ثائر صالح

نشر موقع "باخ تراك" المتخصص بالموسيقى نتائج استفتاء أجراه عن أفضل الفرق الموسيقية العالمية وأفضل قادة الأوركسترا، شارك فيه 15 ناقداً من 11 بلد، اختار كل منهم عشرة أسماء.

النقاد هم محررو صحف معروفة منها فرانكفورتر آلغماينة (مجلة الأحد) التايمز، الأوبزرفر، لو سوار البلجيكية، لا ستامبا الإيطالية، الفيغارو الفرنسية، نيويوركر، لوس أنجلس تايمز.

وبينما عجز بعض النقاد عن اختيار لائحة بعشر فرق فعمدوا إلى وضع لائحتين منحها المنظمون نفس الوزن في حساب النتائج النهائية، لم يشترك النقاد من صحيفة نيويورك تايمز بسبب سياسة الصحيفة التي تمنع محرريها من الإشتراك في استفتاءات خارجية كهذا الاستفتاء.

لكن ما هو الأساس الذى بنى النقاد عليه اختيارهم؟ تعددت الوسائل، فهناك من يرى في التلاحم الداخلي لأعضاء الفرق معياراً أساسياً، وآخر يضع شروطاً متعددة مثل الحفاظ على تقاليد الأوركسترا في الصوت وتمتلك أداء منسجماً عند أي ديناميكية صوتية، والقدرة على التأقلم مع الخصائص الصوتية للقاعات المختلفة بسرعة، وللعازفين شخصيات قوية مميزة في الأقسام الرئيسية للأوركسترا والقدرة على إثبات كل هذا في ريبرتوار (تراث) واسع يتضمن الأوبرا والكونسرت وموسيقى الحجرة على السواء. وتذكر إحدى الناقدات الخليط المعقد لعدد من العناصر التي بنت عليها خيارها: الجذور التاريخية والحداثة، قوة الجماعة والمهارات الفردية، التمتع بصوت خاص متميز والقدرة على التأقلم، يصاحب كل هذا اتساقٌ واعٍ وسياسة إدارية وفنية متفتحة.

أجرت باخ تراك أول استفتاء في العام 2015، حصدت فيه فرق الألمانية خمسة مراتب من المراتب العشر. ثم مرت ثمانية أعوام قبل إجراء الإستفتاء الحالي الذي حافظت فيه فرقة برلين الفيلهارمونية على المرتبة الأولى بأغلبية أصوات مريحة، بينما انخفض عدد الفرق الألمانية إلى ثلاث فقط (برلين الفيلهارمونية والراديو البافاري وجيفاندهاوس لايبزيج)، إلى جانب ثلاث فرق أميركية (شيكاغو وكليفلاند ولوس أنجلس)، وفرقة فيينا الفيلهارمونية والكونسرتخباو الهولندية ولندن السيمفونية وبودابست الاحتفالية. بعد هذا ليس من الصعب معرفة قادة الأوركسترا الذين وصلوا قائمة العشرة، فالكثير منهم على رأس واحدة من فرق النخبة: كيريل بترنكو (برلين الفيلهارمونية)، سايمون راتل (لندن، وقبلها برلين الفيلهارمونية) والسويدي هربرت بلومستت (96 سنة، قاد الكثير من الفرق آخرها الجيفاندهاوس)، أنتونيو بابانو (أوبرا لندن الملكية)، أيسا-بَكّا سالونن (سان فرانسسكو) إيفان فيشر (بودابست الاحتفالية)، ريكاردو موتي (شيكاغو السيمفونية)، يانيك نيزيه-سيغان (المتروبوليتان وفرقة فيلادلفيا)، كلاوس ميكالا (27 سنة، يعمل مع فرقة أوسلو واوركسترا باريس والكونسرتخباو) أخيرا الألماني كريستيان تِيلَمان (دريسدن).

تبقى هذه الاستطلاعات محدودة الأهمية رغم سعة العينة (15 ناقد معروف)، لأنها تعتمد بشكل كبير على التسويق والعلاقات العامة، فالفرق المذكورة هي أشهر الفرق وأكثرها إمكانية مالية وتبذل الكثير من أجل الدعاية بالتالي ستقع في دائرة الاهتمام دون شك، بينما توجد فرق أخرى يقودها قادة لا يقلون أهمية تعمل وتنجز إنجازات كبيرة بدون ضجيج. وربما كان من الأفضل نشر كل الأسماء التي اختارها النقاد، لأن المفاضلة لم تقم على أسس ومعايير موحدة، مثلما أشار إليه النقاد أنفسهم.