكومة قبل ان يعتزل مقتدى الصدر في صيف 2022 المشهد ويضطر الائتلاف الشيعي الى التحالف مع الحلبوسي.

وصوت الشيعة بعد ذلك الى رئيس البرلمان مرة ثانية (نحو 180 نائبا شيعيا صوت للحلبوسي) ليكون شريكا رسميا بما عرف بعد ذلك بـ"ائتلاف ادارة الدولة" الذي يضم كل القوى الرئيسية في البرلمان.

وتجددت بعدها محاولات الاطاحة بالحلبوسي اخرها كان على خلفية ازمة تمرير موازنة السنوات الثلاث لكن كان الخصوم يواجهون مشكلتين أساسيتين :

الاولى عدم قدرة المنافسين على جمع الاغلبية في البرلمان، حيث لايزال الحلبوسي يمتلك اكثر من 50 مقعدا.

والثاني ان رئيس البرلمان يتمتع بعلاقات جيدة مع اغلب القوى الشيعية التي لا تريد ان تتورط في شأن داخلي سُني، بحسب مايتم تداوله في الأوساط السياسية.

واستمرت حالة المد والجزر بين رئيس البرلمان وخصومه حتى اعلن صقور السنة نهاية العام الماضي، تشكيل تحالف الانبار الموحد الذي تحول بعد ذلك الى "تحالف الحسم".

وكان رافع العيساوي (نائب رئيس الوزراء الاسبق) قد اطلق شرارة الحرب الكلامية الجديدة بين المعسكرين، حين ظهر بشكل علني قبل شهرين بمؤتمر في الانبار لاعلان توسيع جبهة معارضي الحلبوسي.

هاجم العيساوي الذي عاد مؤخرا بعد غياب نحو 10 سنوات عقب تسوية ملفاته مع القضاء بطريقة مثيرة للجدل، الحلبوسي بشكل غير مباشر، ودافع عن جيل الصقور الذي كان يحكم المدن السنية حين ظهر "داعش" في 2014.

بالمقابل اعتبرت منصات اخبارية قريبة من رئيس البرلمان ظهور العيساوي مرة اخرى بانه اشارة سيئة في احتمال عودة العنف والجماعات الارهابية الى المدن الغربية.

ويعد العيساوي احد ابرز قيادات "الحسم" الذي يقوده وزير الدفاع ثابت العباسي، الى جانب اسامة النجيفي (رئيس البرلمان الاسبق)، وجمال الكربولي زعيم حزب الحل.

من الافتراضي إلى القيادات

ومنذ ذلك الحين دُشنت مئات الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي وبدأت تتبادل الاتهامات بين التحالفين، وتنبش بتاريخ بعض الشخصيات.

واطلق على تحالف الحسم اسم "تحالف المكفولين" في اشارة الى حصول اغلب اعضائه على كفالات قضائية بسبب اتهامات سابقة.

ومعروف ان العيساوي كان متهما بقضايا فساد وارهاب قبل ان يعلن تسوية ملفاته مع القضاء، وجمال الكربولي قد تم اعتقاله في 2021 على خلفية قضايا فساد ثم افرج عنه.

كما ان النائب السابق ليث الدليمي (عضو الحسم) كان اعتقل قبل ذلك، والامر كذلك مع عضو مجلس محافظة الانبار السابق حكمت الدليمي (عضو الحسم) الذي صدرت بحقه 5 مذكرات اعتقال بحسب قوله.

واستخدمت منصات رقمية وقنوات تلفزيونية تاريخ الاتهامات السابقة لتصعيد الصراع، قبل ان يتحول التراشق الافتراضي الى شبه علني.

وامس وجه رئيس تحالف السيادة في البرلمان (يضم رئيس البرلمان والسياسي خميس الخنجر) شعلان الكريم اسئلة الى جهة سياسية لم يذكرها، عن عدد المتهمين فيها بالفساد؟ وفهم بانه يقصد تحالف الحسم.

وقال الكريم في تغريدة على موقع اكس (تويتر سابقا): "سؤالي لهم كم محكوم لديكم بقضايا فساد؟ كم متهم لديكم بقضايا فساد وينتظر مرافعته؟".

وأضاف: "القاصي والداني يعرف جيدا تاريخكم الاسود في ملفات الهلال الاحمر والصناعة واستملاكات الوقف المزيفة وقروض المصارف الوهمية وعقود الكهرباء المظلمة فضلا عن ملفات تهريب الآثار والعملة التي تسببت لكم سابقا بالطرد من الخدمة العسكرية".

وعلى الرغم من ان الكريم لم يذكر من الجهة التي قصدها بالمنشور، لكن تحالف الحسم اعتبر بانه المقصود من تلك الاسئلة واصدر بيانا رفض فيه تصريحات رئيس كتلة السيادة.

وقال البيان: "يستغرب تحالف الحسم ويستنكر التصريحات التي اطلقها النائب عن حزب تقدم شعلان الكريم بحق قادة الحسم".

واضاف: "ويؤكد التحالف ان مثل هذه التصريحات ان دلت علي شيء فانها تدل على خشية حقيقية ممن فقدوا جمهورهم.. بعد افتضاح امر فسادهم للقاصي والداني".

واكد التحالف لجمهوره بانه "يترفع عن الرد على الاكاذيب والادعاءات لانهم يعلمون جيدا مَن الفاسد ومَن المصلح".

الى ذلك اعتبر الاكاديمي والباحث في الشأن السياسي زياد العرار ان مستوى التراشق بين القوى السنية قد وصل الى مستويات غير مسبوقة.

وتوقع العرار في حديث لـ(المدى) ان "يتصاعد التراشق اللفظي كلما اقتربنا من موعد الانتخابات وقد يتطور الى تسريبات مكالمات على تطبيق واتساب ومقاطع فيديو".

وحدثت خلال الاسبوع الاخير عدد من الانشقاقات داخل تحالف الحسم مما قد يزيد من احتمالات تسريب المعلومات.

واعتبر العرار تلك التنقلات بانها "مصلحية وتعود لتلقي بعض المرشحين عروضا من اطراف اخرى اغلبها من تحالف تقدم وهو الحزب الاقوى واكثر واقعية".

وكان اشهر انسحاب هو ما أعلن عنه قبل ايام النائب السابق نعيم الكعود من تحالف "حسم"، الذي قال في تدوينة بانه انسحب من الانتخابات "احتراما لعشيرته".

ووصف الباحث في الشأن السياسي ما يجري بين القوى السنية بانه "اداء سياسي فاشل ولا يراعي الذوق العام".

وطالب العرار من الاحزاب السنية: "التوقف عن الحرب الكلامية والاعلامية التي وصلت الى مستويات غير مسبوقة احتراما للجمهور السُني المتضرر من الطبقة السياسية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الهجمات الجديدة على عين الأسد
سياسية

الهجمات الجديدة على عين الأسد "بلا توقيع".. ما الهدف والانسحاب الأمريكي وشيك؟!

بغداد/ تميم الحسنبدأت عمليات استهداف جديدة على القواعد الامريكية "بلا راعي رسمي" حتى الان، في وقت تشهد قضية انسحاب قوات التحالف من العراق التباساً شديداً.يوم الخميس، كان هناك هجوم بعدة صواريخ على معسكر عين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram