د. محمد الربيعي
اثبتت الدراسات اهمية التطوير المستمر لقابليات اعضاء هيئة التدريس من ناحية تحسين القدرة الجماعية لهم خصوصا اذا اتيحت الفرص للاستاذ لمواصلة النمو المهني الذي يعكس مصالحه الشخصية الاكاديمية،
وبحيث يصبح الهدف توفير عدد من الخيارات التي تعكس المصالح المتنوعة للاساتذة. والتحدي الذي يواجه الجامعات هو توسيع القدرة الجماعية للاساتذة بالكامل والتحرك باتجاه تحقيق رؤية الجامعة بضمن جهد متماسك ومرٌكز للتطوير، ودفع الاساتذة للعمل بضمن طرق جديدة لتعليم الطلبة بحيث تتعدى التلقين او مجرد الحصول على المعلومات من قراءة الكتاب المقرر او حتى المصادر المتوفرة لكي تبرز اهمية وجود الاستاذ كمصدر مغذي للمعلومات.
ان تشجيع التدريسيين لتنفيذ وتقييم استراتيجيات وطرق جديدة تساعدهم في تحقيق اهدافهم في بناء المعرفة لهو عنصر حاسم في التنمية المهنية وللوصول الى مستوى اعمق من التفاهم المشترك الذي يمكنهم من التكيف مع الممارسات الجديدة. ولا يكمن الاختبار الحقيقي لتنمية قدرات التدريسين في عدد الموضوعات والمبادرات ولا الى عدد التدريسين الذين شاركوا في ورشات العمل او مستوى المشاركين وارائهم فقط، وانما يكمن ايضا في تغيير سلوك وممارسات التعليم بما يفيد الطلاب، وفي خلق ثقافة تعاونية بين التدريسين لتحسين تعلم الطلاب. ان احد اهم التحديات التي تواجه القيادات الجامعية هو ترسيخ ثقافة التغيير داخل الجامعة وهي ثقافة تعتمد على الجودة وادراتها، وهذا يحتاج الى وقت الا انها المفتاح لتطوير ورقي الجامعة العراقية ووصولها لمستوى الجامعات العالمية.