واسط/ جبار بچاي
هناك، في أحد الأحياء السكنية بناحية واسط التابعة الى محافظة واسط والتي تعرف بمنطقة الكيلو 29 يقع منزل التشكيلية زينب خان التي أخذت غرفة منه جعلتها مرسماً لها تمارس فيه إبداعها الذي راح ينمو ويتطور ابتداء من الهواية ثم الاحتراف.
انطلقت زينب بجرأة من هناك رغم الأعراف والتقاليد الاجتماعية الراسخة، ورافقت تلك الجرأة ثقة عالية بالنفس الى جانب دعم وتشجيع الأهل والأقارب والجيران وغيرهم ممن اعتبروها إنموذجاً للمرأة العراقية المبدعة، وتتسم تلك الجرأة بإصرارها على إبراز جماليات المرأة في لوحاتها.
تحرص الشابة زينب على رسم لوحات (البور تريه) وغالباً ما تختار شخصيات عامة معروفة على مختلف المستويات سيما الشخصيات الثقافية والفنية، وتزدحم جدران مرسمها بلوحات لتلك الشخصيات أمثال الموسيقار نصير شمه وفيروز ومظفر النواب ومحمود درويش وأم كلثوم الى جانب عشرات الشخصيات الواسطية من تربويين وإعلاميين كان لهم دور في دعمها وتشجيعها وصقل موهبتها.
تقول زينب خان، وهي معلمة للتربية الفنية في إحدى مدارس المحافظة "بدايتي في الرسم كانت بمرحلة الطفولة وبتأثير من أخي الكبير، إذ كان يمارس الرسم كهاوٍ لكنني سبقته فيما بعد وأكملت دراستي في معهد الفنون الجميلة عند بداية تأسيسه عام 2013 وتخصصت بهذا المجال".
وتضيف "مرسمي هادئ جداً وبسيط يتمثل بغرفة ومساحة جانبية، يحتوي على عدد من اللوحات الفنية المتمثلة بـ(البورتريه) لعدد غير قليل من الشخصيات العامة وغيرها مع مجموعة من التمرينات والقطع النحتية التي سبق وأنجزتها عندما كنت طالبة؛ وهذا المرسم الصغير له تأثير إيجابي بالنسبة لعائلتي باستثناء روائح النفط والتربنتين المحببة لي والمزعجة لغيري، أفراد عائلتي يستمتعون بالنظر ومشاهدة لوحاتي ويشاركونني آراءهم أيضاً وهذا يدفعني بقوة نحو الأمام".
وأكدت أن "دراستها في معهد الفنون الجميلة كان لها تأثير كبير في تنمية قدرتها من خلال وجود أساتذة وفنانين متمكنين تأثرت بهم خاصة أستاذي في مادة التصميم والرسم بسام الخناق، وفي مادة الخط الاستاذ صادق التميمي، وفي مادة الموسيقى الأستاذ علي حسين جابر؛ فمن هنا كانت انطلاقتي وبعدها كان للنشاط المدرسي الدعم الأكبر المتمثل بمديره الأستاذ أكرم رشيد العنزي، والاستاذ علي ناظم الموسوي".
وقالت إن "اهتماماتي كثيرة في التصميم الغرافيكي فهو تخصصي الدقيق، وبتصميم الأزياء والنحت إلى جانب الرسم وفيه أنتمي للمدرسة الواقعية، وأجد نفسي في المدرسة الرومانسية، أكثر المواضيع التي تستهويني برسم اللوحات المرأة والـ(بورتريه) بشكل عام، فأنا استخدم الألوان الزيتية والتخطيط بقلم الرصاص".
وعن مشاركاتها تقول: "شاركت في المهرجان السنوي لمعهد الفنون الجميلة في الأعوام 2015 الى 2017، وأيضاً في كرنفالات الإبداع السنوي في النشاط المدرسي، وأقمت معرضين مشتركين في الكوت تحت اسم شروع (١) وبعدها شروع (٢)".
وعبرت عن سعادتها بوجود دعم معنوي كبير لفئة النساء تحديداً في هذا المجال، والرؤية المجتمعية في تطور ملموس مما يسهم في رفع الإبداع والاستمرار به.
وكشفت عن أن "لديها مشروعا تطمح لتطويره لكن انشغالها في التعليم ربما يؤثر عليه لبعض الوقت، والمشروع يتمثل بافتتاح غالري خاص بها متمثلا على أرض الواقع بعد أن انطلق في العالم الافتراضي". كما قالت "اطمح أيضاً لإكمال دراستي في كلية الفنون الجميلة".
ويقول أحد مدرسيها في المعهد، بسام الخنّاق وهو من المبدعين بمجالي الرسم والتصميم إن "زينب جاءت الى المعهد ومعها خامة إبداعية واضحة وكانت حريصة على التعلم والاستفادة من الملاحظات، وسرعان ما كشفت رسوماتها عن تلك القدرة الإبداعية".
مضيفاً أن "الفنانة زينب خان إنموذج للمرأة العراقية المبدعة، تمتلك وعياً ثقافيا وفهما عميقا للمدلولات الفنية مع جرأة واضحة في الاختيارات وثقة بالنفس، وكل ذلك جعلها أن تكون واحدة من أهم التشكيليات الواسطيّات المبدعات".