د. أثير ناظم الجاسور
منذ اليوم الاول من الازمة المعقدة التي تشكلت على خلفية الصراع المستمر بين اصحاب الارض الفلسطينيين والكيان الصهيوني المحتل والتوقعات تُشير إلى نسب الدمار الذي سيحل بالفلسطينيين من جراء عملية الطوفان التي جاءت عكس المنتظر خصوصاً في الحال الذي يعيشه العرب من انقسام بشكل عام والداخل الفلسطيني بشكل خاص،
والتوقعات جاءت وفق ما كان منتظر دمار وقتل دون تمييز واستهداف لمرافق مدنية وصحية ومباني وأحياء سكنية سوت بالأرض فضلاً عن تشريد المئات خارج منازلهم، على الارض بدأت المشاريع الداعية لإيجاد وطن جديد للنازحين وطن مختلف بمقاييسه ومناخه واجواءه تم رسمه وفق الظرف والمتطلب والمعيار الصهيوني، كل شيء على أرض غزة دمار لا لون غير لون الدم واختلطت رائحة البارود برائحة الموت لتنتقل إلى حدث مأساوي لون السواد طاغٍ على كل التفاصيل، على الارض ذكرى تستعيد لونها الغامق عُزل لا نصير لهم لا سند عربي غير الباحثين عن فرصة لإيجاد حل يبعد عنهم غضب شعوبهم ولا تحالف دولي ولا حتى قرار أممي كل المعطيات تُشير إلى أنهم في مرمى الصواريخ الذكية التي تغذيها المساعدات الامريكية والغربية، لا يختلف اثنان على ان الاحداث تسير ضمن حدود النتائج الموضوعة من قبل الكيان الصهيوني وحلفائه الداعمين له.
أما تحت الارض الوضع مختلف تماماً فتكتيكات المقاومين الفلسطينيين قلبت حسابات الكيان الصهيوني من خلال قد نسميها حرب الانفاق التي تظهر كل يوم القدرة على الاستمرار وفق الية مختلفة لم تكن محسوبة، فغزة وفق التنبؤات الصهيونية مشيدة على مدينة اخرى سيما وأنها منطلق الهجمات على قوات الكيان وتمركزه في الجبهات التي بالضرورة ستكون مفتوحة وغير متكافئة فمقاتلي حماس يتبعون كل التكتيكات الخاصة بحرب العصابات ضمن الامكانيات المتوفرة مقابل جيش بمعداته الثقيلة والمتوسطة وطيرانه واقماره الصناعية (الامريكية) التي فقدت القدرة على اكتشاف الانفاق والممرات، تحت الارض الفلسطينية الكثير من الاحداث القادمة والتحركات التي بالضرورة لا تسر العدو لكن تبقى مسالة المطاولة هي الاهم في هذه الحرب المفتوحة حتى وان انتهت في الايام القادمة لكنها مفتوحة الزمان والمكان، فالشغل الشاغل للكيان المحتجزين من الاسرائيليين ومزدوجي الجنسية، وحتى الهدنة التي قد تكون مشروطة ومؤقتة إلا انها تحمل الملف الاكبر المشار اليه المحتجزين هنا قد تلعب المقاومة الفلسطينية لعبتها والمطالبة بالمعتقلين الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني.
تحت الارض جملة من الاتفاقات والحوارات التي تعمل على ديمومة الحرب والاستهداف المباشر والموجع لقوات الكيان الصهيوني، ستدخل على خط المواجهة قوى متعددة بالدعم المباشر وغير المباشر وواضح ذلك من خلال دخول العراق (الفصائل) واليمن وكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واضحة من خلال قراءة ما بين الاسطر، ستأخذ هذه الحرب مسارات مغايرة وتكنيك مختلف بالنسبة للجبهات التي ستفتح لمحاربة الكيان، تحت الارض شعوباً ستلعب دور بالضغط على حكوماتها، ستدخل على الخط الحكومات الغربية والولايات المتحدة لإنقاذ ما تبقى من كيان هذا الكيان، فعادلة الدمار والخراب فوق أرض غزة هو مسرح لتراجيديا معكوسة على مستقبل كيان يواجه اكبر ازمة منذ تحوله لكن هذه المرة من تحت الارض.