 ترجمة / حامد أحمد

خلال مشاركته في مؤتمر مكافحة المخدرات الذي عقد في إقليم كردستان الاحد قال القنصل العام للولايات المتحدة في أربيل، مارك سترو، إن الولايات المتحدة قلقة من الانتشار السريع لمادة الكبتاغون المخدرة والاتجار بها وتعاطيها على نحو كبير في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا العراق وكذلك في منطقة الإقليم.

وقال سترو خلال حديثه في المؤتمر، الذي نظمته حكومة إقليم كردستان بحضور رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني وكذلك وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، انه على الرغم من ان هذه المادة غير موجودة او معروفة في الولايات المتحدة "فإننا قلقون من تأثيرات مادة الكبتاغون والمواد المخدرة الأخرى على الصحة والاقتصاد والحياة الاجتماعية للسكان عبر الشرق الأوسط وخصوصا هنا في العراق وإقليم كردستان".

وسلط سترو الضوء على جهود بلده لدعم العراق في مساعيه لمكافحة الاتجار بالمخدرات وذلك من خلال كبح شبكات التهريب الرئيسية والتي وصفها بالخطوط الأولية لانتاج وتهريب مادة الكبتاغون، مشيرا الى أنه غالبا ما تتواجد في الأردن ولبنان وان بلاده تقوم بدعم هذين البلدين ضمن جهود مكافحة التجارة غير الشرعية لهذه المادة.

من جانبه اكد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، على جهود حكومته في مكافحة المخدرات التي قال بان تهديداتها مشابهة لتهديد الإرهاب، داعيا الى ستراتيجية دولية مشتركة لمكافحة ما وصفه بالداء.

وقال ان هناك مجاميع مسلحة تعتبر جزءا من شبكات الاتجار بالمخدرات تستغل وجود ثغرات امنية في مناطق متنازع عليها لتهريب هذه المواد.

في حين ذكر وزير الداخلية عبد الامير الشمري، ان المخدرات تعد واحدة من اخطر المشكلات التي تهدد كيان الدولة العراقية، مؤكدا على ضرورة التعاون مع إقليم كردستان "في مهمة مشتركة لوضع حلول ناجعة ومواجهة واحدة من اخطر المشكلات التي بدأت تعترض طريقنا وهي آفة المخدرات".

وكان من ضمن الحضور دبلوماسيون اتراك وايرانيون، التي غالبا ما تشير التقارير الى ان بلديهما يعتبران نقاط عبور لتهريب هذه المواد المخدرة، وقد سلطا الضوء أيضا على الجهود التي تبذل في كل من تركيا وايران لمكافحة تهديدات تجارة المخدرات وتعاطيها.

اغلب المواد المخدرة تدخل العراق عن طريق التهريب، حبوب الكبتاغون مصدر تهريبها الرئيسي من سوريا، اما مادة الحشيشة والمواد والحبوب المخدرة الأخرى فتأتي من ايران وتركيا. وقد اكد وزير الداخلية الشمري على ضرورة ضبط الحدود والمعابر من اجل كبح مصادر التهريب.

يذكر ان غالبية متعاطي ومدمني المخدرات هم ممن تتراوح اعمارهم ما بين 20 الى 30 عاما، وتعتبر حالات الفقر والبطالة من المسببات التي تدفع الشباب لتعاطي هذه المواد المخدرة.

وتشير التقارير الطبية الى ان استخدام هذه الحبوب المخدرة "الكبتاغون" يؤدي الى مشاكل صحية مختلفة بضمنها ارتفاع ضغط الدم والهلوسة وتشوش الرؤية وفقدان السيطرة والاضطراب النفسي، وهي اعراض شائعة لمتعاطي هذه الحبوب.في تموز الماضي كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية عن عثور قوات الامن العراقية ولأول مرة على مختبر لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة في محافظة المثنى. واعلن العراق العام الماضي عن مصادرته لاكبر كمية من الحبوب المخدرة وقدرت بأكثر من 6 ملايين حبة. فريق الامم المتحدة في العراق UNCT يلعب دورا جوهريا بدعم الحكومة في جهود مكافحتها لتهريب المخدرات، وبشمولها على اكثر من 23 وكالة تابعة للأمم المتحدة، فان هذا الفريق ومن خلال صندوق مخصص وبرامج، متعهد بمساعدة العراق لتحقيق الهدف المرجو بالتنمية المستدامة وذلك بحلول العام 2030.مع ذلك ، فبغض النظر عن مخاطر المخدرات، فان النمو السريع لعدد سكان العراق هو مشكلة أخرى تتطلب توفير احتياجات. وتقوم الحكومة من جانبها بالمضي في إصلاحات رئيسية واصلاحات مالية وتبني موازنات فيدرالية كبيرة لمواجهة تحديات. حيث تعاني البلاد أيضا من شحة في المياه وهو تهديد يلوح في الأفق تسبب بنزوح اعداد من العوائل الريفية خصوصا في المحافظات الجنوبية تاركين أراضيهم الزراعية والانتقال الى مراكز المدن.

المعركة ضد المخدرات لم تنته بعد في العراق ولكن رسالة المؤتمر تدعو لتضامن دولي بهذا الخصوص للوصول الى الهدف المنشود بكبح هذه التجارة غير الشرعية.

• عن موقع BNN news وموقع K24