TOP

جريدة المدى > عام > اميلي نوثومب: اختياري للكتابة كانت وسيلتي لأصبح طائراً!

اميلي نوثومب: اختياري للكتابة كانت وسيلتي لأصبح طائراً!

نشر في: 19 سبتمبر, 2023: 11:05 م

ترجمة: عدوية الهلالي

في روايتها الجديدة التي تحمل عنوان (سيكو بومب)والصادرة عن دار البان ميشيل للنشر، تروي الروائية البلجيكية أميلي نوثومب رحلتها الذاتية وتتحدث عن طفولتها وحبها الكبير للطيور وعن العلاقة بين الكتابة والطيران.

وتتمتع الروائية البلجيكية بشخصية حازمة، مليئة بالهشاشة والقوة، كما ان قلمها الحاد غزير الإنتاج، فمنذ أن صدرت روايتها الأولى "نظافة القاتل" قبل 31 عامًا، كانت تنشر كتابًا واحدًا سنويًا. وجميع رواياتها من الكتب الأكثر مبيعاً وتمت ترجمتها إلى عدة لغات، كما تعد الجوائز أيضًا جزءًا لا يتجزأ من مسيرتها المهنية ومنها الجائزة الكبرى للرواية من الاكاديمية الفرنسية عام 1999عن روايتها (ذهول ورعدة)، وجائزة رينودو عام 2021عن روايتها (الدم الأول).

وتستهل نوثومب روايتها الجديدة بحكاية يابانية روتها لها مربيتها اليابانية نيشو سان عندما كانت في الرابعة من عمرها بعنوان "حكاية الكركي الأبيض"، وهي قصة مروعة حول طائر جميل من فصيلة مالك الحزين، يقدم تضحيات جسيمة من أجل تيس، ولكنه في اللحظة الأخيرة ينجو بنفسه.

وتحقق مؤلفات آميلي نوثومب أرقاماً قياسية من حيث حجم المبيعات عادة، وقد عبرت عن ارتياحها لكون الناس بدأوا يلاحظون أخيراً أن الطيور ليست مجرد جنس صغير ولطيف من الحيوانات، وإنما هي جنس منظم ومثير للقلق. وتعتبر المؤلفة أن "الكتابة هي الطيران، وهي المغامرة بالمشي على خيط رفيع، وعندما نكتب، نشعر طيلة الوقت بخطر السقوط"، موضحة أن الكاتب لا يسقط بفضل الأسلوب، فالأسلوب هو الطريقة التي يستخدمها كل كاتب للتمكن من الطيران!

موقع فرانس انفو اجرى معها حواراً جاء فيه:

تبدأ روايتك (سيكوبومب) بذكرى تتحدث عن اليابان وعن والدك وعن أهمية الطيور في توازن حياتك؟

-نعم، إنها أحد ألغاز حياتي. منذ طفولتي، أصبحت الطيورهاجساً بالنسبة لي، بشكل متزايد ومن دون أن أفهم. بالطبع، الطيور جميلة جداً، والجميع يحب الطيور، لكن بالنسبة لي كان الأمر مختلفًا. لقد استحوذ علي الطير بشكل غير طبيعي ولم يكن لدي أي تفسير. لقد استغرق الأمر مني وقتاً طويلاً لأفهم أنه إذا كان الطائر شيئا أساسياً في هوسي، فذلك لأنني سأتبع مسار الطائر بطريقتي الخاصة. لنكن واضحين، أنا لم أطير بعيدًا بعد، حتى لو كان هذا هو هدفي، لكني أعتقد أنه بالنسبة لي، أن أصبح كاتبة كانت طريقتي في أن أصبح طائراً.

هل هي طريقة لنفهم الحساسية التي لديك بشكل أفضل ولكي نغوص في أعماق نفسك؟

-نعم، وقبل كل شيء كانت طريقة بالنسبة لي للفهم، فعندما تكون مهووساً بالطيور، فإنك حتماً تنمي مهارات الملاحظة لديك. ويوجد دائماً طائر في مكان ما، وعليك أن تكون مستعداً لرؤيته. عليك أن تصبح سريعاً جداً عقليا لأن السرعة العقلية للطائر شيء مخيف.

سندرك أيضًا من خلال هذا العمل إلى أي مدى كنت مرتبطة بوالدك؟

-هذا صحيح تماما. لقد سمعت دائمًا، منذ أن كنت صغيرة جداً، أنني شبيهة بوالدي، الأمر الذي أثار اهتمامي بشدة عندما كنت طفلة. أنا أتحدث عنه بصيغة الحاضرعلى الرغم من أنه للأسف لم يعد موجوداً- لقد كان دبلوماسيًا. فماهو الدبلوماسي؟ إنه شخص يحاول استعادة السلام من خلال اللغة. وهذا ليس بالضبط ما أفعله، لكن ما أفعله أيضاً يعتمد على اهمية اللغة.

أنت تعيدين اكتشاف جزء من طفولتك اذن من خلال هذا العمل كما تعيدين والديك إلى الحياة؟

-نعم. هذا هو بالضبط المكان الذي يأتي منه العنوان(سيكوبومب) فهو يدل على حراسة النفوس. ففي الأساطيرالقديمة، هناك حقيقة مهمة للغاية. فهناك آلهة تحرس النفوس مثل هيرميس. والفكرة هي أن بعض الأشخاص أو بعض الآلهة يمكن أن يسيروا على جانبي الموت، وأن الموت في النهاية ليس حدوداً غير قابلة للعبور. لقد حدثت لي تلك المأساة الشائعة فقد فقدت والدي، ولكن ما يثير الدهشة هو أنه بينما كانت تربطني به علاقة جميلة جدًا، إلا أن هذه العلاقة أصبحت أقوى ألف مرة منذ رحيله. كما لو أن وجودنا على الجانب الآخر من الحدود أدى إلى تزايد علاقتنا. ومن الواضح أنه أعطاني الكثير من السعادة، ولكن أيضاً بالنسبة للكاتب، إنه شيء هائل، لأنه يلغي الحدود بين النفوس والموت.

ماذا تمنحك الكتابة؟

-الكتابة هي حياتي كلها. إنها متعتي ووسيلة فهمي. والآن أصبحت أيضاً وسيلة علاقتي بالراحلين. ويجب أن أقول إن الكتابة ترضيني على جميع المستويات. إنها أيضاً طريقتي في التعرف على الناس. أنا، التي كنت في الأصل شخصاً وحيداً للغاية وعانيت كثيراً من ذلك، فانا أعرف الناس من خلال الكتابة. وعلى سبيل المثال، لدي الآن العديد من القراء الذين أصبحوا أصدقائي وأحياناً أصدقاء مقربين، والذين لم أكن لأقابلهم أبداً لو لم يقرأوا كتبي.

هناك رمزية كاملة في الكتابة، هل هي رمزية القلم؟

- هذا صحيح، أنا أكتب دائماً بالقلم لأنني لا أعرف حتى ما هو الكمبيوتر. حسناً، ربما يثبت كل هذا أنني طائر وأنني لاازال كما انا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مدخل لدراسة الوعي

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

في مديح الكُتب المملة

د. صبيح كلش: لوحاتي تجسّد آلام الإنسان العراقي وتستحضر قضاياه

مقالات ذات صلة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع
عام

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

علي بدركانت مارلين مونرو، رمزاَ أبدياً لجمال غريب وأنوثة لا تقهر، لكن حياتها الشخصية قصة مختلفة تمامًا. في العام 1956، قررت مارلين أن تبتعد عن عالم هوليوود قليلاً، وتتزوج من آرثر ميلر، الكاتب المسرحي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram