 السماوة/ احمد ناصر

شهدت محافظة المثنى خلال السنوات الأخيرة شحة في المياه، مما اضطر عدد كبير من المزارعين إلى التوجه إلى زراعة المحاصيل الستراتيجية ضمن المناطق الصحراوية لتعويض تقليص المساحات الأراضي الطينية ضمن الخطة الزراعية،

هرباً من الجفاف وقلة التدفقات المائية في نهري دجلة والفرات، حيث يتم استعمال المرشات المحورية لزراعة المحاصيل الزراعية، محققة بذلك نجاحاً كبيراً في التقليل من استهلاك المياه وزيادة الغلَّة الإنتاجية للدونم الواحد.

مضاعفة الإنتاج

المهندس واثق منصور مدير دائرة زراعة المثنى، قال لـ(المدى): "شهدت محافظة المثنى بسبب شحة المياه توجه المزارعين إلى بادية السماوة باعتبارها أرضا مناسبة للزراعة، حيث تمتاز بمساحات واسعة وتوفر المياه الجوفية".مشيرا إلى أنه "نحن كمديرية زراعة المثنى لاحظنا زيادة عملية تأجير الأراضي الزراعية وفق قانون 35 الخاص باستغلال الأراضي الزراعية مع استحصال الموافقات على حفر الآبار الارتوازية".

وأكد "زيادة نسبة التسويق للموسم الشتوي الماضي بنسبة 200 بالمئة عن السنوات السابقة، حيث وفرت المواد العلفية، أما بالنسبة للموسم الصيفي فقد شهدت البادية تنوع زراعي من خضر وفواكه".

تأثير تغيير المناخ

واوضح مدير بيئة المثنى المهندس يوسف جبار لـ(المدى) "تعاني محافظة المثنى كثيرا من تأثير تغير المناخ وشح المياه، وأن هذا الأمر يحتاج إلى تضافر جهود الجميع على اعتبار العراق هو واحداً من بين الدول الخمسة في العالم الأكثر تأثراً بهذه المشكلة". مبينا، أن "محافظة المثنى هي من أكثر محافظات العراق هشاشة من ناحية التغيرات المناخية، وهناك تزايد في عمليات النزوح نتيجة تلك التغيرات، حيث بلغ عدد الأسر النازحة في المثنى تقريبا أكثر من 1600 أسرة باعتبار أن نسبة العاملين في القطاع الزراعي في المثنى أكثر من 60 بالمئة من عدد السكان".

حفارات أهلية

رئيس الاتحاد المحلي في المثنى عواد عطشان الأعاجيبي، أكد "حصول موافقة الدكتور ميثم علي خضير مسؤول الهيأة العامة للمياه الجوفية على السماح لحفارات الآبار الأهلية للعمل وسد الحاجة، حيث تم التباحث والتطرق لخصوصية محافظة المثنى واعتماد مزارعها بشكل رئيسي على مياه الآبار".

مشيرا إلى، أن "الكثير من المزارعين مقبلين على حفر الآبار لمزارعهم، ولكون آليات فرع الهيأة العامة للمياه الجوفية في المثنى عددها قليل ولا تسد الحاجة الفعلية، حصلنا على موافقات من مدير الهيئة العامة للمياه الجوفية لحفارات الآبار الأهلية للعمل، وسد الحاجة بعد مطالبات من المزارعين في البادية الجنوبية للمحافظة حول هذا الموضوع".

وسائل الري الحديثة

يقول علي حسين فرحان (مشرف زراعي)، إن "عملية ترشيد استهلاك المياه من خلال اعتمادها على أسلوب الليزر في الزراعة كان لها أثر إيجابي على زيادة الإنتاجية، وتعظيم الاستفادة من وحدة المياه والتربة".

وأوضح، أن "عملية التحول من طريق الري السيحي إلى طرق ووسائل الري الحديثة يكون أكثر تناسقاً لتلافي الضائعات في الأرض الزراعية، ويكون أقل مما هو عليه في طرق الري السيحي".

فيما قال المزارع محمد صالح لـ(المدى): "سابقا يلجأ غالبية المزارعين إلى وسائل تقليدية في الري، عبر غمر أراضيهم تماما بالمياه، لكن ذلك يتسبب بهدر في المياه، وتحتاج إلى جهد كبير، ولذلك حاليا يتم استخدام طرق الري الحديثة في الزراعة وري المحاصيل".

وأضاف، أن "المرشات المحورية هي إحدى التقنيات الحديثة للري حيث إنها تستخدم في المناطق التي تحتوي على مياه جوفية وفيرة".

وأكد، أن "أعماق الآبار في البادية تتراوح ما بين 100 ـ 110 متر، لكي نحصل على المياه حيث كانت كميات الإنتاج المتحصلة والمتحققة خلال هذه السنة جيدة بالاعتماد على تقنيات الري الثابتة والمحورية".

المزارع عبد الله حمود، قال "نحن كمزارعين نبدأ بحراثة الأرض وإعدادها للزراعة قبل الموسم الزراعي، وفي حال لم نتمكن من إكمال عملية زراعة الأرض بسبب شح المياه فإن ذلك سيؤثر على المستوى المعيشي للفلاح والمزارع وعلى الانتاج الزراعي".

وأضاف، أن "وجود الآبار في بادية السماوة أسهم بوفرة انتاج المحاصيل الزراعية هذه السنة باستخدام المرشات الدائرية التي تم من خلالها زراعة مساحات واسعة بالمنطقة".

وطالب "باعتماد خطط بديلة بعد شـح المـوارد المائيـة الـسطحية والتركيز على الالتزام بالمقننات المائية للمحاصيل الزراعية، وتقليل الـضائعات المائيـة مـن خـلال اسـتخدام طـرق الـري الحديثة".