اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > كلير بيريست في روايتها الجديدة..كيف يمكن تدمير الشخص الذي اخترنا أن نقضي معه حياتنا؟

كلير بيريست في روايتها الجديدة..كيف يمكن تدمير الشخص الذي اخترنا أن نقضي معه حياتنا؟

نشر في: 29 أكتوبر, 2023: 09:43 م

ترجمةعدوية الهلالي

بعد روايتها الحائزة على الجائزة الكبرى لقراء مجلة (أيل) لعام 2020والمخصصة للحب الأسطوري للفنانة فريدا كاهلو ودييغو ريفيرا، ورواية (غابرييل) الحائزة على الجائزة الكبرى لمجلة مدام فيجارو لعام 2018،

والتي شاركت في كتابتها أختها آن بيريست صدرت للروائية كلير بيريست روايتها الجديدة (سمك الشعرة) عن دار نشر البان ميشيل والتي تتناول قصة زوجين يبدوان عاديين إذ يعمل إتيان وفيف في دار نشر وجمعية ثقافية، ويعيشان حياة هادئة، تتخللها الاحتفاليات والنزهات مع الأصدقاء، حياة ممتعة على الرغم من ميزانيتهما المحدودة. ولاشيء يشير إلى أن إتيان سيقتل زوجته بعد ثلاثة أيام..ومع بدء العد التنازلي، تتفحص الروائية بدقة متناهية الطريق الذي يقود الرجل نحو ما لا يمكن إصلاحه. وقد أجرت مجلة مدام فيغارو حوارا مع المؤلفة كلير بيريست جاء فيه

*ما الذي دفعك لكتابة هذه الرواية التي قد يعتقد البعض أنها مستوحاة من خبر ما؟

- لدي شغف بالأخبار،وعندما كنت طفلة، كنت أجمعها، وأبحث عن الحقائق في القضايا الكبرى وعن القتلة المتسلسلين. وكما هو الحال مع فريدا كاهلو، انتظرت لفترة قبل أن أستثمرالخبر في عملي كروائية. وتشكل فكرة التأرجح أيضًا، جنبًا إلى جنب مع الزوجين،أحد الموضوعات المتكررة في كتبي. لكن في فعل القتل الزوجي، هناك مساحة من الظلام، خاصة بين مرتكبيها الذين ليس لديهم تاريخ من العنف، وهو ما أردت الاقتراب منه قدر الإمكان. نحن لسنا هنا في سياق العنف المنزلي، حيث يظهر الأزواج الوحشية مرارا وتكرارا، وفي يوم من الأيام يبالغون في فعل ذلك. بل إن رواية (سمك الشعرة)تروي قصة رجل لم يضرب زوجته مطلقا لكن الامر انتهى بقتلها

*هل اعتمدت على وثائق؟

قرأت العديد من روايات الجرائم ومن خلال متابعتي للمحاكمات في المحاكم، لاحظت أن بعض المتهمين يمكن أن يكثروا من الإسهاب عندما يقولون إن الأمر يتعلق برواية قصصهم فهم يستحضرون طفولتهم أو حياتهم اليومية، لكن كلماتهم تتفكك بمجرد استجوابهم عن الجريمة نفسها. ويحاول فيلم "سمك الشعرة" أن يضع يده على الحقائق.

*وكيف بنيت شخصيات هذا الزوجين؟

الزوجان هو هذا الكيان الثالث المكون من فردين يصبحان واحدًا ويخلقان صوتًا ثالثًا، دون أن نعرف بعد ما إذا كانا سيصنعان منه فرحًا أو قفصًا أو ألمًا... كان علي أن أفهم من هما هاتان الروحان اللتان كان لهما أن يلتقيا ويحبا بعضهما البعض بعمق. لأن ما لا يمكن تصوره موجود: كيف ينتهي بنا الأمر إلى تدمير الشخص الذي اخترناه، أكثر من عائلته أو أصدقائه، لقضاء بقية حياتنا معًا؟ الشيء الجميل في الزوجين هو أننا نتحمل، بالمعنى الجيد للكلمة، على مدى عقود، التحولات التي يمر بها كل منهما، لأننا لم نعد نفس الشخص أبدًا في سن 20 أو 30 أو 40 عامًا… لقد كان إتيان وفيف معًا لمدة عشر سنوات بعدها يتم اكتشاف اختلافات بينهما، فنادرًا ما تحدث جرائم القتل الزوجي في السنوات الأولى. ومن المفارقة أن مصطلح جريمة عاطفية يتعلق بالمدى الطويل. وسنعلم من الفقرة الثانية أن إتيان سيقتل فيف.

*لماذا اخترت الإعلان عن ذلك بهذه السرعة؟

كنت أرغب في بناء آلة جهنمية، لكنني لم أرغب في إثارة تشويق مروع حيث يتساءل القارئ عما إذا كان اتيان سيفعلها أم لا. أنا أحب روايات الإثارة، ولكن هنا كان أسلوب القراءة مختلفًا: فهو لن يفلت من العقاب، ونحن نعرف ذلك في الصفحة الأولى، وقد تم وضع الإطار وبعده يبدأ الأدب. لقد سمح لي هذا بالتفكير في بناء يعتمد توتره على تنفس الشخصيات، وكأن مجموعة من قطع الدومينو تسقط فوق بعضها البعض. لماذا هذا الرجل الذي يستيقظ صباح يوم الاثنين ينتهي به الأمر إلى تدمير كل شيء؟ يتعلق الأمر بعدد لا حصر له من الأشياء الصغيرة – مشاكل مالية، اعتراف، إذلال، كلمة تقال في الوقت الخطأ – ومأساة القتل الزوجي هي أنه كان سيتطلب تفصيلاً واحدًا فقط.. البعض يسميه حدثا والبعض الآخر يدعوه القدر..

*وبالتالي فإن اندلاع العنف يمكن أن يكون ببساطة نتيجة لظروف جزئية إضافية؟

-هؤلاء الرجال – إحصائيًا، هم رجال بشكل عام – لم يتعمدوا أي شيء. إنهم يستحوذون على "سلاح الفرصة"، وينغمسون في نشوة قاتلة يمكن أن تؤدي إلى المبالغة - ثلاثين، أربعين، خمسين طعنة.. وكأن ألم الحرمان قد استحوذ على هؤلاء الرجال كالشيطان.

*هل يمكننا القول أنه بعد استكشاف ما هو استثنائي (مع شخصيات مثل فريدا كاهلو أو غابرييل دوبوفيه)، أصبحت الآن متعلقة بالعادي... والذي تبين أنه ليس كذلك؟

-الروايات بالنسبة لي هي طرق للتشكيك بعمق في الحياة الطبيعية: أنت وأنا والجميع. لكن في بعض الأحيان يتعين علي أن أسلك مسارات ملتوية - ما أذهلني في غابرييل وفريدا هو بقايا حياتهما الطبيعية، إذا جاز التعبير، وهو ما يربطنا جميعًا. فريدا التي ترغب في إنجاب طفل ولا تستطيع، فريدا سئمت حب دييغو الذي جعلها تعاني لأنه غير مخلص، فريدا التي ترسم لأنها تتألم بسبب حادث... لقد تتبعت هؤلاء النساء وما يصدر عنهن من الإيماءات اليومية الصغيرة لمواجهة حياة فظيعة ومثيرة، مهما كان الزمن الذي يعشنه. أردت أن أبحث عن العادي في هؤلاء النساء الاستثنائيات، تمامًا كما أردت أن أجد في تفاهة إتيان المفرطة ما هو استثنائي: إنهما وجهان لعملة واحدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram