اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > الإطار يطلب الدعم من الشركاء قبل تحول العراق إلى ساحة اشتباك وقطع إمدادات الدولار

الإطار يطلب الدعم من الشركاء قبل تحول العراق إلى ساحة اشتباك وقطع إمدادات الدولار

نشر في: 8 نوفمبر, 2023: 11:54 م

 بغداد/ تميم الحسن

اخيرا قرر الاطار التنسيقي اشراك حلفائه فيما بات يعرف بـ"ازمة المعسكرات"، وعقد اول اجتماع لـ"ائتلاف ادارة الدولة" منذ نحو شهر. ويبدو أن "الاطار" بدأ يستشعر الخطر بعد زيارة وزير الخارجية الامريكي الى بغداد، والرسائل المخيبة للآمال التي جاءت بعد ذلك من طهران.

وصارح محمد السوداني، رئيس الحكومة تحالفه وباقي القوى السياسية في الاجتماع الاخير بـ"سيناريوهات مقلقة" قد تحدث لاحقاُ. وتفشل بغداد منذ نحو شهر، في ضبط ايقاع الفصائل التي تستمر في قصف المعسكرات التي تتواجد فيها القوات الامريكية.

 

وفي اخر إحصائية لوزارة الدفاع الامريكية، افادت بحدوث 40 هجوما على قواتها في العراق وسوريا منذ منتصف الشهر الماضي.

واول امس، كانت مجموعة تطلق على نفسها "المقاومة الاسلامية في العراق"، قد اعلنت مسؤوليتها عن 4 هجمات على معسكرات "عين الاسد" و"الحرير".

وفجر الثلاثاء اعلنت مكافحة ارهاب كردستان، ان 3 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في أربيل في هجومين منفصلين. وعلى الضفة الاخرى فان شركاء الحكومة يصعّدون ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف التي تقول بغداد بأنهم متواجدون بطلب منها. وامس اكد قيس الخزعلي لممثلة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت على "وجوب احترام السيادة العراقية، والأخذ بالاعتبار إرادة الشعب العراقي، وانسحاب القوات الأجنبية من البلاد".

وكان الخزعلي قد خفف من وتيرة هجومه على واشنطن بعد بيانه الاول بأحداث غزة، حيث قال بانه "يراقب الموقف.. مستعدين لا متفرجين".

وتواجه الحكومة جراء تلك المواقف وقصف المعسكرات "حرجا شديدا" بحسب تصريح احد مستشاري السوداني.

وفي الاجتماع الاخير والاول لـ"ائتلاف ادارة الدولة" بعد قصف المعسكرات، صارح السوداني الجميع بان "بلينكن قد هدد باستخدام ورقة الدولار وايقاف الدفعات المالية"، بحسب مصادر مطلعة. ووفق ما يقوله فادي الشمري المستشار السياسي لرئيس الحكومة فان وزير الخارجية الامريكي "بقي مدة طويلة في بغداد" في اشارة الى زيارة بلينكن الاخيرة التي جرت يوم الاحد الماضي. وتكتمت بغداد على وقت الزيارة كما لم تدل حتى الان باي بيان عن تفاصيل الاجتماع الذي دار بين وزير الخارجية الامريكي والسوداني.

وتقول المصادر المطلعة ان بلينكن "هدد كذلك باغلاق السفارة الامريكية، وانهاء اتفاقية الاطار الستراتيجي بين البلدين".

وفي افادة اعلامية للشمري على احد المحطات العربية قال "تجمعنا في العراق شراكات مع الولايات المتحدة" و"المنظومة السياسية رافضة لاي عملية استهداف للبعثات الدبلوماسية".

واضاف في حديث مع المحطة المقربة من حزب الله اللبناني "كلما زادت البعثات الدولية فهو مؤشر على استقرار البلد ومتانة العلاقات".

وكان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري قد دعا الى اغلاق السفارة الامريكية، فيما هددت بعده كتائب حزب الله بنفس الاجراء.

وبحسب وزارة الخارجية الامريكة فان بلينكن حث رئيس الوزراء العراقي بالاجتماع في بغداد الاخير، على محاسبة المسؤولين عن الهجمات المستمرة على العسكريين الأميركيين في العراق.

وأضافت الوزارة في بيان أن بلينكن حث السوداني أيضاً على الوفاء بالتزامات العراق بحماية جميع المنشآت التي تستضيف العسكريين الأميركيين الموجودين في العراق بدعوة من الحكومة العراقية.

ومنذ تصاعد "ازمة المقاومة" في استهداف القوات الامريكية، فان "الاطار" رفض اشراك اي من الاطراف السياسية في القضية.

واكدت مصادر ان التحالف الشيعي كان قد رفض طلبا سابقا من محمد الحلبوسي رئيس البرلمان، بانعقاد جلسة لائتلاف ادارة الدولة حول التطورات الاخيرة.

لكن مواقف الشركاء بدأت تظهر تدريجيا، واول امس دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني رئيس الوزراء محمد السوداني إلى عدم السماح "(للقوى الخارجة عن القانون) بخلق مشاكل للعراق والاقليم".

وقال بارزاني عقب اجتماع مشترك بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، عقد في مصيف صلاح الدين يوم الثلاثاء، رداً على سؤال للصحفيين حول استهداف إقليم كردستان: "هذا تطور خطير للعراق وإقليم كردستان".

وشدد بارزاني على "طلب حكومة إقليم كردستان من رئيس الوزراء كقائد عام للقوات المسلحة بعدم السماح للقوى الخارجة عن القانون بخلق مشاكل للعراق وإقليم كردستان".

واضاف: "ننتظر رئيس الوزراء العراقي، ونعتقد أن هذا النوع من الأعمال لن يساعد العراق وليس صحيحاً، ولا تكمن المصلحة في دخول العراق بهذه المشاكل".

وبالعودة الى اجتماع "ادارة الدولة"، يرى احسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي في حديث مع (المدى) ان الاجتماع كان هدفه "اظهار الدعم للحكومة التي بدت مرتبكة" بسبب التطورات الاخيرة.

وكان اخر اجتماع للتحالف قد جرى قبل نحو شهر، قبل ان تتوسع الخصومات داخل الاطار الشيعي الذي هو الاخر لم يجتمع منذ ذلك الوقت حتى يوم الثلاثاء الماضي.

وكانت الصورة الوحيدة التي خرجت من اجتماع "الاطار" الذي غاب عنه نوري المالكي زعيم دولة القانون، قد اظهرت الارباك على وجوه المجتمعين، فيما لم يصدر اي بيان عن الاجتماع كما جرت العادة.

وفي مساء نفس اليوم (الثلاثاء الماضي) عقد في القصر الحكومي اجتماع لكل قوى ائتلاف ادارة الدولة ومن بينهم الحلبوسي الذي رُفض طلبه للاجتماع في وقت سابق.

ويقول الشمري بان الاطار الشيعي قرر اشراك الحلفاء الان بالازمة لان "الحكومة باتت محرجة من قصف المعسكرات وهي غير قادرة على ضبط هذا الملف".

ويضيف "كما يبدو ان الحكومة تريد من الاجتماع ارسال رسائل الى اطراف خارجية بانها مدعومة من كل الاطياف السنية والكردية".

ويتابع الشمري "لذلك اضطر الاطار الى طلب الاجتماع والخروج ببيان يظهر تأييد ادارة الدولة للحكومة وهو امر غير مألوف لان الائتلاف هو من يدير الحكومة فاذاً كيف يقدم الدعم لها؟!".

ويعتقد الباحث في الشأن السياسي ان هذ البيان هو مؤشر على ان الاطار الشيعي "يخشى من سيناريوهات احتمالية تقويض الحكومة".

ودعا بيان اجتماع "ادارة الدولة" كل قوى الشعب وفعالياته إلى "التوحد ورصّ الصفوف في مواجهة هذه التحديات التي تمر بها المنطقة".

وشدد الائتلاف على أنّ "العراق يشهد حالياً حركة تنموية واعدة تجعل من الواجب على الجميع الوقوف إلى جانب الحكومة ودعمها لتحقيق برامجها الطموحة في البناء والإعمار".

كذلك دعا الائتلاف الى "الوقوف إلى جانب القوى الأمنية في متابعة الارهابيين ورصد تحركاتهم، فإنهم متربصون لأية غفلة تحدث أو استرخاء".ويعلق الشمري على البيان قائلا انه "يعكس ارتباك الحكومة والاطار في الازمة، فان هناك احتمالات تداعيات لزيارة بلينكن كما ان السوداني يبدو قد التقط من زيارته لإيران بانه لا يمكن ايقاف الهجمات في العراق".

ويضيف "لذلك فان العراق سوف يتحول الى ارض اشتباك وهو ما يدفع السوداني والإطار الى البحث عن الاجماع الوطني".

وكانت السلطات قد اتخذت في وقت سابق جملة من التدابير العسكرية، بدت وكأنها تحضيرات لحالة حرب.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram