اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: تَرْبْسيخوري، جنيه الرقص

موسيقى الاحد: تَرْبْسيخوري، جنيه الرقص

نشر في: 26 أغسطس, 2023: 11:53 م

ثائر صالح

سيطرت الكلاسيكيات على الثقافة الأوروبية لقرون طويلة. والكلاسيكيات هي الفنون والآداب اليونانية والرومانية القديمة التي اعتبرها الأوربيون النبع الصافي لحضارتهم، 

مع أنا نعلم إن الكثير من مصادرها جاءت عبر الترجمة من العربية إلى اللاتينية في أواخر القرون الوسطى وخلال عصر النهضة، علاوة على ما اكتسبوه من مصادر العلوم والحضارة المكتوبة باللغة العربية. وكان الإغريق قد حددوا تسع أخوات آلهات / حوريات / جنيات ملهمات، كل واحدة منهن متخصصة بالإلهام في فن من الفنون، وهنّ: كالْيوبي (الشعر الملحمي)، كْلِيو (التاريخ)، أيوتَربي (الموسيقى)، ثاليا (الكوميديا والشعر الريفي)، مَلبومَني (التراجيديا)، تَرْبْسيخوري (الرقص)، أراتو (الشعر الغزلي والغنائي)، بوليهِمْنِيا (الأناشيد والشعر الديني)، وأخيراً أورانيا (علم الفلك، وقد عدّه الإغريق من الفنون كما يبدو) وهن بنات زيوس كبير الآلهة في البانثيون اليوناني بحسب هسيود، رغم اختلاف عددهن وأسمائهن بحسب المنطقة والزمان.

ما تهمنا اليوم هي تَرْبسيخوري، آلهة الرقص، فقد جمع الموسيقي الألماني العظيم ميخائيل بريتوريوس (1571 - 1621) موسيقى 312 رقصة شهيرة في عصره في كتابه "تَرْبسيخوري، الجنية الأيونية الخامسة" المطبوع في سنة 1612، قام هو بتوزيعها وتنويطها. عزم بريتوريوس على نشر سلسلة كتب يجمع فيها الرقصات المعروفة في عصره، وخصص هذا الجزء الأول منها للرقصات الفرنسية، لكنه لم يكمل السلسلة لسبب ما. ويدين فن الرقص كثيراً لفرنسا وحكامها، بالخصوص لويس الرابع عشر (1638 - 1715)، فقد انتعش هذا الفن كثيراً خلال حكمه الطويل. أدخل بريتوريوس عبر هذا المطبوع الكثير من الألحان إلى ألمانيا، وهي ألحان انتشرت ودخلت الموسيقى الشعبية استمرت أصداؤها تُسمع إلى فترات قريبة، فجزء كبير من الموسيقى الشعبية هي موسيقى مصاحبة للرقص. ربط بريتوريوس بعض الرقصات بنوع من الأدوات الموسيقية لكنه لم يحدد نوع الأدوات باقي الأخرى المستعملة في تقديم هذه الرقصات، لذلك نسمعها الأعمال بتشكيلات مختلفة حسب رؤية وذوق الفرق الموسيقية التي تقدمها. وقد أهمل الكتاب لفترات طويلة قبل أن يعود إلى الواجهة إبان صعود موجة تقديم الأعمال القديمة.

نشر بريتوريوس كتاباً آخر من ثلاثة أجزاء (بين 1614 - 1620) عن نظرية الموسيقى يتضمن الكثير من المعلومات عن الموسيقى وأساليبها في مطلع القرن السابع عشر، يعتبر اليوم أحد أهم المصادر في هذا الموضوع. الجزء الأول باللاتينية بقسمين الأول عن الموسيقى الكنسية والثاني عن الموسيقى خارج الكنيسة. اشتهر على الخصوص الجزء الثاني من الكتاب وصف فيه الأدوات الموسيقية بشكل تفصيلي مع تخطيطات دقيقة في الملحق. وضع هذا الجزء باللغة الألمانية لتقريبه من الحرفيين المتخصصين في صناعة الأدوات الموسيقية ومساعدتهم على تطوير صنعتهم. وقد كتب الجزء الثالث من الكتاب الذي يدرس المصطلحات الموسيقية بالألمانية كذلك. كما تعتبر مجموعته من الكورالات اللوثرية والأناشيد المطبوعة بتسعة أجزاء (1605 - 1610) والتي تضم أكثر من 1200 عمل ذات أهمية فائقة، فقد أسس بها قواعد تأليف الأناشيد الألمانية للفترة اللاحقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram