اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > نقابة المعلمين في ذي قار: الصفوف الدراسية تختنق بأضعاف طاقتها الاستيعابية

نقابة المعلمين في ذي قار: الصفوف الدراسية تختنق بأضعاف طاقتها الاستيعابية

نشر في: 13 نوفمبر, 2023: 11:02 م

ذي قار / حسين العامل

حذرت نقابة المعلمين في ذي قار من اثار اكتظاظ الصفوف ونقص المستلزمات المدرسية على العملية التربوية، وفيما اشارت الى معاناة التلاميذ في صفوف تكتظ بأكثر من 80 تلميذا في الصف الواحد، دعت الى تبني خطط وبرامج فاعلة لتلافي مخاطر المدارس المتقادمة والآيلة للسقوط.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه النقابة عن عجز في الابنية المدرسية في ذي قار يقدر بأكثر من 1600 بناية لفك الازدواج والاكتظاظ واستيعاب الزيادة السنوية المتنامية في اعداد التلاميذ.

وقال نائب رئيس نقابة المعلمين في ذي قار حسن علي السعيدي لـ(المدى) ان «التأسيس لعملية تربوية وتعليمية صحيحة يتطلب معالجة جملة من المشاكل المستفحلة التي ادت الى تراجع مستوى التعليم»، واضاف ان «من ابرز هذه المشاكل هو اكتظاظ الصفوف الدراسية التي تختنق بأضعاف طاقتها الاستيعابية».

واوضح السعيدي ان «الصفوف الدراسية في المدارس التي تعاني من مشكلة الاكتظاظ يداوم فيها ما بين 80 الى 90 تلميذا في المرحلة الابتدائية وما بين 60 الى 70 في المدارس المتوسطة والاعدادية»، لافتا الى ان «ذلك من شأنه ان يربك التدريس وايصال المادة المنهجية الى التلاميذ بصورة صحيحة ناهيك عما تسببه تلك المشكلة من ضعف في متابعة المستوى الدراسي للتلاميذ».

ويجد نائب رئيس نقابة المعلمين ان «الاعداد الكبيرة من التلاميذ والطلبة في كل مدرسة تعاني من الاكتظاظ يتطلب استحداث مدرستين أو مدرسة اخرى لمعالجة هذه المشكلة والتأسيس لعملية تربوية صحيحة»، منوها الى ان «مشكلة الاكتظاظ تتفاقم في مراكز المدن فيما تخف كثيرا في المناطق الريفية».

وتحدث السعيدي عن مشكلة تقادم عمر الابنية المدرسية حيث تعود بعض الابنية الى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مشيرا الى «امكانية بناء بعض الاجنحة ضمن المدارس الآيلة للسقوط لتلافي انهيار الصفوف المتقادمة وفك الاختناق والاستعانة بالكرفانات في عدد من المدارس كحل طارئ».

وعن نقص المستلزمات المدرسية قال نائب رئيس نقابة المعلمين ان «المستلزمات تنقسم الى مستلزمات تأثيث من رحلات وسبورات واثاث مكتبية للإدارات ومستلزمات اخرى تخص الكتب والقرطاسية»، واضاف ان «المستلزمات المنهجية من الكتب والقرطاسية ينبغي ان تجهز خلال العطلة الصيفية وتوزع مع اول يوم من المباشرة بدوام المدارس».

واضاف ان «الوضع الراهن في السنة الدراسية الحالية يشير الى ان توزيع الكتب والقرطاسية لا يتجاوز نسبة 25 بالمئة في بداية العام الدراسي»، لافتا الى ان «هذه المشكلة اخذت تتكر كل عام ما ينعكس ذلك على المستوى الدراسي بصورة كبيرة».

وتساءل السعيدي «كيف يمكن للتلميذ ان يدرس بدون كتب وقرطاسية؟».

وافاد ان «الاثاث من رحلات وسبورات ووسائل ايضاح تحتاج سنويا الى ادامة وزيادة في التجهيز لاستيعاب التلاميذ الجدد كون المدخلات من التلاميذ اكبر من اعداد الطلبة المتخرجين»، لافتا الى ان «ذي قار تحتاج سنويا الى 100 مدرسة جديدة لاستقبال الاعداد المتنامية من التلاميذ الجدد.

ودعا وزارة التربية الى تلافي مشكلة نقص المستلزمات المدرسية عبر انشاء معمل لتصنيع الرحلات والسبورات في كل محافظة لتأهيل الرحلات القديمة وصناعة اخرى جديدة تغطي حاجة المدارس، لافتا الى ان «مقومات تفعيل هذا المقترح ممكنة في ظل وجود اعداد كبيرة من الحرفيين ضمن ملاكات مديريات التربية والذين لم تستثمر مهاراتهم في هذا المجال».

ويجد السعيدي ان «مشاكل العملية التربوية في ذي قار وبقية المحافظات العراقية هي مشكلة تنظيمية وادارية تتطلب خطط وبرامج فاعلة لمعالجتها»، مشددا على «اهمية استحداث هيئة او مؤسسة لبناء المدارس تكون منفصلة عن وزارة التربية وترتبط ماليا برئاسة مجلس الوزراء لتتولى مهمة تشييد وتأهيل المدارس من خلال تخصيص موازنة خاصة بها ضمن ابواب الموازنة العامة».

واقترح السعيدي ان «تتفرغ وزارة التربية للشؤون التعليمية واعداد المناهج وتوفير الكتب وغير ذلك من الامور التعليمية التي باتت تعاني من تفاقم المشاكل مع كل عام دراسي جديد».

كما دعا، إلى «تشكيل مجلس تربوي أعلى يضم ممثلين عن وزارة التربية ونقابة المعلمين ومختصين وأكاديميين وقانونيين وباحثين في مجال التربية والتعليم». واستطرد السعيدي، أن «الغرض من هذا المجلس هو تقييم وتقويم العملية التربوية ووضع الحلول السريعة والمناسبة للمشاكل الطارئة والازمات المستفحلة». وطالب بـ»ربط المجلس برئاسة الوزراء، وأن تكون له فروع في المحافظات تنسق مع أعلى سلطة في الادارة المحلية».

وكانت مديرية تربية ذي قار كشفت في مطلع تشرين الاول المنصرم عن وجود 160 مدرسة كرفانية داخل الخدمة تتوزع على جميع مناطق المحافظة ناهيك عن أعداد كبيرة خرجت من الخدمة بسبب تقادمها وتهالكها وعدم صلاحيتها للدوام، وفيما اكدت وجود أوامر من الجهات المعنية بإخلاء تلك المدارس، عزت عدم تأهيلها الى عدم توفر تخصيصات كافية لإنشاء مدارس جديدة أو صيانة القديمة منها.

يشار الى ان مكتب مفوضية حقوق الإنسان في محافظة ذي قار حذر في منتصف تشرين الاول المنصرم من مخاطر استمرار الدوام في بناية مدرسة سبأ الابتدائية والمتوسطة المختلطة في قرية عبودة بقضاء سيد دخيل والتي ينتظم فيها 650 طالبا وطالبة بسبب تقادمها.

وكانت منظمات مجتمعية في ذي قار حذرت في اواخر تشرين الاول المنصرم من ارتفاع معدلات التسرب من المدارس الحكومية، مؤكدة تسجيل 15 الف حالة خلال العام الدراسي 2022 – 2023 مقارنة بتسعة الاف في العام الدراسي السابق.

وينتظم نحو 800 ألف تلميذ وطالب في 2200 مدرسة في محافظة ذي قار وبواقع 1250 بناية مدرسية و 75 الف معلم ومدرس ومشرف تربوي ومرشد، وما زالوا يكابدون وبصورة يومية من مشاكل جمة أبرزها اكتظاظ الصفوف الدراسية والدوام الثنائي أو الثلاثي فضلاً عن تقادم عمر الابنية وافتقارها لأساسيات نجاح العملية التربوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج
سياسية

الفياض يعد مشروعاً سياسياً خارج "الإطار" ويزاحم السُنة على مناطق النفوذ

بغداد/ تميم الحسنلأول مرة يلتقي محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، مع قيس الخزعلي زعيم العصائب، ليس في اجتماع سياسي او زيارة ودية وانما على "خطر الفياض" رئيس الحشد.يزاحم الفياض القوى السياسية السّنية في مناطق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram