 المدى/ افنان مدحت

تفشل وزارة التربية عامٍ تلو عام، بالالتزام بتنفيذ وعودها ومسؤولياتها في توفير الكتب المنهجية، ويمثل العام الدراسي الذي بدأ قبل اسبوعين معاناة لأهالي الطلبة في الحصول على الكتب لأبنائهم،

خاصةً من ذوي الدخل المحدود حيث أن توفيرها بشكل مجاني لجميع الطلبة واجب على وزارة التربية، واستمرار الطلبة في شرائها لا يعكس سوى تدني مستوى التعليم في البلاد.

كتب ممزقة

تقول رحمة مهدي، الطالبة في الصف الرابع الإعدادي في حديث لـ(المدى)، إن "مدرستي لم تسلمنا كتب لأي مواد، وقالوا لنا بالحرف (دبروا نفسكم) بالقراءة عبر التيلغرام او شراء الكتب المستنسخة، دون ذكر اي موعد لتوفير الكتب" .

من جانبه، يقول الطالب كرار مصطفى، الخامس الإبتدائي، عبر (المدى)، إن "الكتب التي تسلمتها من مدرستي ناقصة متهالكة، اما عن كتب الانكليزي والعلوم التي لم أستلمها قالوا إنها غير متوفرة".

طباعة الكتب

"توفير الكتب أصبح واجباً على الأهالي وعبئا على ذوي الدخل المحدود منهم"

هذا ما تحدث به أبو أبراهيم وهو أب لأربعة اطفال بمراحل دراسية مختلفة.

ويكمل حديثه، ان "ابنائي لم يستلموا كتبا كاملة وإدارة المدارس تستمر في طلب التحضيرات منهم واستنساخ الكتب.

ويتساءل عبر (المدى): "كيف استطيع تأمين مصاريف استنساخ لأربعة اطفال؟، وأين الأموال التي تخصصها الدولة للتعليم ولطباعة الكتب؟" .

في السياق ذاته، يقول (ع.س) وهو احد بائعي الكتب المنهجية المستنسخة في شارع المتنبي، إن "الكتب التي نوفرها للبيع تأتينا بطباعة من إيران وهي أشبه بالكتب المنهجية من دون أي فرق، بالإضافة إلى الكتب المستنسخة بالأسود والأبيض".

ويؤكد، "إقبال الأهالي بشكل اضطراري كبير على شراء الكتب المستنسخة لعدم توفرها في المدارس". ويتابع، "إننا في شارع المتنبي، نحاول بيع الكتب المدرسية بسعر مناسب يتراوح من خمسة آلاف الى سبعة آلاف"، (بحسب قوله).

غسل اليدين

"ذكرونا بأيام الحصار"، هذا ما وصفت بهِ أم داليا الكتب التي استلمتها إبنتها في الصف الثاني متوسط، حيث قالت لـ (المدى) بأنها "كتب متهالكة ومتسخة حيث اضطررت الى غسل يدي بعد لمسها".

وتكمل حديثها بأن "هذه الكتب التي استلمتها ابنتي ذكرتني بأيام الحصار عندما نبحث في المخازن عن كتب صالحة للاستعمال والدراسة، على الاقل الدولة معذورة في أيام الحصار، اما الآن فما عذرهم!؟".

من جانبه، يقول التدريسي والناشط في مجال التعليم أيوب حسن لـ(المدى)، إن "الكتب المستعملة وإن كانت لسنة واحدة فهي تؤثر بشكل كبير على نفسية الطلبة بل وتصنع فجوة بينهم وبين من يحصلون على كتب جديدة من أقرانهم، لا سيما وأن المناهج التربوية سنوياً معرضة للحذف في بعض المواضيع، مما يضطر الطالب إلى الحذف وطي بعض الصفحات وتحويل كتابه إلى ما هو أشبه بالخريطة" . ويؤكد أن "سيناريو تأخير استلام الكتب وعدم توفرها سيتكرر سنوياً"، عازياً إلى أن "الوزارة تدمج الميزانية الخاصة للمناهج وطباعتها مع ميزانية الوزارة التشغيلية، مما يجعلها في تأخر سنوي مستمر لانتظار الميزانية العامة" .

ويرى الناشط في مجال التعليم، أن "ما يحصل من تأخير في عمليات توزيع واستلام الكتب يؤثر بنسبة 95% سلباً على منظومة التعليم لأن تأخرها يعني تأخير الدوام شهرا كاملا، اي غياب شهر كامل من الخطة السنوية وما يلحقه من دفع وتقليل في سير العملية الدراسية وتأخيرات في مواعيد الامتحانات ما يؤدي الى انخفاض جودة التعليم بشكل واضح".

مناهج pdf

وحاول مراسل (المدى)، التواصل مع المتحدث الرسمي لوزارة التربية، لأجل إيضاح بعض المسائل المتعلقة بأسباب تأخير طباعة المناهج وسؤاله عن سبب تكرار هذه الاخفاقات، الا ان المتحدث لم يبد أي تعاون مع وسائل الإعلام.

وقالت عضوة لجنة التربية النيابية، زليخة الياس، في حديث سابق لـ(المدى)، إن "هناك تلكؤاً واضحاً في طباعة الكتب المدرسية، ومن المفترض ان تتم طباعة الكتب التي تحتوي على تغييرات وتنقيح في المنهج الدراسي الى جميع الطلبة".

من جانبها، أعلنت وزارة التربية، إطلاق المناهج الدراسية بشكل الكتروني.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، كريم السيد، في حديث متلفز، أن "الوزارة طرحت المناهج الدراسية عبر موقعها الرسمي، بصيغة الـPDF، وستكون متاحة امام الطالب بصورة مجانية".