ذي قار / حسين العامل
احتفت اوساط رسمية ومجتمعية في ذي قار بيوم الطفل العالمي بمشاركة عشرات من الاطفال الموقوفين في مركز شرطة الاحداث، وفيما اكدوا ان الاطفال الموقوفين هم الاكثـر حاجة للرعاية والدعم، اشارت منظمات مجتمعية الى جملة من التحديات التي تواجه الطفولة في العراق.
واعلنت منظمة التواصل والاخاء الانسانية عن توزيع كسوة شتوية ومستلزمات اخرى على الموقوفين في المركز المذكور ضمن الاحتفاء بيوم الطفل العالمي.
وقال مدير المنظمة علي عبد الحسين الناشي لـ(المدى) انه "ضمن مشروع الوقاية والاستجابة لحماية الطفل في مراكز الاحتجاز المدعوم من منظمة اليونسيف احتفلنا باليوم العالمي للطفل في مركز شرطة الاحداث التابع لقيادة شرطة ذي قار".
وتحدث الناشي عن "توزيع 100 قطعة ملابس مختلفة لأكثر من 70 حدثا من الاحداث المحتجزين فضلا عن مستلزمات اخرى خلال الاحتفالية التي حضرها عشرات الاطفال المحتجزين فضلا عن مدير شرطة الاحداث ومدير شعبة حقوق الانسان في ذي قار وعدد من الضباط والمنتسبين في مركز شرطة الاحداث".
ويرى مدير منظمة التواصل والاخاء الانسانية ان "الاحتفاء بهذه المناسبة فرصة لتقديم الدعم المعنوي للأطفال المحتجزين والدفاع عن حقوق الطفل بصورة عامة والعمل على تعزيزها والوقوف بحزم ضد أي انتهاك يتعرضون له"، مشددا على اهمية حماية الطفل من العنف والإساءة والاستغلال، مبينا ان "الاحتفاء بيوم الطفل العالمي بين الاطفال الموقوفين يأتي من كون هذه الشريحة هي الاكثر حاجة للرعاية والدعم تمهيدا لدمجها في المجتمع".
وأُعلن يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، وفي هذا التاريخ اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، كما اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها.
ومن جانبهم يرى ناشطون في ذي قار ان الطفولة في العراق تواجه جملة من التحديات التي تستدعي تبني برامج حكومية ومجتمعية اوسع لانتشال الاطفال من الواقع غير المناسب لتنشئتهم.
واوضحوا في حديث لـ(المدى) ان "ظروف عيش الطفل العراقي مازالت دون المستوى المطلوب ولا يمكن مقارنتها حتى مع اطفال الدول المجاورة"، داعين الى تفعيل المؤسسات الحكومية لتبني برامج فاعلة لانتشال الاطفال مما يواجهونه من تحديات تتمثل بالعوز والفقر الذي يدفع الكثير من الاسر الى زج اطفالهم في اعمال ومهن لا تتناسب مع براءة طفولتهم كالتسول وعمالة الاطفال"، مشيرين الى "تعرض الاطفال الى مظاهر العنف الاسري والتسرب من المدارس وارتكاب جرائم الاستغلال الجنسي والمخدرات وغيرها من الانتهاكات".
ويجد الناشطون ان "رعاية وحماية الطفولة في العراق تستدعي الاهتمام بتعليمهم وتحصينهم من المخاطر التي تتهددهم وتوفير البيئة الامنة والعيش الكريم لهم ولأسرهم"، لافتين الى ان "عددا غير قليل من الاطفال باتوا ضحايا التفكك الاسري الناجم عن الفقر وضعف الوعي المجتمعي"، محذرين من ارتفاع معدلات الجريمة بين الاطفال ولاسيما جرائم العنف والسرقة والمخدرات والاستغلال الجنسي. وكانت مؤسسات حكومية ومجتمعية في ذي قار كشفت في اواخر 2022 عن ارتفاع معدلات الجريمة بين اوساط الاطفال والاحداث، مؤكدين تسجيل اكثر من 663 جريمة خلال العام المذكور، نصفها تتعلق بالسرقة والمخدرات.
فيما كشفت مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمعية في ذي قار في (منتصف تشرين الثاني الحالي) عن تعرض نحو 80 بالمئة من الاطفال الى العنف بمختلف انواعه، وفيما اشاروا الى ان ثلث الاطفال الاحداث الموقوفين في مراكز الاحتجاز هم دون سن 11 عاما، حذروا من تفاقم مظاهر انتهاك حقوق الاطفال وتأمين الحماية والرعاية الكاملة لهم.
وكان مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار حذّر يوم السبت (23 شباط 2019) من مخاطر تعرض الأطفال الى التشرد والتسول وعمالة الاطفال والاستغلال الجنسي، وفيما عزا أسباب انتهاك حقوق الطفل الى تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور واقع التعليم وعدم توفير بيئة مناسبة لتعليم الأطفال وارتفاع معدلات التسرب بين الطلبة، دعا الى التعجيل بتشريع قوانين لحماية الطفولة والشرائح الهشة.
بينما حذرت منظمات مجتمعية في ذي قار في (اواخر تشرين الاول 2023) من ارتفاع معدلات التسرب من المدارس الحكومية، وفيما اكدت تسجيل 15 الف حالة خلال العام الدراسي 2022 – 2023 مقارنة بتسعة الاف في العام الدراسي السابق، تحدثت الحكومة المحلية عن معالجات محدودة في جانب واحد من أصل المشكلة.
وكان المشاركون في برنامج مجلس الظل الشبابي الذي يتبناه مركز أثر للأنماء حذروا يوم الاثنين (18 شباط 2019) من انتشار ظاهرة عمالة الاطفال والتسوّل في محافظة ذي قار، وفيما أشاروا الى أن أسوأ أشكال عمالة الأطفال تتمثل بالتسول والاستغلال الجنسي التجاري والعمل في معامل الطابوق والنشاطات الصناعية المرهقة، أكدوا عدم التحاق 39 بالمئة من الأطفال العاملين في تلك المهن بالدراسة أبداَ.
وكانت إدارة محافظة ذي قار، حذّرت يوم الـ(28 من أيلول 2017) من مخاطر جنوح الأحداث والانحلال الخلقي على المجتمع، وفيما أكدت أن جنوح الأحداث مشكلة شائكة تتطلب حلولاً يشارك فيها الجميع بدءاً من المجتمع ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، عزا ناشطون أسباب جنوح الأحداث الى ضعف الوعي وانعدام المؤسسات الحكومية الراعية للمواهب الفتية فضلاً عن الانفتاح غير الواعي على مواقع الانترنت.
وكان المشاركون في فعالية حقوق الطفل التي نظمتها عدد من المنظمات المجتمعية والحكومية في ذي قار يوم الاحد (6 كانون الثاني 2019) أعربوا عن قلقهم من مظاهر استغلال الأطفال في العمالة المبكرة والتسوّل وتعرضهم الى العنف المجتمعي والمدرسي، وفيما حذروا من مظاهر الاتجار بالبشر وانحراف الأطفال، دعوا الى تفعيل دور المؤسسات الحكومية في حماية الطفولة وتشريع قانون موحد للطفولة يحد من مظاهر انتهاك حقوق الطفل في المجتمع العراقي.