اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > في أحدث روايات الياباني (أكيرا ميزوباياشي):الموسيقى.. حصن منيع ضد الجنون البشري!

في أحدث روايات الياباني (أكيرا ميزوباياشي):الموسيقى.. حصن منيع ضد الجنون البشري!

نشر في: 11 نوفمبر, 2023: 11:27 م

ترجمة: عدوية الهلالي

في قصة تمتد مابين الأربعينيات والوقت الحاضر، نجت شخصيات الروائي الياباني بطريقة ما من أهوال الحرب، بفضل حبها للموسيقى. فقد جعل أكيرا ميزوباياشي الموسيقى خيطاً الزامياً في جميع رواياته.

وفي هذا الموسم الأدبي 2023، يستمر الكاتب في توظيف الموسيقى في روايته "مجموعة لاتنسى" الصادرة عن دار غاليمار،بعد استخدام الكمان في رواية (الروح المكسورة) عام 2020، الحائزة على جائزة بائعي الكتب والفيولا في رواية (ملكة القلوب) عام 2022، اما روايته الجديدة فيخصصها لآلة التشيلو.

والكاتب اكيرا ميزوباياشي هو روائي ياباني - فرنسي، حيث أقام في فرنسا مابين السبعينيات والثمانينيات، ودرس في جامعة بول فاليري في مونبلييه ثم في مدرسة الأساتذة العليا. وهو يقيم الآن في طوكيو.

وتتحدث روايته الجديدة عن كين ميزوتاني، وهوعازف عبقري في العزف على آلة التشيلو. وعندما كان عمره 19 عامًا فقط، فاز الشاب بالجائزة الأولى في المسابقة الدولية في لوزان عام 1939ومنحه هذا الفوز امتياز استخدام آلة تشيلو ثمينة جدًا، كان قد صنعها صانع الوتريات الفينيسي ماتيو جوفريلر عام 1712. ولكن، وفي ربيع عام 1945، تلقى كين الامر بالانضمام إلى صفوف الجيش الإمبراطوري الياباني والذهاب إلى الجبهة، فاضطر ان يتخلى عن أحبائه وعن آلة التشيلو الخاصة به، بقلب مثقل بالحزن، مرغماًعلى خدمة بلد كان قد وقع "فريسة لشيطان الحرب والاستبداد الذي يستهزئ بالضمائر "!

وبعد سبعين عامًا، في باريس، وخلال حفل موسيقي، سمع عازف التشيلو الشهير غيوم والتر "اضطراباً بسيطًاً في الصوت داخل آلته"، و"تغييراً غير محسوس في الصوت" بينما كان يعزف كونشيرتو لإدوارد إلجار. بالنسبة للعازف جاك ميلارد، كان التشخيص واضحاً: فآلة ماتيو جوفريلر المصنوعة عام 1712، والمنحوتة من الخشب "الأحمر الداكن والأسود"، تعاني من "عطب في الروح". لذا القى على كاهل تلميذته بامينا مهمة اصلاح "الروح"، وهي قطعة من الخشب تقع داخل آلة التشيلو.

كانت التلميذة المتدربة مقتنعة وواثقة بأنها رأى جوفريلر بالفعل فأثناء قيامها بتفكيك الآلة، اكتشف صورة صغيرة لـ "شاب يعزف على التشيلو"، و"ورقتين ملفوفتين" في وتد الآلة. واحدة منهما هي رسالة "مكتوبة بخط جيد ومنتظم" بتاريخ 2 نيسان 1945، بقلم كين ميزوتاني، وستقودها تلك الرسالة الى عالم جديد وتغير مصائر ابطال الرواية.

وتسلط رواية أكيرا ميزوباياشي الجديدة الضوء أيضًا على عمل العاملين في صناعة الآلات الموسيقية إذ يصف الكاتب عالم الدقة والصبر الذي يتمتع به هؤلاء الحرفيون المتميزون، مع الغوص في التاريخ العائلي للحرفيين حيث يكون لكل منهم دور يلعبه في الحياة.

ومن خلال هذا التحقيق، وعلى خطى كين ميزوتاني والتشيلو، يعمق أكيرا ميزوباياشي الموضوعات العزيزة عليه: مصائر حطمتها الحرب العالمية الثانية، انتقال بين الأجيال، حب غير مشروط للموسيقى..كما تم تقسيم الرواية إلى ست مراحل فهي تنسج العصور وتقدم للقارئ معرضاً لشخصيات محبة للموسيقى، جمعها الشغف على مر العصور.فالموسيقى بالنسبة للكاتب هي التي تسمح للبعض بمقاومة الجنون البشري والبعض الآخر بنقل ذكرى المنسيين.

وفي رواية "مجموعة لا تُنسى"،يقدم الروائي الياباني نداءً حيوياً ضد الحرب. فبعد أن سحقهم بلد يعاني من دكتاتورية متفاقمة قائمة على عبادة الإمبراطور المتعصبة، لم يكن أمام عازف التشيلو وأصدقائه الموسيقيين خيار سوى الخضوع لقوة استبدادية وقاتلة. وكان الضوء الوحيد في هذا الجحيم هو الحفلات القليلة التي ما زالوا قادرين على تقديمها. "فالموسيقيون الثلاثة لم يعيشوا، لقد نجوا بفضل الموسيقى.".

والكاتب أكيرا ميزوباياشي هو أكاديمي ياباني متخصص في أدب عصر التنوير، يتمتع بخصوصية الكتابة باللغة الفرنسية. نشر العديد من الروايات التي تشكل الموسيقى عاملا مشتركا بينها.عندما كان في التاسعة والخمسين من عمره كتب كتابه الأول باللغة الفرنسية، وبهذه اللغة التي جاءت من مكان آخر كتب كتابه متأخراً، أي بعد تسعة عشر عاماً. لقد ولد في بلدة ريفية في شمال اليابان لأبوين يابانيين. ثم نشأ في اليابان، وعاش دائمًا في اليابان. لكنه قررذات يوم أن يتعلم لغة روسو فغادر مدينته طوكيو، لبضع سنوات للدراسة الجامعية أولاً في مونبلييه، ثم في باريس. واليوم يعيش في طوكيو ويكتب رواياته باللغة الفرنسية، والتي تسكنها جميعا نفس العاطفة المحبة للموسيقى، بينما تشير كل منها إلى رعب الحرب بطريقتها الخاصة.أما الموسيقى، فهي العلاج الحقيقي ضد جنون البشركما يعتقد ميزو باياشي، وهي التي توحد الأجيال بعد الموت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram