اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > في روايته الجديدة (الوضع الحالي):كريم مسكة يتخيل الحرب الأهلية في فرنسا عام 2030

في روايته الجديدة (الوضع الحالي):كريم مسكة يتخيل الحرب الأهلية في فرنسا عام 2030

نشر في: 27 أغسطس, 2023: 11:10 م

ترجمة: عدوية الهلالي

في روايته الجديدة، يتخيل المؤلف الفرنسي -الموريتاني فرنسا في المستقبل، حيث الانتماءات السياسية الجديدة، الواضحة والراديكالية، لها الأسبقية على الأفكار.

كشف كريم مسكة لأول مرة عن نفسه كمخرج إذ قام بتصوير فيلمه الوثائقي الأول "اقتصاد المأساة في نواكشوط" (1988) في بلد والده، موريتانيا. ثم عمل كمخرج أفلام وثائقية في إفريقيا أو بوروندي أو جمهورية الكونغو أو حتى في السنغال، وعلى نطاق أوسع في العالم والدليل على ذلك اخراجه (الصين، احلام وكواليس)، وهو مسلسل من ثلاثة أجزاء تم بثه على قناة آرت في عام 2023.

وفي عام 2012، جرب مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي الموريتاني، المولود عام 1964 في أبيدجان، تأليف الروايات وكانت المحاولة الأولى رائعة مع رواية (جاز العرب) حيث حصل الكتاب الأكثر مبيعًا على العديد من الجوائز، بما في ذلك الجائزة الكبرى للأدب البوليسي، كما تمت ترجمته إلى عدة لغات. ومع روايته الجديدة (الوضع الحالي)، يعود كريم مسكة إلى حبه الأول، الرواية البوليسية، من خلال إضفاء لمسة من الترقب. وتدور احداث الرواية في عام 2030،حيث تخوض فرنسا حرب أهلية. وبعد هروبه من هجوم خلال إحدى النزهات النادرة التي يسمح بها لنفسه، يجد بطل الرواية مؤلف الروايات البوليسية الأكثر مبيعًا كامل قاسم نفسه مندفعا رغماً عنه في تحقيق لاكتشاف السبب وراء إعدام إرهابي وعبر وصفه التناحر بين اليمين واليسارالفرنسيين، ويروي كريم مسكة انكسارات مجتمع اليوم بحس السرد والسخرية ودقة التحليل التي أدت الى نجاح روايته الاولى (جاز العرب).

مجلة جون آفريك التقت بالمخرج والكاتب كريم مسكة وكان هذا الحوار:

روايتك (الوضع الحالي)، هل هي ديستوبيا أم أفق سياسي محتمل في عام 2030؟

-إنها تدور بين الترقب والتاريخ البديل، أي أنني أدخل نقطة اختلاف في الزمن تؤدي إلى ماكان من الممكن أن يكون وهوأفق وهمي غير مرغوب فيه. انا أحاول أن أتخيل الأسوأ لتجنب الوصول إلى هذا.

شخصيتك الرئيسية، كامل، المنعزل في المنزل، يخرج من سلبيته لإنقاذ أرنو، السجين والمحكوم عليه بالإعدام لأنه من المفترض أنه عضو في الرابطة الفرنسية، وهي حركة يمينية متطرفة. هل تؤمن بفكرة "من يخلص الإنسان يخلص البشرية"؟

-أنا أنتمي إلى جيل ولد بعد 20 عاما من الحرب العالمية الثانية، ونشأ مع هذا السؤال: لو عشت بين عامي 1939 و1945، هل كنت سأظل مقاوما، أو متعاونا، أم أنني لن أفعل شيئا، مثل الأغلبية الساحقة من الفرنسيين؟؟ يمكننا قلب الأمور رأسًا على عقب، ولن نحصل أبدًا على الإجابة حتى نواجه موقفًا يضعنا في وضع يسمح لنا بإنقاذ شخص ما، أو السماح له بالموت، أو التواطؤ في عمل فظيع. يجب على كامل أن يجيب على هذا السؤال، وهو سؤال محوري في روايتي.

كيف توصلت إلى هذه المؤامرة؟

-من الصورة التي نشأت في ذهني في باريس: شخصان كانا يتقدمان نحو حاجز طريق لرجال الميليشيات ولم يعرفا ما إذا كانا سينجوان. كان ذلك بعد بداية الحرب في أوكرانيا، وأعاد لي ذلك ذكريات البلدان التي زرتها في أعقاب الحروب الأهلية، في الشرق الأوسط وأفريقيا. لقد روى لي السكان قصصًا لا تصدق عن أشخاص خاطروا بحياتهم لإنقاذ الآخرين.. لذا قررت أن أجسد أحد هؤلاء الأبطال العاديين.

أنت تتحدث هنا عن نظرية الاستقطاب العاطفي؟

-هذا المجال من البحث هو تخصص ابنة كامل، شخصيتي الرئيسية، وهو ما يسمح لها بتوقع الحرب الأهلية. والاستقطاب العاطفي هو نظرية تم تطويرها في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة حيث أدرك الباحثون أن الديمقراطيين والجمهوريين لم يعودوا قادرين على التحدث مع بعضهم البعض. إنهم ينظرون إلى بعضهم البعض كأعداء، وذلك يخلق الدراما، والتمزقات في العائلات.

الرئيس براندون همبرت يشبه إلى حد كبير إيمانويل ماكرون. هل يكسر رئيس الجمهورية الفرنسية النموذج الاجتماعي والجمهوري الفرنسي؟

-أعتقد أن الحدث الأكبر في عصرنا حدث في عامي 1979 و1980، خلال ثورة المحافظين، أي عندما وصلت مارغريت تاتشر إلى السلطة في إنجلترا ثم رونالد ريغان في الولايات المتحدة. وعلى المستوى الاقتصادي، فهم ليبراليون، ويتبعون السياسات التي من شأنها أن تحطم كل شيء تقريباً. وفي الوقت نفسه، يدافعون عن الأسرة، وهي نزعة اجتماعية محافظة، وشكل من أشكال التفوق الأبيض الذي لا يجرؤ على التحدث باسمه. إن ما حدث منذ تلك اللحظة خلق كل الحداثة التي نعيش فيها، أي تدمير دولة الرفاهية، وهي النموذج الاجتماعي الأوروبي. وفرنسا من أكثر الدول التي قاومت هذا التوجه، لكن شيئا فشيئا، وبحجة إدخال المرونة في النظام، فقد تم تفكيكه.

ماوجه الشبه بينك وبين شخصيتك الرئيسية؟

-لدى كامل تاريخ عائلي يشبه إلى حد ماعائلتي، ولكن مع وجود اختلافات. إنه قريب مني بدرجة كافية لأتمكن من تسليط تأثيري عليه، لكن قصته مختلفة.

مثل كامل، والدتك كانت فرنسية ووالدك موريتاني. هل كنت مثله، مراهقًا في الثمانينات انفتح أكثر فأكثر على الثقافة الأفريقية؟

-نعم، ولكن بطريقة مختلفة. بقي كامل في باريس بينما ذهبت للدراسة لمدة ثلاث سنوات في داكار. فرنسا التي نشأت فيها كانت فرنسا بيضاء. شعرت كأني اقتحمت عالمها ولم أكن أشبه المجتمع من حولي. لقد بنيت نفسي كأقلية بمفردي ولم أستطع التمسك بأي شيء وساعدني الذهاب إلى أفريقيا على تحقيق التوازن. وفي داكار، اكتشفت عالمًا آخر، كان عالماً خاصاً بي أيضاً لأنني نصف أفريقي.

بعض الحركات في روايتك تحمل أسماء شخصيات أفريقية عظيمة مثل توماس سانكارا. ما رأيك في الحركات الديكتاتورية؟

-والدي ناضل ضد الاستعمار، وسجنه الفرنسيون في موريتانيا. عندما كنت طفلاً، كان والداي ورفاقهما يتحدثون عن الاستعمار في الوطن، وعن الحرب الأخيرة في الجزائر. ولكن في المدرسة، لم يسمح بهذه القصص. بالنسبة لي، لقد حان الوقت للاعتراف بأن الاستعمار جزء لا يتجزأ من التاريخ الفرنسي، كما أن التاريخ الأوروبي جزء من التاريخ الأفريقي.

قلت سابقا "إن واقعنا الممزق يتم سرده من قبل المؤلفين الأفارقة بشكل أفضل بكثير من كتابنا الأمريكيين المفضلين".. هل تريد أن تضع نفسك في هذا السياق من الأدب الأفريقي مع روايتك (الوضع الحالي)؟

- أنا أشاهد، وأتقبل الواقع كما هو، ومن هنا جاء عنوان كتابي (الوضع الحالي). لكن في الوقت نفسه، لا يزال لديّ جزء من التمرد بداخلي، وأنا أتأرجح بين الاستسلام والتمرد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram