بغداد – 964 - حسام السراي
دار الشؤون الثقافية العامة، إحدى مؤسسات وزارة الثقافة التي تأسست العام 1975 باسم دار آفاق عربية، تحاول منذ سنتين تقريباً أن تصوغ شكلاً جديداً لحضورها في المشهد الثقافي عبر منشورات ومطبوعات دورية، مع توجه واضح لطباعة الأعمال الكاملة لشعراء وكتاب رواد لهم اسهامات بارزة في تاريخ الثقافة العراقية.
عن عمل الدار ومشاريعها الحالية، حاورت شبكة 964 مديرها الشاعر عارف الساعدي:
– بماذا تنشغل دار الشؤون الثقافية حالياً؟
– الدار شركة عامة وهي تمويل ذاتي، عليها أن تعين نفسها بنفسها، فموازنات الدولة تدخل وتخرج وهذه المؤسسة لا يدخل لها فلس واحد من تلك الموازنات، لذلك فالخطط التي نعمل عليها باتجاهين الأول ثقافي وهو كيف ننمي فكرة الطباعة: طباعة الأعمال الكاملة لرواد الثقافة العراقية والمعاصرين أيضاً وكيف نعيد الثقة بالكتاب الورقي من خلال جودة الطباعة ونوعية الكتاب ووصوله للشرائح المستهدفة في الأمر.
أما الاتجاه الثاني فهو تنميتها اقتصاديا من خلال العمل التجاري وهو طباعة الأعمال التجارية لدوائر الدولة لكي تعيننا على سد مصاريف المؤسسة.
– ما أبرز إنجازات الدار خلال العامين الماضيين؟
– تمكنت الدار من استعادة عافيتها من خلال توسيع خطة النشر؛ حيث كانت تطبع سنويا ٤٥ كتابا فقط، وهذا الرقم بصراحة أقل من حجم خارطة الثقافة العراقية والعربية وسمعة الدار العريقة، لذلك وسعنا هذه الخطة حتى وصلنا هذا العام إلى ما يعادل ١٢٠ كتابا، أما المجلات المهمة فقد استحدثنا هدية عدد مع أغلب أعداد المجلات مع "الأقلام" و"المورد" و"التراث الشعبي"، كما استحدثنا مجلة خاصة بالعلوم الاجتماعية وهي مجلة "لمحات"، وأعدنا العمل بجائزة دار الشؤون الثقافية وطبعنا الأعمال الفائزة بالتعاون مع كلية دجلة، فضلاً عن العمل المهم وهو حضور المؤسسة عربيا؛ حيث دأبت الدار على المشاركة في معظم معارض النشر العربية.
– هل يمكن للدار أن تكون أكثر من مؤسسة للنشر؟
– نعم يمكنها ذلك خصوصاً إذا ما عرفنا أن عنوان الدار اسمه دار الشؤون الثقافية أي كل ما يتعلق بالشأن الثقافي والأدبي والفني فبإمكاننا إقامة مهرجانات أدبية وثقافية وحفلات توقيع كتاب وهذا ما درجنا عليه، فلا يخلو شهر من الأشهر إلا وكان لهذه المؤسسة مؤتمر أو ندوة ثقافية تخص الشأن الثقافي، منها مؤتمر خاص عن المكتبات العامة في العراق ومؤتمر عن دور النشر الأهلية وندوات ثقافية متنوعة.
– راضون عن مستوى المتابعة لمنشورات الدار وحضورها بين القراء؟
– بالتأكيد غير راضين عن مستوى المتابعة لمنشورات الدار وهذا مرتبط بفكرة التسويق، فما زلنا أسرى الطريقة التقليدية في تسويق كتبنا عبر منافذها المعتادة فيما العالم يتطور تقنياً والكترونياً في قضية التسويق، وهذا الأمر يعود إلى طبيعة الموظف ومناخ عمله المقولب والجاهز الذي يبدأ ببصمة وينتهي ببصمة فيما يحتاج التسويق الى فكر خارج الصندوق والتفكير خارج صندوق الإدارة التقليدية يصطدم بحائط طويل وعريض اسمه التعليمات والقوانين التي تضبط عمل الموظف ولكنها للأسف تعليمات تحد كثيراً من روح المبادرة والريادة والتجدد.