 ترجمة / حامد أحمد

أشار خبراء في الطاقة ومشاركون آخرون في ندوة نظمها المجلس الأطلسي للبحوث والدراسات الدولية في واشنطن الى ان حالات الجفاف الحاد والتلوث والانبعاثات الكربونية المترتبة على حرق الغاز قد اعاقت خدمات بلدية مع تبعات صحية أخرى في العراق، مؤكدين ان زيادة التركيز على تحقيق انتاج مستدام للنفط والغاز وتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي وتقليص احراقه في آبار النفط سيكون له الأثر الايجابي الكبير في السنوات القادمة.

وقال، مجيد جعفر، المدير التنفيذي لشركة نفط الهلال الإماراتية خلال جلسة مؤتمر المبادرة العراقية للمجلس الأطلسي في دورتها الثانية المنعقدة في واشنطن إن حالة التلوث التي تزداد سوءا في العراق وانبعاثات غاز الكربون لهما تأثير كبير على البلاد، ولكن مع تزايد الاهتمام الحكومي بتسخير موارد الغاز الطبيعي للبلاد واستخدامها بكفاءة اكثر فان ذلك يعِد بتحسين الأوضاع على نحو كبير.

وأضاف المدير التنفيذي لشركة الهلال، التي وقعت ثلاثة عقود مع العراق لتطوير ثلاثة حقول للنفط والغاز في البلد والتي تم تفعيلها منتصف الشهر الماضي، بان القطاع الخاص وبالمساهمة مع الحكومة، سيلعب دورا مهما في تشجيع ثقافة الاستمرارية في انشطتهم الاقتصادية وتحقيق تغيير مؤثر.

وذكر المشاركون في ندوة المجلس الاطلسي التي عقدت تحت عنوان (موازنة المشاركة الدولية والنمو المحلي: مستقبل العراق في مشهد يدعو للتطور) والتي دعت لتسليط الضوء على جهود العراق لمواجهة ومعالجة تحديات بيئية وإيجاد سبل لحلها، بانه من الممكن الان ملاحظة تغيرات إيجابية تحدث في العراق بسعيه لتطوير موارد الغاز الطبيعي ليحل محل الوقود النفطي والديزل المستخدم حاليا في محطات توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة الى جهود لتجميع ومعالجة الغاز المصاحب الصادر من عمليات الإنتاج النفطي في الحقول والتقليل من نسب حرقه.

وقال المدير التنفيذي جعفر، مخاطبا الحضور "العراق يواجه التحدي العالمي لتبعات التغير المناخي، ولكنه بالإضافة الى ذلك يواجه عددا من مشاكل محلية معينة بضمنها شحة المياه ومشكلة التلوث في الهواء والأرض والماء التي يجب متابعتها وحلها".

ومضى بالقول "نحن متفائلون جدا بان نرى حكومة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، تتعامل مع قضية الغاز الطبيعي كأولوية، خصوصا فيما يتعلق بتوليد الطاقة الكهربائية والنمو الاقتصادي والتنمية".

وشهدت الجلسة التي نظمها المجلس الأطلسي حضور السفير العراقي السابق لدى واشنطن، فريد ياسين، والذي يشغل حاليا منصب مبعوث جمهورية العراق للمناخ، وكذلك أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في معهد ماساتشوستس البروفيسور، الفاتح الطاهر، وكذلك وزيرة البيئة العراقية السابقة، مشكاة المؤمن. وبحثت لجنة المناقشين في ستراتيجيات التخفيف من آثار ارتفاع درجات الحرارة وإيجاد الحلول لها وكذلك شحة الموارد المائية والحوادث الجوية المتطرفة التي تهدد الإنتاج الاقتصادي للبلاد، ومشاكل تجهيزات الطاقة الكهربائية والامن الغذائي الناجم عن حدوث حالات نزوح لمزارعين بسبب التغير المناخي، فضلا عن الاضرار التي لحقت بالتراث الطبيعي والثقافي التي شهدتها منطقة الاهوار بسبب الجفاف.

وسلط السفير فريد ياسين الضوء على ان العراق لديه تركيز متجدد على معالجة مشاكل التغير المناخي وسيحل ضيفا ضمن اعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ، كوب 28، التي ستعقد في دبي معبرا عن التزامه بهذا التعهد. ورحب المشاركون في الندوة بمبادرة دولة الامارات في استضافة ملتقى اعمال COP 28 الدولي لتغير المناخ والذي سيكون فرصة مهمة للعراق وبلدان إقليمية أخرى لتعزيز التعاون وتحقيق تقدم في إجراءات وسبل معالجة تغير المناخ.

وأشار المشاركون في الندوة الى ان اغلب اجراءات التحسينات البيئية من الممكن تحقيقها عبر الشراكة ما بين القطاع الخاص والعام. واكد المدير التنفيذي لشركة الهلال انه من الضروري معالجة وإدارة جميع هذه التحديات ويجب ان يكون التركيز على بناء قدرات مؤسساتية لتحقيق ذلك. وان القطاع الخاص له مهمة في هذا الامر من خلال جلب افضل المعالجات الدولية وغرس ثقافة الصحة والسلامة والوعي البيئي أيضا. ثم يتوجب على الحكومة ان تراجع وتنقح القوانين المتعلقة بهذه الأمور وتفعيلها.

• عن المجلس الأطلسي للبحوث