ترجمة / حامد أحمد
كشف تقرير لموقع OSV News، الأميركي لأخبار الكنيسة الكاثوليكية عن ان الاجتماع السنوي الاعتيادي لملتقى اعمال سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم، وللمرة الأولى في التاريخ منذ اكثـر من 125 عاما عُقِدَ في العراق بدلا من لبنان حيث مقر مقعد بطريركية الكنيسة.
وترأس ملتقى اجتماع الأساقفة الذي استمر من 10 الى 15 أيلول بمقره الجديد في بلدة بغديدا، قرة قوش، بمنطقة سهل نينوى في الموصل، بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية، اغناطيوس يونان. وقال البطريرك يونان في حديث لموقع، او اس في نيوز، الاخباري "بدون شك ان عقد اعمال ملتقى سينودس اساقفة الكنيسة الاعتيادي للمرة الأولى خارج لبنان، وبالأخص في العراق، هو حدث تاريخي غير مسبوق لم يتحقق في الأزمنة الحديثة".
ومضى بقوله إنه "مع الاخذ بنظر الاعتبار ما عاناه العراق من اعمال وحشية كبيرة وآلام وعنف وجرائم ابادة ممنهجة خطيرة، فان عقد جلسة سينودس تجمع كل أساقفة كنيستنا سوية معا هنا، لا بد وان يجلب المواساة والتشجيع ويشهد مشاركة روحية مع المعاناة والآمال التي تمت معايشتها من قبل شقيقاتنا واشقائنا خلال العقود الماضية".
وفي بيانهم الختامي الصادر عن الاجتماع قال الأساقفة انهم يستذكرون "الاحداث المؤلمة التي عانت منها الكنيسة السريانية بشكل عام وخاصة ما تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في بغداد من مجزرة على يد داعش في 31 تشرين الأول 2010 اثناء تأدية القداس حيث قتل فيها 48 شخصا بضمنهم اثنان من القساوسة الشباب. وكذلك اقتلاع أبناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى" على يد تنظيم داعش في صيف عام 2014.
وقال الأساقفة ان عقد اجتماع السينودس هذا العام في مقر الرئاسة الأسقفية في بغديدا، قرة قوش، في سهل نينوى، هو بمثابة "رسالة أمل وتشجيع لابنائنا المسيحيين لتعزيز تشبثهم بارضهم التاريخية".
وأضاف الأساقفة بانهم طلبوا من الحكومة العراقية ان تعير أهمية لهذا الشعب الأصيل وتلبي حقوقه الشرعية وفقا للدستور العراقي.
وقال البطريرك يونان "على الرغم من كل ما حدث خلال السنوات الأخيرة، فان المسيحيين في العراق بدأوا يتعافون من الارباك والعدوان والتهجير القسري الذي عايشوه، وان وضعهم بشكل عام في تحسن، وان حالة الفوضى التي كانت ترافق حياتهم اليومية بدأت تختفي". وقال بطريرك الكنيسة الكاثوليكية السريانية "لقد بذلت الحكومة جهودا لضمان الامن والاستقرار لجميع أبناء البلد، بضمنهم المسيحيون، وذلك على الرغم من صعوبة أوضاع الحياة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وانتشار الفساد، ولكن مع ذلك فانه ما تزال هناك كثير من التحديات تواجه المسيحيين من اجل العودة لمناطقهم الأصلية في سهل نينوى في الموصل. مناطق واسعة من هذه المدينة القديمة التي يسكنها المسيحيون منذ قرون ما تزال خربة وتتخللها الأنقاض".
وأضاف بقوله "عدد المسيحيين الذين عادوا الى سهل نينوى، وبالأخص في قرة قوش، التي تعتبر اكبر موقع للتواجد المسيحي في العراق واغلبهم من الكاثوليك السريان، هو ما يزيد على نسبة 60% تقريبا. لقد عادوا الى وطنهم على نية البقاء مترسخين بالأمل بوجه كل المصاعب، من اجل إعادة بناء مدينتهم وتحويلها الى واحة من السلم والتعايش".
وقال الأساقفة المجتمعين في بيانهم الختامي بانهم صلوا من اجل وضع نهاية للحروب والاوبئة والكوارث والأزمات واستتباب الامن والسلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وعبروا كذلك عن فرحهم بترميم كنيسة مار توما الرسول في الموصل لما لهذه الكنيسة من دور كبير للمسيحيين في العراق وبلاد الشرق منوهين بان ذلك مؤشر مشجع للكنيسة السريانية.
وتطرق الأساقفة في بيانهم الى الحديث عن الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان من تبعات انهيار اقتصادي تسبب بجعل اكثر من 80% من أبناء الشعب يعيشون حالة فقر، وانتقدوا أيضا حالة الفراغ السياسي بغياب منصب الرئيس لأكثر من سنة تقريبا. ووجهوا دعوة لمجلس النواب اللبناني بان يبادروا بانتخاب رئيس جديد بشكل فوري وبدون تأخير. واكدوا على ضرورة تكاتف المسؤولين، لاسيما المسيحيين، ورص الصفوف للحفاظ على بلدهم في ظل تعاظم الازمات وما يعانيه المواطنون بعد تبخر أموال المودعين في المصارف وسواها من الأزمات التي تنهش جسد الدولة.
• عن OSV News
