متابعة / المدى
تضم محافظة بابل، التي تقع جنوب العاصمة العراقية بغداد، 32 ألف دار سكنية عشوائية، وفق المسح الأخير الذي أجري على المحافظة.
وظهرت مناطق العشوائيات للمرة الأولى في أطراف مدن العراق، ثم انتقلت إلى وسطها، وانتشرت بكثافة في الأحياء والأزقة، وبات العديد من المواطنين يتسابقون على أية قطعة أرض خالية ومتروكة من أجل نصب بيوت لهم يعتبرونها مؤقتة في مرحلة أولى، ثم يمكثون فيها بشكل دائم، ما تسبب في تشوّهات عمرانية في غالبية المدن، وخلق مشكلات في مجالات مختلفة.
ويستعمل مصطلح العشوائيات في العراق للدلالة على كل بناء مخالف للقانون، يشيّد على أراضٍ تملك الدولة بعضها، وأخرى زراعية قد تكون غير صالحة أصلاً لتنفيذ مشاريع بناء.
مدير التخطيط في محافظة بابل، خالد الصالحي، قال ان "الدور العشوائية حسب المسح الاخير الذي بدأ العمل به قبل سنتين يبلغ عددها نحو 32 الف وحدة سكنية"، مبيناً ان "عملية المسح تستغرق وقتاً قبل التوصل الى النتائج".
واشار خالد الصالحي الى انه "في 2016 اجرينا المسح، وظهر العدد في وقتها نحو 25 الف وحدة سكنية عشوائية".
بحسب التقديرات لعام 2023، فإن تعداد سكان محافظة بابل يبلغ مليونين و348 الف نسمة، ومعدل النمو السكاني فيها نحو 2.5%.
بشأن عدد التجمعات التي تضم هذه الدور السكنية، أوضح مدير التخطيط في محافظة بابل ان عددها يبلغ نحو 238 تجمعاً.
أما بخصوص الحلول الواجب اتخاذها للتقليل او الحد من انتشار الدور العشوائية، ذكر خالد الصالحي ان "هنالك مجموعة من الحلول، مثل سياسة الاسكان الوطنية التي يجب ان تطبق عبر عدة محاور"، عازياً التأخر في ذلك الى "سوء الادارة السكنية".
ولفت الى ان "المحافظة متأخرة كثيراً بسبب عدم فرز الاراضي، وبحسب رأي البلدية فانها تتطلب استملاكات، علماً أن البعض منها هي أملاك خاصة"، منوهاً الى "عدم وجود مواد بناء مدعومة من قبل الدولة، وعدم وجود تحرك ستراتيجي لحل هذه المشكلة".
وذكر خالد الصالحي ان "مدينة الجنائن التي من المقرر ان تضم 38 الف وحدة سكنية، تمت المصادقة عليها من قبل وزارة الاعمار والاسكان"، داعياً الى بيع الوحدات السكنية الى المواطنين بالاقساط.
مدير التخطيط في محافظة بابل، شدد على "ضرورة أن تنسجم المشاريع السكنية مع معايير البناء الحضرية، والتي يجب منحها الى شركات استثمارية لتوفير الخدمات لها"، متسائلاً: "كيف يتم توفير الخدمات لهذه الوحدات السكنية في وقت لا تحتوي الاحياء السكنية على الخدمات".
تعد محافظة بغداد الأعلى من ناحية التجمعات العشوائية بأكثر من 1000 تجمع سكاني، والتي تشكل نسبة 23% من مجموعها في العراق والبالغة 4679 تجمعاً.
تليها محافظة البصرة بواقع 715 تجمعاً، ومحافظة النجف والبالغة عددها فيها 89 تجمعاً عشوائياً، ثم محافظة المثنى.
عدد سكان هذه التجمعات العشوائية في العراق يقارب 3 ملايين و725 ألف نسمة، وتقع النسبة الأكبر منهم في محافظة بغداد بواقع 846 ألف نسمة، وفقاً لوزارة التخطيط.