اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > بعد أن عادت النزفية للظهور.. الأهالي يشتكون: أصحاب الجوبات احتلوا الجزرات من جديد

بعد أن عادت النزفية للظهور.. الأهالي يشتكون: أصحاب الجوبات احتلوا الجزرات من جديد

نشر في: 12 نوفمبر, 2023: 10:53 م

 خاص/ المدى

شكا العديد من العراقيين من تخريب المساحات الخضراء و"الجزرات الوسطية" والشوارع والارصفة في مناطق واحياء بغداد من قبل باعة ومربي المواشي غير آبهين بصحة السكان ونظافة الاحياء والتعرض للأوبئة والامراض.

مجازر عشوائية في الهواء الطلق سببت انتشار الامراض فيما يزيد مربو الأبقار والأغنام والماعز والجاموس في بغداد والمحافظات من تواجدهم بين المناطق السكنية لسرعة بيعها، حيث تعتبر جميع هذه الحيوانات وسيطة ناقلة لمرض الحمى النزفية التي تعود للظهور بين الحين والآخر لتسبب الإصابات والوفيات.

أماكن البشاعة

مراقبون دعوا الى ضرورة منع الظاهرة باعتماد لجان تابعة للدوائر البلدية لرفع التجاوزات استناداً لقانون البلديات المرقم 165 لسنة 1964 وتعليماته الصادرة، فضلاً عن دور الرقابة الصحية بمراقبة ومتابعة اللحوم بموجب قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981 المعدل، والإشراف الصحي والبيطري على المجازر، ومحال القصابة، وفحص صلاحية اللحوم للاستهلاك البشري بموجب قانون تنظيم ذبح الحيوانات المرقم 22 لسنة 1972 المعدل، وتعليمات رقم 2 لسنة 1990.

بينما يؤكد المواطن عزيز الخالدي لـ(المدى)، ان "المناظر المقززة بسبب الاحشاء والدماء المتناثرة على الرصيف والجزرات الوسطية التي يتم ذبح المواشي عليها تشعرك بالاعياء، فضلا عن الرائحة الكريهة وأنواع الحشرات التي تنقل الامراض، كل ذلك ستراه في داخل المناطق السكنية في بغداد، اذ لا رقيب ولا حسيب على هؤلاء، ولا بد من إجراءات للحد من هذه الظاهرة المستمرة منذ اكثر من 50 عاما".

حملات ومشاكل

اما القصاب أبو حاتم (53 عاما) فهو يزاول هذه المهنة "ابا عن جد" كما يوضح لـ(المدى)، مبينا، ان "أولاده من يقومون بذبح المواشي وهم مجبرون على ذلك لان محالهم تكون قريبة على الاحياء السكنية والأسواق الشعبية، وذلك بسبب عدم وجود مجزرة رسمية"، منوها إلى "اننا نقوم بأخذ اللحوم الى المستشفيات البيطرية لإجراء الحصول على الختم الذي يؤكد خضوعها للضوابط الصحية وخلوها من الامراض الفايروسية لتكون صالحة للاستخدام البشري".

يضيف أبو حاتم، ان "هناك حملات عديدة تقوم بها القوات الأمنية بالاشتراك مع كوادر المستشفى البيطري ومصادرة اللحوم غير المختومة، الا ان العديد من القصابين يقومون بإعادة شراء اللحوم المصادرة وغير المختومة من الكوادر".

قوانين ومسببات

ووفقاً لمدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة ثائر صبري حسين، فإن "الدائرة أصدرت تعميماً لتشكيل لجنة من السلطة الإدارية برئاسة المحافظ وعضوية دوائر الصحة والبيطرة والزراعة والبيئة والداخلية فيها، مهمتها منع الذبح العشوائي وتنفيذه بالمجازر المجازة حصراً، مع حجر الحيوانات المصابة لمدة 14 يوماً ورشها بالمبيدات في تلك الفترة"، مشيرا إلى أن "مجموع مجازر البلاد 49، غالبيتها متهالكة وقديمة".

وأكد "وجود قوانين صارمة لمحاسبة المخالفين وإنهاء ظاهرة تربية الحيوانات داخل المناطق السكنية"، مشددا على "ضرورة "تفعيل تلك القوانين".

ولفت المتحدث إلى أن "50 بالمائة من الأراضي الزراعية أصبحت خارج الخدمة ومهملة بسبب الجفاف، ولا يمكن رشها بسهولة بالمبيدات، لتصبح مرتعاً للقراد الناقل للمرض الذي يختبئ بين شقوقها"، مبينا أن "غالبية مربي الماشية يرعونها بتلك المناطق، ما يتسبب بإصابتها".

واعتبر أن "توقف الطائرات المروحية الزراعية منذ سنوات طويلة وعدم رش المبيدات على تلك الأراضي، فاقم انتشار حشرة القراد فيها وبالتالي زيادة حالات الحمى النزفية بشكل كبير".

إحصائية رسمية

المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، كشف في تصريح سابق تابعته (المدى)، أن "الأشخاص الأكثر إصابة بالمرض هم مربو الماشية والعاملون في محلات الجزارة".

وأشار إلى أن هذا لا يعني "عدم إمكانية إصابة فئات أخرى، ولكن الفئات الأكثر تماسا مع الحيونات أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة أو بعد ذبحها هم أكثر عرضة للإصابة".

وأشار إلى، أن "آخر إحصائية رسمية من دائرة الصحة العامة في المركز الوطني للسيطرة على الأمراض الانتقالية، تضمنت تسجيل 545 حالة مؤكدة بالحمى النزفية منذ بداية العام الحالي 2023، منها 70 حالة وفاة حتى الآن، وهي أقل من المعدل العالمي".

تهديد الصحة

خبراء من شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية Ginkgo Bioworks دعوا إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة" لمعالجة المخاطر التي تهدد الصحة العامة العالمية. وحذروا من أن الأوبئة البشرية الناجمة عن الأمراض الحيوانية المنشأ -والمعروفة أيضا باسم الآثار غير المباشرة -يمكن أن تكون أكثر تواترا في المستقبل بسبب تغير المناخ وإزالة الغابات، ما يعرّض البشر للحيوانات البرية بشكل متكرر ومن هذه الفايروسات الخيطية، والتي تشمل الإيبولا وماربورغ، والسارس (من سلالة كوفيد)، ونيباه، وماتشوبو (الذي يسبب الحمى النزفية البوليفية).

المستشفى البيطري في محافظة ديالى، اعلن في يوم الثلاثاء السابق، عن آخر إصابة بالحمى النزفية في البلد، وقد تم على اثرها رفع الحظر الوقائي في جميع مناطق ديالى، حيث أكدت مديرة المستشفى البيطري في ديالى ابتسام محمد وتابعتها (المدى)، أن "الحظر الوقائي قد فرض في ناحية بني سعد بسبب تسجيل حالة اصابة مؤكدة بالحمى النزفية، ولكن تم رفعه بعد مرور أسبوعين بموجب التعليمات والضوابط لمنع انتشار المرض".

مدير إعلام صحة ديالى فارس العزاوي يؤكد في تصريح خص به (المدى) ان "حالة الوفاة بسبب الحمى النزفية كانت لشخص عسكري كان قد اتى من محافظة الانبار، اذ لم يتم تشخيصه بالإصابة الا بعد وصوله الى محافظة ديالى وبعد ان فارق الحياة".

ويضيف العزاوي "اننا وفي جميع القطاعات الصحية نقوم برش المبيدات الخاصة في القرى التي تحوم حولها الشكوك، ونحن جاهزون في توفير العلاجات واللقاحات داخل المحافظة إذا ما وجدت الإصابات".

يذكر ان العراق يعد من بين بلدان شرق المتوسط التي تستوطّنها "حمى القرم-الكونغو النزفية"، وهي مرض خطير وفايروسي، ولا يوجد علاج مباشر له، ولا يزال التشخيص المبكر وعدم وصول المصاب إلى مرحلة المضاعفات والنزف هما الطريق الأمثل للعلاج بحسب البروتوكول المعتمد له في وزارة الصحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram