اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > بقاء حزب العمال في العراق بطلب من طهران ضد قسد وأمريكا

بقاء حزب العمال في العراق بطلب من طهران ضد قسد وأمريكا

نشر في: 20 سبتمبر, 2023: 10:59 م

 بغداد/ تميم الحسن

انتهت تقريبا التهديدات الايرانية باجتياح شمالي العراق لملاحقة الاحزاب المعارضة هناك بعد اعلان بغداد ابعاد تلك الجماعات عن الحدود على ضوء الاتفاق الاخير مع طهران، لكن لماذا لاتعمم هذه التجربة على حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا لتنتهي معه عمليات القصف المستمرة والعمليات البرية؟

وفي احدث هجوم نسبته بغداد الى انقرة، تسبب بمقتل 3 عناصر وجرح 3 اخرين من جهاز مكافحة الارهاب في كردستان، نفذ بطائرة مسيرة على مطار عربت، وهو مطار زراعي في السليمانية يستخدم للطائرات الخاصة برش المبيدات الزراعية.

وجرى هذا الحادث غداة اعلان بغداد تنفيذ الاتفاق الامني المشترك (بين العراق وإيران)، واخلاء مقرات المعارضة الايرانية المتواجدة قرب الحدود بين البلدين، وبشكل نهائي.

وقصفت طهران العام الماضي أكثر من مرة مواقع لمجموعات معارضة كردية إيرانية، تتهمها بالمشاركة في الحراك الاحتجاجي الذي هز إيران إثر وفاة الكردية الايرانية مهسا أميني في 2022، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق.

وفي مقابلة مع (المدى) قالت مصادر مقربة من الاطار التنسيقي ان "المعارضة الايرانية قرب الحدود كانت تثير القلق في طهران على عكس حزب العمال الكردستاني الذي تستخدمه الجمهورية الاسلامية كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة وقوات قسد في سوريا المدعومة من واشنطن".

وترجع قصة الاحزاب المعارضة التركية والإيرانية الى الثمانينيات من القرن الماضي، حين لجأت تلك الجماعات الى العراق.

لكن في عام 1992، تعهدت الاحزاب الايرانية، بحسب مسؤولين كرد، الى حكومة كردستان بالابتعاد عن الحدود ولم تقم بأي عمليات عسكرية على عكس حزب العمال.

وعند اندلاع احتجاجات ايران الاخيرة، وفق اقوال نفس المسؤولين، لم تتدخل تلك الاحزاب المعارضة بالمشهد والتزمت الحياد.

وعقب الهجوم الاوسع الذي شنته ايران العام الماضي، على مقرات تلك الاحزاب في كردستان، هددت طهران باجتياح بري مالم تقم بغداد بعمليات نزع سلاح المعارضة.

وعلى ما يقوله المسؤولون الكرد، ان اغلب تلك الاحزاب لاتملك فصائل مسلحة، واماكن تواجدهم تخضع لمراقبة الامم المتحدة باعتبارهم لاجئين.

لكن المسؤولين يتحدثون عن دور وحيد تقوم به مجموعة تعرف باسم "البيجاك" التي تقول طهران بان اعدادهم تتراوح بين 1000 الى 1200 بين سوريا والعراق، وتتهم بتنفيذ هجمات داخل الجمهورية الاسلامية.

ويعتقد ان هذا الفصيل، وفق معلومات كردية، لديه تعاون مع طهران، حيث يقوم بهجمات داخل ايران لاعطاء مبرر للاخيرة للهجوم على كردستان.

وفي اخر المطاف كانت الجمهورية الاسلامية قد منحت العراق مهلة حتى منتصف ايلول الحالي لنزع سلاح تلك الجماعات قبل ان تكرر الهجمات و"بشدة" هذه المرة، بحسب بيان عسكري ايراني.

ومع اعلان بغداد نقل تلك الجماعات الى مناطق بعيدة عن الحدود، دون الكشف عن المقرات، يتوقع ان تلاقي هذه المجموعة مصير مجاهدي خلق التي خرجت اخر دفعة من العراق في 2016 الى البانيا.

وسكت الاطار التنسيقي خلال الازمة مع الاحزاب المعارضة الايرانية حتى اضطر العام الماضي، على اثر القصف الذي نفذته الجمهورية الاسلامية والضغط الشعبي، ان يوافق على عقد جلسة في البرلمان لمناقشة الهجمات الايرانية لأول مرة بعد 2003.

ثم جرى تخفيف هدف الجلسة الى "انتهاكات إيران وتركيا" ثم الى تسمية جديدة للجلسة "حفظ السيادة" وتحولت بالنهاية الى جلسة سرية.

وفي الجلسة المغلقة تمت اضافة فقرة "الانتهاكات الكويتية" الى قائمة الدول السابقة، بحسب ما تسرب حينها من كواليس الجلسة التي انتهت بنقاشات عامة.

في ذلك الوقت كان اسماعيل قاآني قائد فليق القدس الايراني متواجدا في بغداد، وهي مصادفة غريبة ان يتواجد قائد فيلق القدس مرة اخرى قبل ايام مع إعلان بغداد تنفيذ الاتفاقية الامنية مع طهران.

آنذاك كانت الخارجية العراقية قد ادانت قصف إيران كردستان بالصواريخ، فيما وصفت طهران الهجوم بانه ضد "جماعات انفصالية إرهابية".

وعلى الجانب الاخر فان قضية ملاحقة تركيا لحزب العمال الكردستاني قد دخلت في متغيرين كبير الاول في 2015، حين كان العراق يبدأ اول حملاته العسكرية ضد "داعش".

في ذلك العام تم الكشف عن معسكر تركي قرب بعشيقة، كان يفترض بانه لمدربين اتراك لقوات محلية هناك، لكن كان الغريب انه تم تعزيزه بمدرعات.

والان تركيا تمتلك 7 آلاف جندي وضابط يتغلغلون بعمق 100 كم داخل الأراضي العراقية ولديهم 11 قاعدة عسكرية و19 معسكرا.

والمتغير الثاني هو نزول حزب العمال الكردستاني من جبل قنديل في كردستان في 2019 لادارة مدينة سنجار، شمال الموصل.

وحتى الان القوات العراقية غير موجودة في المدينة وانما على الاطراف، وتسيطر نوعين من الجماعات على سنجار، واحدة تابعة لحزب العمال والثانية قريبة من الحشد.

ويؤكد المصدر القريب من الاطار التنسيقي ان "حزب العمال شريك لبعض الفصائل لذلك لا يمكن ان يتم استنساخ تجربة ابعاد المعارضة الايرانية على المعارضة التركية".

وعن مواقف "الاطار" امام جمهوره من الهجمات التركية المتكررة، يشير المصدر الى ان التحالف الشيعي "سيبقى يندد ويستنكر لحين حدوث متغير دولي جديد".

وينتظر الاطار التنسيقي وصول ايران والولايات المتحدة الى اتفاق، حينذاك سوف تحصل بغداد على اوراق ضغط جديدة قد تواجه بها انقرة.

وانتقد قادة الاطار التنسيقي الهجوم التركي الاخير على مطار عربت، فيما قال الناطق العسكري للحكومة يحيى رسول إن "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار".

ونددت بعثة الأمم المتحدة في العراق كذلك بالهجوم، معتبرة أنه "لا بد من معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية، وليس من خلال الضربات".

بدوره, يقول الباحث والمراقب للشأن السياسي وائل الركابي ان "اي تدخل ايراني او تركي او اي دول اخرى سواء عسكريا او سياسيا في العراق مرفوض".

واضاف الركابي وهو عضو المرصد الوطني للاعلام في مقابلة مع (المدى): "يجب ان يتم نزع سلاح الجماعات التركية المعارضة كما حدث مع الاحزاب الايرانية".

وبين ان "الدستور لا يسمح بان يكون العراق منطلقا للعدوان ضد جيرانه ولا بعمل الجماعات العسكرية المسلحة".

ودعا الركابي، بغداد الى امتلاك ادوات ضغط مثل الورقة الاقتصادية، للتفاوض مع انقرة لحسم قضية حزب العمال وملف المياه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الهجمات الجديدة على عين الأسد
سياسية

الهجمات الجديدة على عين الأسد "بلا توقيع".. ما الهدف والانسحاب الأمريكي وشيك؟!

بغداد/ تميم الحسنبدأت عمليات استهداف جديدة على القواعد الامريكية "بلا راعي رسمي" حتى الان، في وقت تشهد قضية انسحاب قوات التحالف من العراق التباساً شديداً.يوم الخميس، كان هناك هجوم بعدة صواريخ على معسكر عين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram