رياض النعماني
الى الناقد حاتم الصكر
الحاضر جدار أسود، لانهائي..، دائري
ليل كأنه الأبد.. تخطى
حدود الارض الى الرعشات القصية في الروح.
أين أمضي بهذا الرماد؟
وهذه الفجيعة؟
والقتلى امام آبائهم، وأبنائهم يملأون الطرقات ومداخل المدن
والبيوت.
القاع بظلماته وماءه الاسود، وكائناته طفى
فطغى
وغطى الأرض فأغرقها
بالنواح
والعويل
وطين المتوسلين
ان يكونوا مسوخا.. اشباحا هائمة في الفراغ، ذاهبة نحو اللاشئ، وماضي النسيان احتفاء بالكراهية،
وصمت قبور دالت،
ليس لها من الحياة سوى موت يضاعف الظلام.
أي عالم جديد هذا؟
كأن الوجود أصم
أبكم
مقعد
السواد هو كل شئ
أعلام على السطوح
ثياب للناس، والاطفال
وطين على الرأس يغطي الهواء والأفق والطرقات
أين تمضي ببصيرتك ايها الرائي؟
الناس أخلاط اقوام وأعمار عجيب
تخوض المسافات ليست بحثا عن المعنى، او الخلاص
بل عشقا أعمى، ورغبة في تحقق الخرافة
كيف أحمل هذا الركام، وانا بقية منه،
وبقايا
أين تمضي بنا جثة هذا الماضي الميت، والعتمة
وانعدام السؤال.
الروح انهزمت،
والعنف إله ٌ جديد، لا يطيق البوذا وتقديسه لضوء الوردة الذي يعانق ضوء الروح.
إنها ما بعد الحداثة.. بوارج
وصواريخ تأتي عابرة أرض الله دائرة بين الازقة بحثا عن زهرة في زاوية غرفة،
او كائن تقتله في آخرة
البيت،
انهزم الضوء،
وبياض الفطرة
والحلم
والله الذي في أعماق الكائن،
الابناء يُقتلون امام أمهاتهم، والقلب الذي يحلم بالحب،
وبالأغنية التي تغيّر الغدَ
وتجعله شرفاتٍ،
وأرجوحة لأميرة القلب
الغارقة بالندى ورغبة كونية في اطلاق جدران المسارح، واضاءتها بالرؤى المُلهمة.
أرى العنف يخترع كثيرا
ويبني كثيرا ليهدم العالم
ويعمم الخراب.
أكل هذا السلاح، والذرة
أكل هذه المجازر والحروب
أكل هذا أُعد لفناء الضمير؟
وضوء تفتّح زهرة في الطريق،
أو زاوية منسية
او باب قديم يشرعها عطرها لنهار جديد.. أعلى جمالا، وأعلى
الى هذا الحد
يخشى العنف قوة الجمال.