خاص/ المدى
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحادثة الطبيب ياسر قيس مجيد، مدير مركز امراض القلب والمختص بجراحة القلب والاوعية الدموية في محافظة ميسان، واغلاق عيادته بعد تلقي التهديدات العشائرية، واضطراره الى دفع الفصل العشائري الى اهل أحد المرضى بسبب وفاته.
حوادث مشابهة
ولعل الحادثة لم تكن الاولى في المحافظة بشهادة المعنيين، بل سبقتها حوادث مشابهة اضطر خلالها العديد من الاطباء الى دفع (الفصل) العشائري، لسبب او لآخر.
ويرى الكثير منهم ان "ضعف تطبيق القانون في المحافظة" كان السبب الابرز في انحدار الموضوع مع تيار الحل العشائري، يقول رئيس منظمة اطباء بلا اجور الانسانية في ميسان عباس فاضل لـ(المدى) "كل الاطباء معرضون للتهديدات العشائرية في المحافظة، والكثير من الاهالي يستخدمون اللغة العشائرية والكل خاضع لتلك الاعراف، والسبب في ذلك غياب القانون والكثير من الخروقات الامنية في المحافظة، وما حصل للطبيب ياسر قيس يمكن ان يحصل لأي طبيب او مواطن ميساني".
من جانب آخر يرى رجال القانون ان العشائر في المحافظة يعولون على حل المشاكل بطريقة عرفية، بعيدا عن القانون حيث يؤكد المحامي علي حسين لـ(المدى) "باتت الكثير من المشاكل في المحافظة تحل بطريقة عرفية عشائرية، بعيدا عن القانون والمحاكم بل ويشترط من يلجأ الى تلك الاعراف ابعاد الموضوع عن القانون، وعليه تحدث الكثير من التنازلات عن قضايا القتل والسرقات والاعتداءات، بسبب الرضا بالحلول العشائرية دون القانونية".
منوها إلى أنه "ساهمت تلك التصرفات بإضعاف دور القانون، وتغلب الحس العشائري في المحافظة، تحت عنوان التراضي بين الأطراف".
تهديدات متواصلة
الدكتور ياسر قيس اوضح من خلال حديثه لـ(المدى)؛ "تلقيت العديد من التهديدات من قبل اهل المتوفي فاضطررت لغلق العيادة مدة اكثر من شهر ونصف، واتباع الجانب العشائري من اجل دفع الشر عن نفسي وعائلتي، ودفع الفصل العشائري البالغ 80 مليون دينار".
وأضاف "لم افتتح عيادتي الطبية لغاية اللحظة، على الرغم من انتشار مقطع فيديو بافتتاحها، ولم امارس عملي وأفكر في مغادرة المحافظة بسبب ما تعرضت له"، لافتاً في رده على ما ادلت به عائلة المتوفي "ليقم اهل المتوفي بتقديم اوراقهم للجهات المختصة لترى فيما اذا كان هناك اخفاء للحقائق والبت بالموضوع".
من جانب متصل اعلنت قيادة شرطة محافظة ميسان، عن اعتقال 4 مطلوبين كاستجابتها الفورية لمناشدة الدكتور ياسر قيس مجيد، بعد تعرضه للتهديد وإجباره على غلق عيادته الطبية من قبل ذوي المتوفي.
الرأي الآخر
وفي الشأن ذاته اتهمت زوجة المتوفي من خلال فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي واطلعت عليه (المدى) الطبيب ياسر قيس بإخفاء الحقيقة من خلال القول إنه "اظهر تحليل العينة التي تم سحبها من زوجي المتوفي علي عبد خنياب عدم اصابته بالسرطان، واناشد رئيس الوزراء ووزير الصحة لكشف الحقيقة مع توفر الادلة".
ازدياد ظاهرة التهديدات العشائرية في محافظة ميسان "ساهمت في طرد الكفاءات منها" بحسب ما ادلى به مختصون مجتمعيون فيها، حيث افاد الناشط حيدر نعيم لـ(المدى) أنه؛ "شُخِّصت محافظة ميسان من أكثر المحافظات طردا للكفاءات الطبية والعلمية لأسباب مختلفة، وفي مقدمتها اتباع الاعراف والعادات العشائرية، وبقاء الوضع على ما هو عليه من استشراء تلك الاعراف والعادات سيزيد الامر سوءا".