ذي قار / حسين العامل
اعلنت دائرة صحة ذي قار عن اقامة فعاليات توعوية حول الاصابات بسرطان الثدي، وذلك ضمن نشاطات شهر التحدي الذي اطلقته منظمة الصحة العالمية لغرض التوعية المجتمعية بمخاطر المرض المذكور وطرق الكشف المبكر عنه.
وشهد مستشفى الناصرية للقلب ندوة توعوية حول سرطان الثدي نظمتها شعبة شؤون التمريض في دائرة صحة ذي قار وحضرها عدد من الملاكات التمريضية.
وقالت مسؤولة التعليم المستمر براق يعقوب خلال مشاركتها في الندوة إن "مستشفى الناصرية للقلب اقام ندوة علمية حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالتنسيق مع دائرة صحة ذي قار"، مبينة ان "الندوة تهدف لنشر الوعي المجتمعي حول مخاطر المرض وطرق الكشف المبكر عنه".
وتجد يعقوب ان "الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي من شأنه ان يوفر حماية افضل من المرض".
وبدوره قال المدرب في دائرة صحة ذي قار محمد سالم ان "الندوة التي اقامتها شعبة شؤون التمريض للملاكات الطبية العاملة في مركز الناصرية للقلب تدخل ضمن فعاليات شهر التحدي الذي اطلقته منظمة الصحة العالمية للتوعية بمخاطر سرطان الثدي"، مبينا ان "اقامة المزيد من الندوات والورشات التوعوية يهدف لرفع وعي الملاكات الطبية والتمريضية حول مخاطر هذا المرض وتحفيزهم لنشر الوعي المجتمعي في هذا المجال".
وشدد على اهمية حث النساء على الفحص الذاتي من اجل الكشف المبكر والوقاية من مخاطر المرض وسرعة الشفاء منه عبر معالجته في الوقت المناسب.
ويُفعَّل شهرُ تشرين الثاني/أكتوبر كاملًا من كل عام للتوعية بسرطان الثدي منذ عام 2006م. وذلك لتوعية المجتمع، -خاصة النساء- بعوامل الخطورة التي تزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي ومشاركة المعلومات حوله بالإضافة لتوفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به.
والشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي هي مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في تشرين الثاني/أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي شعارا لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي. كما يتم عمل حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.
ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعا في العالم، وتُقدِّر الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن هناك أكثر من 2.26 مليون حالة جديدة من سرطان الثدي، وحوالي 685000 حالة وفاة بسبب سرطان الثدي في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2020م احتل سرطان الثدي المرتبة الخامسة بين الأسباب الأكثر شيوعا للوفاة بالسرطان بشكل عام.
وكان أطباء وباحثون عراقيون، كشفوا مؤخراً عن "ارتفاع ملحوظ" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة الجنوبية من العراق، وبينوا أن مرض السرطان هو واحد من أخطر ثلاثة أمراض تؤدي إلى الوفاة في المنطقة.
يشار الى ان لجنة الصحة والبيئة في ذي قار، كشفت في (كانون الأول 2018)، عن تزايد الإصابات بسرطان الثدي بين نساء المحافظة، وعزت ذلك إلى الحروب وما رافقها من تلوث بيئي وإشعاعي وتلوث المياه ونوعية الأغذية والحالة النفسية للمريض وطبيعة معيشته.
فيما حذر مسؤولون ومواطنون في ذي قار في منتصف ايلول من العام الحالي من مخاطر ارتفاع الاصابات بالسرطان، داعين رئيس مجلس الوزراء لتشكيل لجنة وزارية موسعة للكشف عن الاسباب وتقديم دعم اكبر للمصابين بالأمراض المزمنة. يأتي ذلك في وقت كشف فيه مركز ذي قار التخصصي للأورام المعني بمعالجة الامراض السرطانية عن استقبال ما بين 80 الى 120 مريضا يومياً.
فيما تشير مصادر اخرى الى اعداد كبيرة من المرضى تلجأ الى العلاج في مستشفيات اخرى خارج المحافظة او في خارج البلاد.
وكشف مصدر مطلع في دائرة صحة ذي قار يوم (24 نيسان 2019) عن تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف حالة وفاة بسبب أمراض السرطان في محافظة ذي قار خلال خمسة أعوام، مبينا في تصريحات صحفية أن عدد حالات الوفاة المسجلة في المحافظة في المدة من بداية عام 2013 وحتى نهاية عام 2017 بلغت 3172 حالة وفاة. فيما اعلنت دائرة صحة ذي قار (مطلع عام 2019) عن تسجيل 4 آلاف حالة إصابة بمرض السرطان في مختلف مناطق محافظة ذي قار من بينها 749 إصابة جديدة خلال عام 2018.
وكانت دراسات ميدانية أعدها عدد من الباحثين في جامعة ذي قار خلال الاعوام الاخيرة قد كشفت عن زيادة "مقلقة" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في محافظة ذي قار حيث قال عميد كلية الطب الدكتور مؤيد ناجي الموسوي، في حينها، إن الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين في المحافظة أظهرت وجود زيادة مطردة ومقلقة بنسبة الأمراض السرطانية المسجلة في الدوائر الصحية المتخصصة وبمختلف الفئات العمرية مقارنة بباقي المحافظات.
وكانت محافظة ذي قار، شهدت سلسلة من العمليات الحربية والقصف الجوي خلال سنوات الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988) وحرب الخليج الثانية (1991) وعملية الاجتياح العسكري الأميركي للعراق سنة 2003 حيث استخدمت قوات التحالف الدولي شتى أنواع الأسلحة والقذائف، لاسيما القنابل العنقودية والصواريخ التي يدخل اليورانيوم المستنفد في تركيبها، التي تعد مخلفاتها من مصادر التلوث الإشعاعي في المحافظة.
وكان رئيس لجنة الصحة النيابية ماجد شنكالي اواخر ايار 2023 ذكر في تصريحات صحافية، أن "كل المحافظات العراقية تعاني من نقص حاد بأدوية معالجة الامراض السرطانية ومعالجة الامراض المزمنة"، مردفاً: "لا نستطيع وفق الاموال المخصصة توفير أكثر من 35% من هذه الادوية".