عرض / علاء المفرجي

تبدا رواية (قصة مدينة.. وحكايات) تأليف ميخائيل سالطيكوف، وترجمة عبد الله حبة بكلمات المؤلف، الذي يُزعم أنه عثر على سجل حقيقي بقصة عن مدينة فولوف الخيالية. بعد مقدمة قصيرة نيابة عن مؤرخ خيالي، هناك قصة عن "أصل السفهاء"، يتحدث فيها المؤلف عن أبرز رؤساء بلديات مدينة فولوف.

حكم ديمنتي بروداستي، عمدة فولوف الثامن، لفترة قصيرة جدًا من الزمن، لكنه ترك بصمة ملحوظة في تاريخ المدينة. لقد برز عن الآخرين من حيث أنه لم يكن شخصًا عاديًا، وفي رأسه، بدلاً من الدماغ، كان لديه جهاز غريب ينتج واحدة من عدة عبارات مبرمجة فيه. وبعد أن أصبح ذلك معروفا، بدأت الإطاحة برئيس البلدية. في فترة قصيرة من الزمن، كان هناك ستة حكام في فولوف، الذين، تحت ذرائع مختلفة، رشوة الجنود للاستيلاء على السلطة (تذكير بانقلابات القصر في القرن الثامن عشر).

بعد ذلك، حكم دفيكوروف في فولوف لسنوات عديدة، وكانت صورته تذكرنا بالإسكندر الأول، لأنه، خجول، لم يقم ببعض المهام، مما جعله حزينًا طوال حياته.

بيوتر فرديشتشينكو، المنظم السابق للأمير بوتيمكين، عمدة المدينة "المغامر والتافه والمتحمس"، أخضع المدينة للمجاعة والنار خلال فترة حكمه، ومات من الشراهة (في بعض ملامحه تشبه الشخصية صاحب السمو الأمير ألكسندر أندريفيتش). بيزبورودكو).

حكم فاسيلسك وارتكين فولوف لفترة أطول، وخلال فترة حكمه دمر 33 قرية، وبالتالي جمع متأخرات قدرها روبلان ونصف، وكذلك مستوطنات ستريليتسكايا ودونج.

هناك مستويات رئيسية في هذه الرواية التاريخية الساخرة: المستوى المأساوي وهو هجين من حكام المدينة والسكان الذين يعتبرون أنفسهم أفضل من كل غير الحمقى، مما يحكم على المدينة بالكوارث المأساوية. والمستوى الدرامي: المتمثل في استحالة تنفيذ الإصلاحات بهدوء أو بقسوة؛ وأي استراتيجيات إصلاحية يتبين أنها مجرد رسوم كاريكاتورية في التطبيق العملي ولا تعكس سوى السمات الشخصية الخفية لحكام المدن. والمستوى الهزلي: يجد كل من رؤساء البلديات والأبطال الآخرين أنفسهم معتمدين بشكل كامل على هواجسهم ومعتقداتهم الخاطئة وسماتهم الشخصية التي وصلت إلى حالة مبالغ فيها. وهذا يجعل من الممكن تقديم صور وزخارف هزلية بشعة، مثل الأرغن الشهير.

وميخائيل ي سالطيكوف شيدرين، 1826 –1889)، الذي عرف خلال حياته بالاسم المستعار نيكولاي شيدرين، من كبار الكتاب والهجاة الروس في القرن التاسع عشر. أمضى سالتيكوف معظم حياته يعمل في الخدمة المدنية في مهمات مختلفة. بعد وفاة الشاعر نيكولاي نيكراسوف، عمل محررًا لمجلة أوتشيستفينيي زابيسكي الأدبية إلى أن حظرتها الحكومة القيصرية في عام 1884. برع سالتيكوف في أعماله في كل من الواقعية الصريحة والهزل الهجائي المدمج بالخيال. اعتبرت أشهر أعماله، رواية الملحمة الأسرية أسرة غولوفليوف (1880) والرواية السياسية تاريخ بلدة (1870)، أعمالًا هامة من أعمال أدب الخيال في القرن التاسع عشر، ويعد سالتيكوف واحدًا من أبرز شخصيات الواقعية الأدبية الروسية.

الظهور الروائي الأول لسالتيكوف من خلال روايته تناقضات (تحت الاسم المستعار إم نيبانوف)، ويشير العنوان إلى الحافز الرئيسي وراء الرواية: التباين بين المثل النبيلة للإنسان وأهوال الحياة الواقعية. تلتها رواية قضية معقدة (1848)، وهي رواية اجتماعية، تذكر بغوغول، في كل من حبكتها وطباع شخصياتها، تتطرق إلى الظلم الاجتماعي وانعدام قدرة الفرد على التعامل مع القضايا الاجتماعية. امتدحت الرواية من قبل نيكولاي دوبروليوبوف الذي كتب: "الرواية مليئة بتعاطف من القلب مع الناس المعدمين... وتوقظ في المرء مشاعر إنسانية وأفكارًا رجولية"، ومن قبل نيكولاي تشيرنيشيفسكي الذي أشار إلى الرواية ككتاب "أحدث اضطرابًا ويثير اهتمام الجيل الجديد". وكان نشر تناقضات هو ما تسبب بإبعاد سالتيكوف إلى فياتكا، ومن الواضح أن ذلك كان نتيجة لرد الفعل المبالغ فيه من السلطات على الثورة الفرنسية لعام 1848.