اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > طهران تطالب بغداد بتسليم لاجئين إيرانيين بحجة المعارضة

طهران تطالب بغداد بتسليم لاجئين إيرانيين بحجة المعارضة

نشر في: 3 أكتوبر, 2023: 10:38 م

 بغداد/ تميم الحسن

قبل اسبوعين اعلنت بغداد تنفيذ الاتفاق الامني مع ايران الخاص بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الايرانية وابعادها عن الحدود. لكن ايران بالمقابل غير راضية حتى الان عن وتيرة العمل بالاتفاقية من الجانب العراقي وتطالب بالمزيد.

الجمهورية الاسلامية ترى ان بغداد "تماطل" في تسليم بعض المطلوبين من تلك الاحزاب الى طهران رغم تصنيفهم كلاجئين.

كما ان هناك تضارب في المعلومات حول سحب الاسلحة من المعارضة الكردية، وطلب طردهم نهائيا من الاراضي العراقية.

وكانت ايران قد اوشكت على شن هجوم بري واسع في شهر ايلول الماضي داخل العراق، قبل ان تعلن بغداد تنفيذ خطوات لاضعاف المعارضة الكردية.

وقصفت طهران العام الماضي أكثر من مرة مواقع لمجموعات معارضة كردية إيرانية في الاراضي العراقية. وتتهم طهران تلك الجماعات بالمشاركة في الحراك الاحتجاجي الذي هز إيران إثر وفاة الكردية الايرانية مهسا أميني في 2022، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق.

وتخشى طهران ان يتصاعد مستوى تدخل الاحزاب المعارضة المتواجدة في العراق منذ اكثر من 40 عاما كما جرى مؤخرا في العاصمة التركية انقرة.

وتركيا ايضا تحاول منذ سنوات انتزاع اعتراف من العراق بان حزب العمال الكردستاني المعارض لانقرة والمتواجد في المناطق الحدودية "منظمة ارهابية". وأول امس نفذت تركيا غارات على مواقع الجماعات المعارضة في العراق على اثر هجوم انتحاري شنه مسلحون الاحد الماضي، على مجمع حكومي وسط العاصمة انقرة.

واعلن مقربون من حزب العمال المعروف بـ"بي كي كي" مسؤولية الاخير عن الهجوم الاول من نوعه في تركيا منذ 2016.

وكان متوقعا عقب الاتفاق العراقي- الايراني ان يجري استنساخه مع تركيا بخصوص ابعاد حزب العمال عن الشريط الحدودي.

لكن طهران التي تضغط على العراق للحصول على مكاسب اكبر في قضية المعارضة الكردية كان لها دور في منع التفاهم مع تركيا.

وتشك اطراف سياسية في العراق بـ"السيناريو الايراني" حول تحميل الاحزاب الكردية مسؤولية حدوث الاحتجاجات في طهران.

وتعتقد بان مايجري هو ضمن "الضغوطات" التي تمارسها طهران على بغداد بسبب الملف النووي.

وامس اكد مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي التزام بغداد بـ"تنفيذ الاتفاقية" خلال زيارته لطهران، وهي ثاني زيارة يقوم بها مسؤول عراقي رفيع الى ايران منذ بدأ سريان الاتفاقية.

وقال الاعرجي خلال لقائه مع نظيره الإيراني علي أكبر أحمديان ان "العراق ماض بتنفيذ كافة فقرات الاتفاق الأمني المشترك مع ايران".

واضاف مستشار الامن القومي ان: "النتائج المتحققة بعد الاتفاق الأمني لم تحصل منذ العام 1991". وطالب الاعرجي الجانب الايراني وفق بيان صدر عن مكتب الاول بـ"احاطة المسؤولين الإيرانيين للجانب العراقي فيما لو استجدت أية تطورات، ليتم اتخاذ اللازم".

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال يوم الاثنين انه "حسب تقديراتنا فقد نفذ (العراق) أجزاء من الاتفاقية ولم ينفذ أجزاء أخرى منها".

ويوم الاحد الماضي، اعلنت العمليات المشتركة نصب 12 نقطة حدودية مع إيران تنفيذاً للاتفاق الأمني. ووقعت طهران وبغداد اتفاقية بمهلة 6 أشهر في بغداد يوم 19 آذار الماضي، في حفل حضره رئيس الوزراء محمد السوداني.

وعلى اثر الاتفاق سافر وزير الخارجية فؤاد حسين، إلى طهران يوم 13 أيلول الماضي.

وقال حسين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، إن الأحزاب الكردية المتمركزة في كردستان سيتم نقلها إلى "مخيم" للاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه، أكد حسين أن "أدبيات التهديد بالقصف والهجوم العسكري" لا ينبغي أن تستخدم لحل القضايا بين البلدين.

وأضاف وزير الخارجية: "نحتاج إلى ضمانة من إيران بأنها لن تستخدم لغة الهجوم والعنف".

وبعد 4 أيام من هذا اللقاء، أعلنت مصادر كردية استكمال نقل الجماعات الكردية المعارضة للنظام الإيراني من المناطق القريبة من الحدود الإيرانية في إقليم كردستان.

وافادت مصادر شيعية مطلعة لـ(المدى) بان "العراق نفذ كل الالتزامات لكن هناك بعض الجزئيات المتعلقة بتسليم مطلوبين بموجب مذكرات قبض ايرانية".

واكدت المصادر ان الحكومة ملتزمة بالاتفاقيات الدولية باعتبار المعارضة الكردية "لاجئين" ولا تريد الاساءة لسمعة العراق.

وكانت اطراف كردية قد اشارت الى ان تلك الاحزاب تشرف عليها الامم المتحدة، فيما شددت على انها (المعارضة الايرانية) ملتزمة منذ سنوات بعدم التدخل بالشأن الايراني.

لكن المصادر الشيعية تشير الى ان اعداد المعارضة الايرانية في العراق "نحو 20 الف عنصر" ولذلك فان عملية تفكيك المعسكرات ستحتاج للمزيد من الوقت.

وتقع مقرات تلك الاحزاب على بعد 40 كم عن الحدود الايرانية "وبعض الجماعات مازالت متواجدة في مناطق وعرة يصعب على العراق اكتشافها".

وتستخدم تلك الجماعات، بحسب المصادر، "طرقا غير موجودة على الخرائط للتنقل والتسلل الى ايران".

ولاتزال هناك تضارب في المعلومات حول سلاح تلك الجماعات، حيث تقول المصادر الشيعية بان العراق "بدأ بسحب الاسلحة الخفيفة والثقيلة بشكل تدريجي وان العمل مستمر".

لكن مصادر كردية تقول بان الاحزاب المعارضة اغلبها "غير مسلحة" باستثناء مجموعة تعرف باسم "البيجاك" التي تقول طهران بان اعدادهم تتراوح بين 1000 الى 1200 بين سوريا والعراق، وتتهم بتنفيذ هجمات داخل الجمهورية الاسلامية.

ويعتقد ان هذا الفصيل، وفق معلومات كردية، لديه تعاون مع طهران، حيث يقوم بهجمات داخل ايران لإعطاء مبرر للأخيرة للهجوم على كردستان.

وضمن التسريبات ان طهران "رافضة ابعاد تلك الجماعات في معسكرات داخل العراق وانما تريد طردهم الى الخارج" اسوة بمجاهدي خلق الذين نقلوا الى البانيا بشكل تدريجي من 2013 الى 2016.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram