السماوة/ أحمد ناصر
ماتزال مشكلة طفح شبكات تصريف مياه الامطار بمثابة مشكلة ازلية في محافظة المثنى، فشل اغلب مشاريع المجاري المخصصة لغرض تصريف مياه الامطار خصوصا ونحن في اول موجة امطار وبداية فصل الشتاء،
حيث يستقبل مواطنو المثنى موسم الشتاء من كل عام بالمعاناة والازمات في كل جانب حياتي، ومنها جانب الخدمات وبالذات الأزمة المرتبطة بسوء التعامل مع مياه الامطار، ومياه الصرف الصحي. وبالرغم من أن العراق من البلدان التي تشهد تساقطاً قليلاً للأمطار مقارنة مع دول الجوار، إلإ أن أية فرصة هطول للأمطار في عموم العراق، تتحول إلى موضوع يؤرق حياة المواطن الكادح، بسبب عدم وجود منافذ لتصريف المياه، الأمر الذي أدى الى تجمع كميات كبيرة من الأمطار في الشوارع، وغرق البيوت والمحال بعد دخول المياه الى منازل المواطنين، وتحول الشوارع الى برك راكدة، تجعل معها الحياة مستحيلة ومتوقفة، وذلك لصعوبة التنقل والذهاب الى أماكن العمل .
محطتنا الاولى كانت مع المواطن محمد الجابري الذي قال لـ(المدى): "اسكن في حي حديث الانشاء من قبل مستثمر عراقي، دفعنا مقدمة الوحدة السكنية والمتبقي تم استلامه من قبل المستثمر من المصرف العقاري العراقي وبمبلغ كلي يقدر بـ(170) مليون دينار، وها نحن نعاني من غرق الشوارع وتردي الخدمات الاخرى، ولا نعرف التقصير هل هو من الجهات الحكومية الرقابية على المشاريع الاستثمارية ام فساد المستثمر نفسه، ايصال اولادنا الى المدارس امر مستحيل وسط كم هائل من الاطيان والمياه وخطورة الصعقات الكهربائية".
فيما قالت طالبة الماجستير في جغرافية المدن زينب حميد لـ(المدى): "إن للأسلاك الكهربائية المتقطعة والمتروكة والسائبة والمبللة بمياه الأمطار تتسبب في حوادث مميتة في العراق، ففيما لو أن ماراًّ في الشارع أصبح قريباً من هذه الاسلاك المبللة والمتروكة، فمصيره يكون الموت المحتوم"، مضيفة "في جميع دول العالم، يعتبر سقوط الامطار في فصل الشتاء نعمة، وذلك لسقي المحاصيل الزراعية، والقضاء على مشكلة التصحر في العراق، والأهم سد حاجة البلد من المياه، بعد عمل سدود لخزن مياه الأمطار، والإفادة منها مستقبلاً، وخاصة إذا ما تيقنا بأن المستقبل ينذر بأزمة شحة في المياه، فلابد من التعامل بحكمة مع مياه الأمطار ودفع الضرر عن المواطن في الطريق باستعمال الوسائل الصحيحة لتصريف مياه الأمطار، والاستفادة منها في المستقبل".
وأشارت إلى أنه "غالباً ما تكون العلاجات هي حلول ترقيعية لا تخضع إلى أي أسلوب علمي، كاستخدام المضخات الفورية المتحركة، وأعتقد أن الحل الوحيد هو حملة تسليك مركزية لكل شبكات العراق وإنشاء شبكة مجاري حديثة في عموم البلاد وربطها بالشبكة القديمة مع الأخذ بنظر الاعتبار حالة الزيادة السكانية في السنوات العشرين المقبلة، ولا يتم بناء أي شيء إلا وفق التخطيط العلمي السليم".
بينما يرى المهندس المدني علي خيون، أن "الفساد المتوارث من قبل الحكومات السابقة ومبدأ المحاصصة السياسية من قبل الأحزاب في السلطة انعكسا على كل مفردات الحياة في العراق حتى وصلا إلى أبعد حد، وقطاع البنى التحية هو أحد هذه القطاعات ويعاني من إهمال كبير وصل إلى درجة أن أغلب المشاريع التي تمت المباشرة بها في السابق هي مشكلة كبيرة في حد ذاتها، لأنه لم يراع التخطيط فيها"، موضحاً؛ أن "أي مشروع يتم بناؤه من دون تخطيط يكون تأثيره ذا بعدين، الأول هو خسارة مبالغ المشروع الطائلة، والثاني عندما تريد أن تزيح هذا المشروع تحتاج إلى مبالغ إضافية، هذه القاعدة يمكن أن تنطبق على التعامل مع ملف البنى التحتية في العراق".