 ذي قار / حسين العامل

كشفت قيادة شرطة ذي قار عن اطلاق حملة لملاحقة المتورطين بنزاعات عشائرية وابتزاز دوائر حكومية ومشاجرات مسلحة وذلك اثر مصرع وجرح 4 اشخاص بينهم احد عناصر الشرطة، فيما اعلنت عن القبض على اكثر من 80 متهما ومصادرة عدد من قطع الأسلحة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تعرض دار ضابط شرطة برتبة لواء يعمل في وزارة الداخلية الى اطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين في قضاء قلعة سكر (100 كم شمال الناصرية) من دون تسجيل خسائر بشرية.

وقال العقيد ميثم المشرفاوي من اعلام قيادة شرطة ذي قار لـ(المدى) ان "القوات الامنية شنت حملة امنية ومداهمات لملاحقة المشتبه بهم المتورطين بإطلاق النار على القوات الامنية في ناحية البدعة (60 كم شمال الناصرية)"، واضاف ان "الحملة اسفرت عن القاء القبض على 75 شخصاً".

واوضح المشرفاوي ان "الاشخاص الملقى القبض عليهم سبق وان قام عدد منهم بفتح النار على قوة من عناصر شرطة حفظ القانون وقتلوا احد عناصر الشرطة"، مبينا ان "قوة حفظ القانون وهي قوة غير مسلحة كانت قد توجهت الى مجمع ماء البدعة لفض تجمع من ابناء العشائر اقدموا على قطع التيار الكهربائي عن المجمع المذكور للمطالبة بـ200 درجة وظيفية". وافاد المشرفاوي بـ"توقف مجمع الماء عن العمل اثر قطع التيار الكهربائي ما استدعى ارسال تلك القوة غير انها سرعان ما جوبهت بإطلاق النار".

وفي ذات السياق اكد المشرفاوي القاء القبض على 8 اشخاص متورطين بمشاجرة مسلحة في احد ضواحي مدينة الناصرية. واوضح ان القوات الامنية فرضت طوقا امنيا وتمكنت من فك الاشتباك والقاء القبض على المتورطين بالمشاجرة ومصادرة عدد من قطع الاسلحة. الى ذلك افاد شهود عيان بمقتل شخص واحد واصابة شخصين اخرين في نزاع عشائري على ارض زراعية متنازع عليها في قضاء النصر (60 كم شمال الناصرية) واوضحوا ان النزاع العشائري المسلح اندلع بين عشيرتي آل حاتم والصراخب".

وعلى اثر ذلك شدد قائد شرطة محافظة ذي قار اللواء مكي شناع الخيكاني على اتخاذ إجراءات أمنية رادعة بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين.

وذكر بيان لقيادة شرطة ذي قار اطلعت عليه (المدى) ان "قائد الشرطة وجه القيادات الأمنية العاملة في قضاء الشطرة على تكثيف الجهود والعمل الجاد وتنفيذ واجبات نوعية بالاشتراك مع الجهات الاستخبارية والمعلوماتية مع استمرار الممارسات والواجبات الخاصة بتنفيذ أوامر القبض القضائية والحد من الخلافات العشائرية وتتبع مثيريها وتقديمهم للعدالة".

وشدد خلال زيارة تفقدية مفاجئة الى قسم شرطة قضاء الشطرة (45 شمال الناصرية) وترؤس اجتماع امني اطلع خلاله على الأوضاع العامة في القضاء المذكور على أهمية فرض سلطة القانون وعدم السماح باية مخالفات قانونية.

وكان مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار حذر في (الثامن من تشرين الثاني الجاري) من استخدام الاسلحة الثقيلة في النزاعات العشائرية ومخاطرها على حياة المواطنين وآثارها على السلم الاهلي، وذلك اثر سقوط صاروخي كاتيوشا في منطقة تشهد نزاعا عشائريا في قضاء سيد دخيل ( 20 كم شرق الناصرية).

وكانت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار اعربت في (منتصف نيسان 2023) عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية الى مراكز المدن وتحويل الدور والاحياء السكنية الى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة مؤخرا وأديا الى مقتل وجرح عدد من المواطنين.

وكان قسم شؤون عشائر ذي قار قد اعلن في مطلع تشرين الاول 2023 عن حسم 122 نزاعا عشائريا بصورة نهائية منذ منتصف كانون الاول 2022 وحتى ايلول 2023، مبينا ان "النزاعات المحسومة تتعلق بحالات قتل وتجاوز على الاراضي الزراعية ونزاعات الملكية".

وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلب للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.