اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > تغريدة مزيفة للصدر تربك بغداد.. وواشنطن تبدأ بالرد على الفصائل

تغريدة مزيفة للصدر تربك بغداد.. وواشنطن تبدأ بالرد على الفصائل

نشر في: 30 أكتوبر, 2023: 10:33 م

 بغداد/ تميم الحسن

فجر امس، كادت بغداد تشهد تصعيداً غير مسبوق على اثر انتشار بيان لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (ظهر فيما بعد بانه مزور)، تضمن اجراءات ضد السفارة الامريكية.

وسارعت السلطات عقب البيان الى اغلاق الطريق المؤدي الى المنطقة الخضراء، قبل ان تعيد افتتاحه بعد ذلك بوقت قصير.

وتزامن الحدث مع انباء تعرض احد الفصائل العراقية المتورطة بقصف القواعد الامريكية، الى هجوم قرب الحدود العراقية- السورية.

ويبدو هذا الهجوم بداية "الرد الامريكي" الذي يعتقد سياسيون بانه قد يتوسع ويستهدف في مرحلة مقبلة تصفيات جسدية لقادة فصائل.

ومرت الان اكثر من 3 ايام على دعوة الصدر الحكومة والبرلمان للتصويت على غلق السفارة الامريكية، في وقت رد فيه المتحدث باسم الحكومة على الصدر واعتبر القرار بانه "تدمير للعراق".

ونشر صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، تغريدة عقب تصريحات الحكومة، طالب فيها الحكومة بالاستقالة، وانصار التيار بـ"الاضراب العام".

وكانت التغريدة التي نفاها بعد ذلك وقال بانها "مزورة"، قد دعت ايضا الى التظاهر امام السفارة الامريكية، بسبب تجاهل مطالب زعيم التيار.

وقبل نفي التغريدة، قامت القوات الامنية باغلاق جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الامريكية، ثم اعيد افتتاحه بعد نحو ساعة. ويظهر ما جرى ارتباك الحكومة والاطار التنسيقي، الذي التزم الاخير الصمت على دعوة الصدر، حيث يترقب الجميع الخطوة المقبلة لزعيم التيار.

وقال باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة، في مقابلة مع قناة تابعة لعصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي ان "قرار مثل غلق السفارة الأمريكية لن يؤثر فقط على اتفاقية الإطار الستراتيجي إنما سيؤدي إلى دمار العراق بسبب أهمية السفارة الأمريكية في الوجود الدولي في العراق".

وامس، بدأ جمع أكثر من 40 توقيعا نيابيا لإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد وطرد السفيرة من العراق، بحسب طلب لرئيس حركة امتداد علاء الركابي.

وبحسب وثيقة، نشرت على عدد من المواقع الاخبارية، فقد تضمنت طلباً للنائب الركابي وعدد من النواب بعقد جلسة استثنائية من اجل القضية الفلسطينية وغلق السفارة الامريكية وطرد السفيرة وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الدول الداعمة للكيان الصهيوني.

وكان الصدر قد هدد بأخذ "موقف اخر" لم يكشف عنه حتى الان، اذا لم يتفاعل البرلمان والحكومة مع مطالبه باغلاق السفارة.

وكان انصار الصدر قد احرقوا في تموز الماضي، السفارة السويدية في وسط بغداد، على خلفية احراق العراقي اللاجئ في السويد سلوان موميكا نسخة من المصحف، قبل ان تغلق السفارة بشكل كامل.

واضاف المتحدث باسم الحكومة على قناة العصائب، ان "القرار الذي اتخذته الحكومة بغلق السفارة السويدية في العراق أدى إلى قلق دولي حيث وصلتنا مطالب من مختلف السفارات بوجوب حفظ البعثات الدبلوماسية من الاعتداءات المتكررة عليها".

وكان جمهور ومدونون مقربون من الاطار الشيعي، رفضوا في وقت سابق التفاعل مع دعوة الصدر، خوفا من التعرض الى الاستهداف من الولايات المتحدة.

ويمر "الاطار" في ازمة وخصومة منذ اكثر من اسبوعين على خلفية قرار الحكومة بملاحقة مطلقي الصواريخ على القواعد الامريكية.

وجاء هذا القرار عقب اتصالات مسؤولين أمريكيين رفيعين برئيس الحكومة محمد السوداني، وبدء واشنطن اجلاء العاملين بالسفارة في بغداد.

وفجر امس، اشارت معلومات الى احتمال تعرض مواقع لكتائب سيد الشهداء- احد فصائل الحشد- الى القصف في منطقة البو كمال السورية والقريبة من الحدود العراقية.

وكانت قاعدة الشدادي في سوريا قد تعرضت الى هجوم اكثر من مرة، فيما تتهم واشنطن فصائل عراقية بالوقوف وراء تلك الهجمات.

والكتائب كانت قد نفذت قبل اسبوعين، بحسب منصات الكترونية قريبة من الفصائل، "مناورة بالذخيرة الحية" في عدد من مناطق العراق تحت اسم "لبيك يا اقصى".

الهجوم الاخير على الكتائب، حدث عقب ساعات من الاعلان عن لقاء جمع وفد من حركة حماس مع قيس الخزعلي زعيم العصائب لأول مرة في بغداد.

وقال مكتب الخزعلي في بيان إن الاخير "استقبل في مكتبه ببغداد، وفداً من حركة حماس، ضمّ القيادي في الحركة أسامة حمدان، ومحمد الحافي عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية".

واضاف أنه "جرى خلال اللقاء استعراض أهم التطورات التي يشهدها قطاع غزّة، وصمود المقاومة، واستبسال رجالها في التصدّي لأعنف هجمة يقوم بها كيان الاحتلال الغاصب".

وأكّد الشيخ الخزعلي، "موقفَ العراق عموماً، وفصائل المقاومة خصوصاً، الثابتَ تجاه القضايا المصيرية للأُمة الإسلامية، التي أبرزها القضية الفلسطينية".

وكان الخزعلي قد أعلن بعد ساعات من تنفيذ حماس هجومها على اسرائيل في 7 تشرين الاول الماضي، بانه "يدرس الوضع في غزة.. مستعدين غير متفرجين".

بالمقابل فانه وفق بيان منسوب لوفد حماس الذي زار العراق، فقد اشاد فيه بموقف المرجع الديني علي السيستاني ورئيس الوزراء الداعمين لـ"القضية الفلسطينية".

الى ذلك قال السياسي المعروف مثال الالوسي ان زعيم التيار الصدري "يعتقد ان الوضع السياسي للاطار وحكومته هش جدا، لذا يدفع بكل ما لديه ليثبت قدرته في الساحة السياسية والشيعية قبل حدوث متغيرات قد تجري بعد الانتخابات المحلية اذا جرت في موعدها".

واضاف الالوسي في مقابلة مع (المدى) متحدثا عن مطالب الصدر باغلاق السفارة الامريكية "لكني اعتقد ان تكتيكات السيد مقتدى الصدر لا تخدم الصدريين مستقبلا، فهي لا تكسب الود الدبلوماسي لدعم دول حليفة للعراق"، متمنيا منه (الصدر) "مراجعة سياسته الاخيرة واخذ مواقف براغماتية بدلا من التصعيدية".

وعن سيناريوهات ما بعد عمليات قصف الفصائل للقواعد الامريكية بداخل العراق وخارجه، يذكر الالوسي وجود موقفين لإيران والفصائل التابعة لها احدهما صريح والاخر تحت الطاولة، مبينا ان "هناك رسائل تخرج من مكونات الاطار التنسيقي تطلب من أمريكا عدم الصدام وان لا تكون طرفا محسوبا على ما يجري في غزة".

ويصف الالوسي وهو نائب سابق، الخطابات الشيعية الاخيرة ضد اسرائيل بانها "مناورات كلامية لا تجدي اي نفع، كما ان عمليات القصف ضد القواعد لا قيمة عسكرية لها وستبدأ الولايات او بدأت الان بالرد".

كما يتحدث الالوسي عن انتهاء "الضمانات الامريكية الشفاهية الى العراق بعدم مواجهة تلك الفصائل.. هذه التعهدات كانت ظرفية ومحددة بمواقف معنية".

ويقول ايضا بانه وعدد من العراقيين الذين لديهم تواصل مع الادارة الامريكية والدول الاوربية "تحاول ابعاد العراق عن الحرب، لكن الارض في العراق هشة، وقد نخسر التسليح الامريكي وحماية الدولار وايرادات النفط".

كما يكرر الالوسي ما قاله سابقا بان "هناك تحقيقا جادا في وصول الدولار من العراق الى حماس، وتدريب ايران لحماس في جرف الصخر، جنوب بغداد، اذا ثبت هذا فانه ستكون هناك تصفيات جسدية لمن خطط ونفذ وساعد ما جرى في 7 اكتوبر".

ويحذر الالوسي وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الحكومة من ان "الحرب في غزة ستتسع وعلى الحكومة تأمين خزين مالي وغذائي، وان تسرع في فتح انبوب النفط مع تركيا لان هناك معلومات عن احتمال حدوث ارتباك في مضيق هرمز مما سيؤدي الى تعطل ببيع النفط".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram